“العيون عين المغاربة” والمغرب في صحرائه الى “ان يرث الله الارض ومن عليها” – حدث كم

“العيون عين المغاربة” والمغرب في صحرائه الى “ان يرث الله الارض ومن عليها”

“حدث” وان خلد الشعب المغربي الذكرى “الاربعين” لميلاد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، سنة 1969 استمرت تلك الاحتفالات مدة اسبوع، حضرها الشعب المغربي من جميع اقاليم المملكة في مدينة سلا ، نظرا لشساعة الرقعة الارضية التي كانت قادرة على استيعاب تلك الجماهير التي احيت عرسا تاريخيا، لم يسبق له مثيل آنذاك.

والذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي احياها الشعب المغربي امس من البوغاز الى الكويرة ، في عاصة جهة العيون الساقية الحمراء، بمدينة العيون ، تَوجَها الملك المواطن، والقائد الملهم ، محمد السادس، بخطاب تاريخي ، وجه من خلاله عدة رسائل واضحة، للعالم بصفة عامة ، ولخصوم الوحدة الترابية بصفة خاصة، حيث خاطبهم حفظه الله بالقول: “فبعد ملحمة تحرير الأرض، وتوطيد الأمن والاستقرار، عملت بلادنا على تمكين أبناء الصحراء من مقومات المواطنة الكاملة، وظروف العيش الحر الكريم.

واليوم، وبعد أربعين سنة، بإيجابياتها وسلبياتها، نريد إجراء قطيعة حقيقية مع الأساليب المعتمدة في التعامل مع شؤون الصحراء : قطيعة مع اقتصاد الريع والامتيازات، وضعف المبادرة الخاصة، وقطيعة مع عقلية التمركز الإداري ،فلماذا اليوم، وبعد أربعين سنة ؟” يقول جلالة الملك.

بمعنى ان جلالته اراد ان يضع النقط على الحروف ، ويرسل رسائل واضحة الى المغررين بهم في مخيمات تيندوف، ولصنيعتهم الجزائر بصفة خاصة، بان المغرب في صحرائة والصحراء في مغربيته، واعطى فرصة اخيرة للمنساقين وراء اطروحة اعداء الوحدة الترابية، مذكرا بتاريخ الصحراويين قائلا: ” الصحراويون معروفون، منذ القدم، بأنهم كانوا، دوما، رجال تجارة وعلم، يعيشون من جهدهم، بكرامة وعزة نفس. ولا ينتظرون المساعدة من أحد، رغم قساوة الظروف.
إننا نتكلم عن أبناء الصحراء الحقيقيين، الوطنيين الصادقين، الذين ظلوا أوفياء لروابط البيعة التي تجمعهم وأجدادهم، عبر التاريخ بملوك المغرب.

أما الذين ينساقون وراء أطروحات الأعداء ويروجون لها، رغم قلتهم، فليس لهم مكان بيننا. ومن تاب ورجع إلى الصواب، فإن الوطن غفور رحيم”

وبهذه الفرصة الثمينة التي منحها عاهل البلاد ، لسكان المخيمات الذين يعيشون المرارة والاوهام، ويمنحون بدورهم فرص الاغتناء لمن هم في حكم “القادة!”  على حساب معاناتهم،  ينتظرون الذي يأتي ولا يأتي!، وللجزائر ورقة لتصريف مشاكلها الداخلية على حساب المغرب، كما سبق وان فتح لهم الابواب مبدع المسيرة الخصراء المغفور له الملك الحسن الثاني، بنفس المقولة ” ان الوطن غفور رحيم” ، ومن خلالها عاد الى ارض الوطن ، من كانوا يشكلون قوة داخل وخارج المخيمات، وتركوا ثلة من الوصوليين الفاشلين ، ليصبحوا مجرد “الة التحكم” في يد النظام الجزائري، مقابل اقتسام الدعم من الجهات الخارجية، لينعموا في بلدهم بما ينعم به جميع المغاربة ، في عز وكرامة.

ولتطبيق الجهوية المتقدمة التي جاءت في دستور 2011 ، التي تعطي لسكان الاقاليم الجنوبية من خلال انتخابات 4 شتنبر الماضي ، صلاحية تدبير شؤونهم المحلية والجهوية، قال جلالته: “إن المغرب إذا وعد وفى، قولا وفعلا، ولا يلتزم إلا بما يستطيع الوفاء به. وبذلك فإننا نوجه رسالة إلى العالم: نحن لا نرفع شعارات فارغة ولا نبيع الأوهام، كما يفعل الآخرون، بل نقدم الالتزامات ونقوم بالوفاء بها، وبتنفيذها على أرض الواقع.

