ملتقى مراكش: الدعوة إلى تعزيز جهود التشبيك بين جمعيات المجتمع المدني من أجل الترافع الفاعل والمؤثر عن مغربية الصحراء – حدث كم

ملتقى مراكش: الدعوة إلى تعزيز جهود التشبيك بين جمعيات المجتمع المدني من أجل الترافع الفاعل والمؤثر عن مغربية الصحراء

دعا المشاركون في الملتقى الأول للترافع المدني عن مغربية الصحراء ، الذي احتضنته مدينة مراكش خلال الفترة ما بين 22 و24 يونيو الجاري، إلى تعزيز جهود التشبيك بين جمعيات المجتمع المدني والانتقال من وضعية المدافع إلى وضعية المهاجم ، والتمكين وتعزيز قدرات الفاعل المدني في الأقاليم الجنوبية من أجل الترافع الفاعل والمؤثر عن مغربية الصحراء.
وأكدوا في ختام أشغال هذا الملتقى ، الذي نظمته الوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني ، على ضرورة الاستثمار في الأدلة التاريخية والقانونية والثقافية والاجتماعية بما يمكن الأجيال الحالية واللاحقة من الترافع عن القضية الوطنية ، وتجديد الخطاب التداولي الترافعي حول قضية الصحراء المغربية.
كما دعا المشاركون إلى تعزيز الجبهة الداخلية والعمل على معالجة واستحضار الجانب الإنساني للقضية، وتعزيز وتثمين الثقافة الحسانية على المستوى اللغوي والتعليمي والأدبي والإعلامي والفني ، مع تثمين التراث اللامادي والشفهي بالأقاليم الجنوبية.
وأبرزوا ، أيضا ، ضرورة العمل على إنتاج خطاب ترافعي مقنع ، يستند إلى المناهج العلمية والمقارنات الرصينة في التواصل والتبليغ ، أخذا بعين الاعتبار ما وصل إليه الوعي الدولي والتطور التكنولوجي ، إلى جانب تطوير الخطاب الإعلامي.
وتضمنت التوصيات الصادرة عن الملتقى ، كذلك ، الدعوة إلى التسويق والترافع الجيد للمسار الحقوقي في الصحراء المغربية ودور اللجان الجهوية في حماية الحقوق والحريات ، وفتح باب التعاون المدني الدولي بين الجمعيات المهتمة بالقضية الوطنية ، وتشجيع المجتمع المدني على اعتماد آليات التتبع والرصد الحقوقية.
كما أوصى المشاركون بتنظيم ورشات تدريبية متخصصة في مجال الترافع حول مغربية الصحراء أمام المنظمات الدولية، وإنشاء مركز للتكوين والتأهيل في مجال اللغات والتواصل في المجال الحقوقي.
وتضمن الملتقى ، الذي عرف حضور حوالي 230 مشاركا من ممثلي جمعيات المجتمع المدني المهتمة بقضية الصحراء المغربية ، جلسات علمية تم خلالها تقديم مداخلات عميقة تناولت محاور متنوعة تمثلت في الأبعاد القانونية والسياسية والتاريخية والاجتماعية والثقافية للترافع المدني عن مغربية الصحراء، وكذا التطور السياسي والدبلوماسي والاستراتيجي للقضية ، بالإضافة إلى الإطار الاقتصادي والتنموي ووضعية الحقوق والحريات بالأقاليم الجنوبية، والمشروع التنموي الجديد.
كما تميز الملتقى تنظيم ورشات تطبيقية عرضت خلالها تجارب ما يناهز 20 جمعية في مجال الترافع المدني عن القضية الوطنية وذلك كعينة لجهود قطاع واسع من الجمعيات ، أبرزت من خلالها المجهودات التي بذلتها سواء داخل المغرب أو في المنتديات والمنابر الدولية، إلى جانب عروض وتجارب عملية حول تقنيات التناظر الناجح عن القضية الوطنية، ومهارات ترافع منبري مؤثر لدى المنظمات والمؤسسات الدولية، وكيفية التفاعل مع المنظومات الدولية المؤسساتية، ومهارات التواصل والعلاقة مع وسائل الإعلام، وآليات الترافع الرقمي والترافع المنبري، بالإضافة إلى عرض عدد من الأفلام كنماذج للإنتاجات التي يمكن اعتمادها في مجال الترافع الفني والرقمي.
وشهد الملتقى ، أيضا، الإعلان الرسمي عن إطلاق المنصة الالكترونية للتكوين عن بعد في مجال الترافع المدني عن مغربية الصحراء ، تتضمن قاعدة معطيات من الوثائق التاريخية والدراسات والبحوث العلمية والإنتاجات الفنية وروابط مؤسسات ومواقع مهتمة بالقضية الوطنية.
وتتيح هذه المنصة ، أيضا ، فرصة للتكوين عن بعد ببرنامج شامل ومتنوع يتم إغناؤه بشراكة مع جامعتي سطات ومراكش ، ومؤسسة تمكين الرائدة في مجال التكوين عن بعد ، بالإضافة إلى توزيع دليل من أجل ترافع فعال ومؤثر عن مغربية الصحراء تحت عنوان “مغربية الصحراء : حقائق وأوهام النزاع “، وهي وثيقة تسرد عددا من الأوهام والمقولات المضللة حول طبيعة النزاع المفتعل ، وتقدم أدلة الرد عليها وتكشف زيفها بحقائق تاريخية وجغرافية ، عززتها تطورات السياسة والاقتصاد ، وأكدتها الجهود التنموية بالصحراء.

ح/م

التعليقات مغلقة.