ناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط في ضيافة “لاماب”: المغرب يضطلع بدور مهم لفائدة اندماج المنطقة الأورومتوسطية – حدث كم

ناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط في ضيافة “لاماب”: المغرب يضطلع بدور مهم لفائدة اندماج المنطقة الأورومتوسطية

حاوره محمد حميدوش:  أكد الأمين العام الجديد للاتحاد من أجل المتوسط، السيد ناصر كامل، اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب، وبفضل موقعه الجغرافي، وعلاقاته المتقدمة مع الاتحاد الأوروبي، ورؤيته الواضحة وقراءته الصحيحة للوضع الجيوسياسي لجواره، يضطلع بدور مهم لفائدة اندماج المنطقة الأورومتوسطية.

وأبرز السيد كامل في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء في إطار منتوجها الجديد “في ضيافة الوكالة”، أن المغرب، البلد الرائد في منطقة جنوب المتوسط وصاحب حضارة عربية إسلامية كبرى، يعد أيضا أول بلد يحصل على الوضع المتقدم في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، وهو يفرض نفسه بقوة باعتباره “جسرا” بين ضفتي المتوسط.

وأضاف أن “المغرب يعد مثالا يحتذى به. فرؤيته الواضحة والاستراتيجية للمنطقة الأورومتوسطية والدور الذي يضطلع به بشكل كامل داخل الاتحاد من أجل المتوسط، يجعلان منه صلة وصل طبيعي بين عالمين، أوروبا وإفريقيا، وميسرا مثاليا للحوار والتعاون في المنطقة”.

كما ذكر أن المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تضع البعد الإقليمي في صلب عملها كما يشهد على ذلك، على حد سواء، سياساتها اتجاه إفريقيا جنوب الصحراء التي أسهمت في إرساء الروابط وخلق الفرص سواء في المغرب أو في مختلف بلدان القارة، والعلاقات المتينة التي تربطها مع الاتحاد الأوروبي والبلدان العربية.

وأشار السيد كامل، من جانب آخر، إلى أن تعزيز الاندماج الإقليمي يشكل أولوية بالنسبة للاتحاد من أجل المتوسط على اعتبار أن منطقة جنوب المتوسط تعتبر إحدى المناطق الأقل اندماجا، ملاحظا أن كافة الدول الأعضاء واعية بمركزية مسألة الاندماج الإقليمي وتعمل عبر سلسلة من المبادرات والمشاريع على معالجة هذه الوضعية.

وأوضح أن مشاريع إحداث منطقة للتبادل الحر الأورومتوسطي ووضع استراتيجية صناعية للمتوسط تعد أجوبة على إشكالية غياب الاندماج الإقليمي، مشيرا إلى أنه، أمام التحديات المشتركة التي تواجه بلدان المنطقة، من الضروري التفكير في أجوبة جماعية في إطار شراكة شمال – جنوب واتباع مقاربة تولي اهتماما خاصا لبعد التنمية السوسيو – اقتصادية.

ولمواجهة تحديات التطرف، والإرهاب والهجرة، أكد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط  على أنه يتعين التصدي لأسباب وأصول هذه الظواهر بدلا من “تمظهراتها”، مشددا على أن الأجوبة الوطنية والمقاربة الأمنية ليسا سوى جزء من الحل الذي يتطلب أيضا عملا جماعيا يركز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وقال إن وضع مبادرات تستهدف الشباب وتستجيب لانتظاراتهم وتطلعاتهم لحياة أفضل ومستقبل مزدهر يمثل ضرورة مهمة بنفس قدر تعبئة الأجيال الصاعدة والنساء لجعلهم فاعلين ديناميكيين يساهمون في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدانهم، مشيرا إلى أن مهمته باعتباره أمينا عاما للاتحاد من أجل المتوسط هي على وجه التحديد ترجمة هذه الرؤية إلى أفعال عبر سياسات ومشاريع ملموسة.

وفي هذا الصدد، أكد السيد كامل أن الاتحاد من أجل المتوسط يعالج التحديات التي تواجه منطقة المتوسط عبر مقاربة جد بناءة تطال الأسباب الحقيقية لهذه الإشكاليات، مبرزا أن التطرف والإرهاب يعكسان أعطاب النظام الاقتصادي والاجتماعي، ومن ثم ضرورة معالجة الأمر في إطار تنمية مستدامة.

وأعرب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط عن اعتقاده أنه “بإعطاء النساء في مجتمعاتنا وفي إفريقيا جنوب الصحراء المكانة التي تستحقانها في الاقتصاد والحياة وبمنح الشباب فرصة المشاركة بنشاط في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدانهم، سنتمكن من وضع حد للتطرف والإرهاب”.

وفي معرض تطرقه لحصيلة السنوات العشر من وجود الاتحاد من أجل المتوسط، أبرز السيد كامل أن هذه المنظمة الإقليمية أصبح لها “تأثير إيجابي في الميدان” وتنتصب “كفاعل مهم في بيئة صعبة وحافلة بالإشكاليات”، مع الأخذ بعين الاعتبار “التحولات الهائلة” التي تعرفها بعض البلدان العربية والتحديات المتعددة (الهجرة، الإرهاب، التغيرات المناخية..) التي تؤثر على المنطقة الأورومتوسطية.

وفي هذا السياق، أشاد السيد كامل على الخصوص بثلاثة إنجازات رئيسية للاتحاد من أجل المتوسط خلال هذا العقد تتمثل في إعداد  إطار مؤسسي للمنظمة، ووضع هياكل للحوار السياسي والمجتمعي، وأخيرا تحديد حوالي 50 مشروعا رائدا تهم مختلف القطاعات والبلدان في المنطقة.

 

التعليقات مغلقة.