* فالمغرب وعد بتطبيق الجهوية المتقدمة، وهي اليوم حقيقة على أرض الواقع ، بمؤسساتها واختصاصاتها، والمغرب وعد بالديمقراطية، وبتمكين سكان أقاليمه الجنوبية من تدبير شؤونهم المحلية، وها هم اليوم يختارون ممثليهم ويشاركون في المؤسسات المحلية بكل حرية ومسؤولية.

* كما أن المغرب التزم بنموذج تنموي خاص بأقاليمه الجنوبية، واليوم أطلقنا الأوراش المهيكلة والمشاريع المدرة للثروة ولفرص الشغل.

* والمغرب التزم بضمان الأمن والاستقرار ، والصحراء المغربية اليوم ، أكثر المناطق أمانا ، في جهة الساحل والصحراء.

وإن المغرب إذ يلتزم اليوم بجعل الصحراء المغربية مركزا للتبادل ومحورا للتواصل مع الدول الإفريقية جنوب الصحراء، وبوضع البنيات التحتية اللازمة لذلك ، فإنه سيقوم مرة أخرى بالوفاء بوعوده أمام خيبة أمل الأعداء وحسرتهم”.

مؤكدا للعالم اجمع بان “ساكنة تندوف بالجزائر، ما تزال تقاسي من الفقر واليأس والحرمان ، وتعاني من الخرق المنهجي لحقوقها الأساسية، وهو ما يجعل التساؤل مشروعا: أين ذهبت مئات الملايين من الأورو التي تقدم كمساعدات إنسانية والتي تتجاوز 60 مليون أورو سنويا، دون احتساب الملايير المخصصة للتسلح ولدعم الآلة الدعائية والقمعية للانفصاليين؟”، متسائلا نصره الله: ” كيف يمكن تفسير الغنى الفاحش لزعماء الانفصال الذين يملكون العقارات ويتوفرون على حسابات وأرصدة بنكية بأوروبا وأمريكا اللاتينية؟، ولماذا لم تقم الجزائر بأي شيء من أجل تحسين أوضاع سكان تندوف، الذين لا يتجاوز عددهم 40 ألفا على أقصى تقدير، أي حي متوسط بالجزائر العاصمة ؟ وهو ما يعني أنها لم تستطع أو لا تريد أن توفر لهم طيلة أربعين سنة حوالي 6000 سكن ، يصون كرامتهم بمعدل 150 وحدة سكنية سنويا”، ويصيف جلالة الملك : “لماذا تقبل الجزائر التي صرفت الملايير في حربها العسكرية والدبلوماسية ضد المغرب بترك ساكنة تندوف في هذه الوضعية المأساوية واللاإنسانية؟، جاعلا التاريخ هو الحكم ، حيث قال:”على الذين جعلوا من أبناء الصحراء الأحرار الكرام متسولين للمساعدات الانسانية، كما سيسجل عنهم أنهم استغلوا مأساة مجموعة من نساء وأطفال الصحراء وحولوهم إلى غنيمة حرب، ورصيد للاتجار اللامشروع ووسيلة للصراع الدبلوماسي.“.

كما وجه جلالته سؤالا واضحا لسكان مخيمات تندوف: “هل أنتم راضون على الأوضاع المأساوية التي تعيشونها؟ وهل تقبل الأمهات بمشاعر اليأس والإحباط لدى أبنائهن والأفق المسدود أمامهم؟،

أنا لا أرضى لكم هذا الوضع اللاإنساني. أما إذا رضيتم به، فلا تلوموا إلا أنفسكم ، وأنتم تشاهدون المغرب ، يقوم بتنمية أقاليمه الجنوبية وتوفير الكرامة والعيش الحر لسكانها”.

وبهذا الخطاب التاريخي يكون قائد الامة والملك الانسان ، قد بلغ الرسالة، والشعب المغربي دائما يقول : “نحن فداك نحمي حماك ياوطن”

وهذا ما حدث، في انتظار ما يحدث للمغرر بهم !، ولمن تسبب لهم في معاناتهم ! ، فالعيون عين المغاربة، والمغرب في صحرائه الى ان يرث الله الارض ومن عليها.

 

 

 

التعليقات مغلقة.