“بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة تشغيل الأطفال”: تقرير حول “الأعمال الخطيرة لدى الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 7 و17 سنة بالمغرب” – حدث كم

“بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة تشغيل الأطفال”: تقرير حول “الأعمال الخطيرة لدى الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 7 و17 سنة بالمغرب”

جاء في بلاغ للمندوبية السامية للتخطيط، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة تشغيل الأطفال يوم 12 يونيو الجاري ، تحت شعار: “القضاء على الأعمال الخطيرة لدى الأطفال”، حيث سلط بلاغ المندوبية الضوء على أهمية العلاقة بين القضاء على تشغيل الأطفال وتحسين سلامة وصحة العمال الشباب، وذلك من خلال  حملة مشتركة تحت شعار “جيل :الحماية والسلامة”.

وتندرج هذه الحملة، من جهة أخرى، في إطار إنعاش أهداف التنمية المستدامة، خصوصا منها الهدف 8 الذي يصبو، بشكل خاص، إلى القضاء على تشغيل الأطفال بجميع أشكاله في أفق سنة  2025، وإلى تعزيز السلامة والصحة المهنية لجميع العاملين في أفق 2030.

واضاف المصدر، بأن الاتفاقية رقم 182 لمنظمة العمل الدولية والتي تتعلق بحظر “أسوأ أشكال عمل الأطفال والإجراءات الفورية للقضاء عليها”، تعرف “الأعمال الخطيرة” بـ “الأعمال التي يرجح أن تؤدي بفعل طبيعتها أو بفعل الظروف التي تزاول فيها، إلى الإضرار بصحة الأطفال أو سلامتهم أو سلوكهم الأخلاقي”،  وهذه الاتفاقية  تم اعتمادها من طرف منظمة العمل الدولية سنة 1999، وشرع في تنفيذها سنة 2000 وتمت المصادقة عليها من طرف المغرب في يناير2001.

ويتعلق الأمر أساسا ـ حسب البلاغ ـ  “بكل الأعمال التي يقوم بها الأطفال في المناجم والحقول والمعامل أو داخل أسرهم، والتي من شأنها أن تعرضهم لأخطار جسدية أو نفسية، مثل استعمال المبيدات أو مواد سامة أخرى أو حمل كميات كبيرة من الأثقال أو الخضوع لمواقيت عمل مرهقة”.

واكدت المندوبية ، بان  تحليل المعطيات الجديدة للبحث الوطني حول التشغيل لسنة 2017، بالنسبة للمغرب تبين  “أنه من بين 7.049.000 طفل المتراوحة أعمارهم ما بين 7 و17 سنة، 247.000 هم في حالة شغل، منهم 162.000 يزاولون أعمالا خطيرة، وهو ما يمثل %2,3 من مجموع أطفال هذه الفئة العمرية. وبالنسبة للأطفال الذين يزاولون هذه الأعمال، %76,3 منهم يتواجدون بالوسط القروي، %81 هم ذكور و%73 تتراوح أعمارهم ما بين 15 و17 سنة،  ويقدر عددهم بـ 38.000 طفل بالوسط الحضري، وهو ما يمثل %85,6 من الأطفال العاملين بالمدن(45.000 طفل) و%1 من مجموع الأطفال الحضريين (4.026.000 طفل). وبخصوص الوسط القروي، يبلغ عددهم 124.000 طفل وهو ما يمثل %61,4 من الأطفال العاملين (202.000 طفل) و %4 من مجموع الأطفال القرويين (3.023.000 طفل)”.

 

وابرز البلاغ ذاته “بان %70 من الأطفال الذين يزاولون هذا النوع من العمل يتمركزون في أربع جهات من المملكة، حيث تأتي جهة الدار البيضاء-سطات في المرتبة الأولى بـ %25,3، تليها مراكش-آسفي (%20,3)، ثم الرباط-سلا-القنيطرة (%12,7)، وفي الأخير جهة فاس-مكناس بـ %11,7،  ومن بين الأطفال الذكور، 132.000 يزاولون أعمالا خطيرة، أي ما يمثل %74,3 من مجموع الأطفال الذكور في حالة شغل و%3,7 من مجموع الأطفال الذكور البالغين من العمر مابين 7 و17 سنة. ومن بين الإناث، يبلغ هذا العدد 31.000 طفلة، وهو ما يمثل على التوالي%44,2 و1% ، ومن بين الأطفال الذين يزاولون أعمالا خطيرة، %10,6 هم متمدرسون،%81,4 انقطعوا عن الدراسة  و%8 لم يسبق لهم أن التحقوا بالمدرسة قط”.

وابرز المصدر، “بان العمل الخطير يبقى متمركزا ببعض القطاعات الاقتصادية مع بعض التفاوتات حسب وسط الإقامة،  حيث يتواجد  في المناطق القروية، %82,6 من الأطفال الذين يزاولون هذا النوع من العمل بقطاع “الفلاحة،  الغابة والصيد، وبالمدن، 52,7% بقطاع الخدمات، و%32 بقطاع الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية”.

ومن بين القطاعات التي تسجل أعلى مستويات تعرض الأطفال لهذه الأخطار ـ  يضيف البلاغ ـ  يأتي قطاع “البناء والأشغال العمومية” في المرتبة الأولى بـ %92، متبوعا بقطاع “الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية” (%83,7)، وقطاع “الخدمات” (%82,4)، ثم قطاع “الفلاحة، الغابة والصيد” (%58,6)،  وهذا النوع من العمل يبقى حكرا على بعض الحالات المهنية، مع بعض التفاوت حسب وسط الإقامة،  حيث في الوسط القروي، يشتغل 73,3% من الأطفال الذين يزاولون هذا النوع من العمل كمساعدين عائليين و19,6% كمستأجرين. وبالوسط الحضري، 43% هم مستأجرين وأكثر من الثلث (34,6%) متعلمين و18,8% مساعدين عائليين”.

واشارت المندوبية الى” نسبة الأعمال الخطيرة بالمغرب  التي تصل 2,3%، فإنها تبلغ، حسب إحصائيات منظمة العمل الدولية، 4,6% على المستوى الدولي أي ضعف المستوى الوطني، وتنتقل هذه النسبة من 1,5% على مستوى الدول العربية إلى 3,2% بالأمريكيتين، و3,4% بمنطقة (آسيا- المحيط الهادي) و4% بأوربا وآسيا الوسطى، لتسجل أعلى مستوى لها   بإفريقيا بـنسبة 8,6%، وتخفي هذه النسبة تفاوتات كبيرة حسب الفئات العمرية، حيث تمثل 1% بالنسبة للأطفال البالغين من العمر ما بين 7 و14 سنة و6% لدى البالغين من العمر ما بين 15 و17 سنة، وتسجل هذه النسب على المستوى العالمي، وحسب نفس المصدر الدولي،  2,9% و10,5% على التوالي،

 وبالأحجام، وحسب إحصائيات الأمم المتحدة، يبلغ عدد الأطفال الذين يزاولون أعمالا خطيرة حول العالم، 73 مليون طفل، وهو ما يمثل 4,6% من مجموع الأطفال من نفس الفئة العمرية والذي يقدر بحوالي 1,6 مليار طفل”، حسب البلاغ.

 ح/م

 

 

التعليقات مغلقة.