يوسف العمراني : نجاح اندماج إقليمي افريقي في العمق يتطلب تقاسم سلاسل القيم ومعايير إفريقية متطابقة وقوانين منظمة مشتركة – حدث كم

يوسف العمراني : نجاح اندماج إقليمي افريقي في العمق يتطلب تقاسم سلاسل القيم ومعايير إفريقية متطابقة وقوانين منظمة مشتركة

أكد السيد يوسف العمراني ، المكلف بمهمة في الديوان الملكي، اليوم السبت بأصيلة، أن نجاح اندماج إقليمي افريقي في العمق يتطلب تقاسم سلاسل القيم ومعايير إفريقية متطابقة وقوانين منظمة مشتركة.

وأضاف السيد العمراني، خلاله مشاركته في ندوة في موضوع “الاندماج الأفريقي ،، أين العطب ؟”، في إطار فعاليات الدورة الأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، أن “قضية الاندماج الإقليمي تطرح في سياق العولمة وتعدد الشركاء، وهو ما يدعو إلى التفكير في أشكال جديدة من الجهوية، تتيح اندماجات في سلاسل القيم الجهوية”.

وشدد، في هذا السياق، على أن من بين التحديات الأساسية التي يتعين على افريقيا مواجهتها يتمثل في ضعف اندماجها، واقتصادها وإسهامها في المنظومة الاقتصادية العالمية، مؤكدا أنه “إذا كان الاندماج الإقليمي قد عرف تطورات أكيدة، فإنها تواجه تحديات عديدة، ولكنها ممكنة التحمل”.

وأضاف أن “النقص في البنيات التحتية والصعوبات المتعلقة بالارتباط، واستمرار بعض الأزمات ، وقضايا الأمن، تشكل تحديات أمام اندماح الأسواق بين البلدان الأفريقية”، مؤكدا أن “الاندماج الإقليمي يشكل عاملا من أجل التسريع المستدام للنمو الاقتصادي ورفاه السكان “.

وأوضح السيد يوسف العمراني، الذي شارك في إطار محور “كيف يمكن الالتفاف وتجاوز وحل الاختلالات: الحلول والوسائل”، أنه يتعين النهوض بتعاون افريقي- افريقي قائم على أشكال نشيطة من التضامن، وتكامل الاقتصادات وتوحيد الوسائل من أجل تحويل القارة إلى فاعل ومحرك لاقتصاد قاري افريقي”.

ولبلوغ هذه الغاية، أكد أنه “يتعين إيلاء الأولوية لمحورين استراتيجيين رئيسيين للتدخل وهما تطوير بنيات تحتية مدمجة والتحولات ، ولكن أيضا تجسيد شراكة افريقية جديدة، متوازنة ومشجعة للنمو”.

وأبرز أن الاندماج ، هو أيضا الجمع بين كل الفاعلين وصناع القرار القادرين على خلق دينامية افريقية مشتركة ووضع سياسات ملائمة، خارج كل اعتبار للمصلحة الوطنية ، وذلك من أجل تزويد أفضل لأفريقيا بالأدوات، والنهوض بفضاءات مدمجة اقتصادية، وجيوسياسية، أو ثقافية من خلال استراتيجيات مشتركة.

وأوضح المسؤول المغربي أن السياسة الافريقية للمغرب التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس تجسد بالفعل هذه الإرادة المشتركة لبناء افريقيا مندمجة ، قوية وموحدة، تواجه تحدياتها بوسائلها الخاصة وتنظر إلى المستقبل بثقة.

وأكد السيد العمراني أن “فريقيا توجد في حركية على جميع المستويات، وأن المغرب الوفي لانسجامه، يتحمل مسؤولية انفتاحه الاقتصادي والمرتبط بوحدة قارته، يباشر إجراءات براغماتية للنهوض بتنمية مشتركة واستدامة مشتركة، في خدمة المواطن الأفريقي ، كما دعت إلى ذلك باستمرار رؤية جلالة الملك”، مذكرا في هذا الصدد بعلاقات التعاون التي تربط المملكة بعدد من التجمعات الإقليمية ولاسيما الاتحاد الاقتصادي والنقدي ، والمجموعة الاقتصادية والمالية لأفريقيا الوسطى، ومجموعة دول الساحل والصحراء.

وأبرز أنه انطلاقا من حمولته المتعددة الأبعاد، فإن العرض المغربي في افريقيا ، هو اليوم حقيقة معترف بها من طرف جميع الشركاء الأفارقة، مذكرا في هذا الصدد بطلب المغرب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)، يأتي من هذه المسيرة التي تهدف إلى تتويج الروابط القوية التاريخية والسياسية والاقتصادية والبشرية مع مجموع البلدان “الإفريقية بهذه الجهة، في إطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل اندماج إقليمي فعلي ومثمر وطموح”.

كما تطرق السيد يوسف العمراني من جهة أخرى إلى “النقص الحاصل في الإرادة السياسية والانخراط المشترك من أجل بناء مغرب كبير مزدهر وموحد” ، معربا عن الاسف في النقص الحاصل في الإيمان ببناء مشروع مغاربي ، وخسارة “اللامغرب” والعطب الذي يعرفه اتحاد المغرب العربي”.

وشدد على أنه “بالنسبة للمغرب، لا يمكن أن يعزى الاندماج الإقليمي الذي يعد مفتاح مستقبل تنافسية القارة وما بعدها في إطار العولمة، إلى التنمية الوطنية وحدها “، موضحا أنه ” يجب تدارك التأخر في التنافسية ، وتسهيل المبادلات والاستثمار في أقطاب النمو ذات القيمة المضافة القوية ، من أجل تسريع مسلسل الاندماج البين أفريقي ووضع القارة في صلب سلاسل القيم العالمية” .

وخلص إلى أن “افريقيا يجب أن تتكفل بتحدياتها الخاصة ، بتثمين نموها متعدد الأبعاد والاستجابة للتطلعات السوسيو اقتصادية التي تطمح إليها ساكنتها بشكل مشروع “.

وتقترح الدورة الحالية من موسم أصيلة الثقافي، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وتستضيف افريقيا كضيف شرف، العديد من الأحداث الثقافية والفنية ، خاصة منها ندوات وورشات وفقرات موسيقية وعروض أزياء ومعارض .

و/ح

التعليقات مغلقة.