السيد محمد بن عيسى : “ليس مأزق الوضع العربي قدرا ومصيرا بقدر ما هو حالة عابرة لا ينفع معها جلد الذات” – حدث كم

السيد محمد بن عيسى : “ليس مأزق الوضع العربي قدرا ومصيرا بقدر ما هو حالة عابرة لا ينفع معها جلد الذات”

قال السيد محمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، أمس الأربعاء، “إن مأزق الوضع العربي ليس قدرا ومصيرا بقدر ما هو حالة عابرة، قد تطول وقد تقصر، لا ينفع معها جلد الذات والتعبير عن الأسف واليأس”.

وأكد السيد بن عيسى، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لندوة “مأزق الوضع العربي الراهن .. الممكنات والآفاق”، المنظمة في إطار جامعة المعتمد بن عباد الصيفية 33، أن هذه الندوة ليست مجرد ترف فكري أو دردشات ثقافية.

وأعرب رئيس جماعة أصيلة عن اعتقاده بأن هذه الندوة هي استجابة لنداء ملح يلاحق النخب والرأي العام على السواء، في كل الأقطار العربية، سواء تلك التي تعاني ظروفا صعبة أو مثيلاتها التي تتوجس من المجهول.

وأضاف السيد محمد بن عيسى أن الإحساس بالأزمة ووطأة الظروف يتقاسمه بل يعاني منه أغلبية العرب، لأنهم أولا جزء من هذا العالم المضطرب، ولأن لهم نصيبا من مشاكلهم الداخلية.

وأوضح أن الغاية من تنظيم هذه الندوة، التي تضم أسماء وازنة تمثل مختلف الأطياف الفكرية والسياسية والفعاليات الأكاديمية والإعلامية، هو الاستماع والاستفادة المتبادلة من كل الآراء والمقاربات، وليس إسداء النصائح وإذكاء الحماسة لتوجهات معينة، وإنما مقاربة الوضع وتحليله من كافة أوجهه وزواياه، معتبرا أن “تلك روح ندوات أصيلة”.

وقال السيد بن عيسى “حينما نتحدث عن مأزق الوضع العربي فإننا لا نعمم ولا نبالغ، وإنما نعني تحديدا مناطق بعينها، تعرف للأسف الشديد أزمات بلغت مستوى الحروب الداخلية، وكأن العقل السياسي أخذ عطلة ممددة أو استقال عن التفكير بتعبير المفكر الراحل محمد عابد الجابري”.

وأضاف أنه توجد مناطق أخرى فيها بصيص من الضوء والأمل تنعم بالكثير من مظاهر الاستقرار، يجوز اعتبارها أمثلة وتجارب يمكن أن تسعف الباحثين والمحللين بملامح وخطط عمل لتجاوز الأوضاع العسيرة التي تعصف بها.

واستشهد بالتجربة المغربية، مشيدا ب”الحكمة والشجاعة والإرادة الثابتة” لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، الذي “قرر بوعي وتفكير استباقي التصدي للمشاكل في جذورها واجتثات مسبباتها، ليس بالوسائل العنيفة والقرارات المتسرعة، بل بالحوار المنفتح والتأكيد عليه عبر إشراك كافة القوى والفعاليات السياسية والنقابية وتعبيرات المجتمع المدني”.

وأوضح أن جلالة الملك “دعا الجميع إلى تحرير دستور جديد، بهندسة مغايرة وآليات للتشاور غير مسبوقة، استفادت التجربة من كل إيجابيات الدساتير القديمة ونجحت البلاد من خلال نخبها في رسم معالم طريق لمنظومة حكم جديدة، مستشرفة لآفاق المستقبل بتحدياته وآماله”.

وأضاف السيد بن عيسى قائلا إنه لكون “تلك المنظومة التشاورية في الحكم لم تكن مسكنات وجرعات سياسية لتهدئة الأوضاع، لذلك أعطت ثمارها الناضجة، فأجريت انتخابات تشريعية وجماعية محلية وفرت للبلاد استقرارا حكوميا من خلال جهاز تنفيذي واسع الصلاحيات باشر، قدر ما استطاع، تدبير الشأن العام، فهدأت النفوس القلقة”.

وأشار إلى أن “أطياف الشعب المغربي مؤمنة أن عاهلهم جلالة الملك محمد السادس نصره الله، مهد الطريق، قولا وفعلا، لاستشراف مختلف القضايا ومعالجتها بالحوار والتوافق، في أجواء من الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي”.

وفي الختام، أعرب عن الأمل في أن تكون هذه الندوة “نداء آخر ضمن سلسلة نداءات أصيلة، لاستنهاض واستنفار الإرادات الطيبة التي تنشد الأمن والاستقرار لبلداننا العربية”، وكذا عن الثقة في “أننا سنتغلب جميعا على عثرات الحاضر لنستأنف السير واثقين نحو المستقبل بأمل وإيمان”.

يشار إلى أن موسم أصيلة الثقافي الدولي الأربعين، الذي تنظم في إطاره جامعة المعتمد بن عباد الصيفية الثالثة والثلاثين، انطلقت أشغاله منذ يوم 29 يونيو المنصرم وتختتم يوم 20 يوليوز الجاري، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

التعليقات مغلقة.