تقديم مؤلف “الهجرة إلى الشمال من أجل التجارة…حياة وأزمنة تاجر أمازيغي” لكاتبه جون واتربيري – حدث كم

تقديم مؤلف “الهجرة إلى الشمال من أجل التجارة…حياة وأزمنة تاجر أمازيغي” لكاتبه جون واتربيري

تم امس الأربعاء بمقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط، تقديم مؤلف تحت عنوان “الهجرة إلى الشمال من أجل التجارة.. حياة وأزمنة تاجر أمازيغي” لكاتبه الباحث الأمريكي الشهير جون واتربيري.

ويعرض هذا الإصدار، الذي نظمت جلسة تقديمه من طرف مركز الدراسات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، سردا لسيرة تاجر عند مطلع القرن العشرين ذهب من منطقة أملن (نواحي تافراوت) للاستقرار في طنجة ثم الدار البيضاء، بغية تسليط الضوء على سياق استقرار أمازيغ منطقة سوس في الأوساط الحضرية المغربية خلال القرن العشرين، والتزامهم ضمن المنظومة الاقتصادية الجديدة والعلاقات التي تجمعهم مع مناطقهم الأصلية.

وأوضح الباحث في مركز الدراسات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية السيد محمد أوبنعل في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الكاتب حاول من خلال هذا المؤلف، الربط بين التحولات السوسيو- سياسية والاقتصادية التي طرأت طوال القرن الماضي في المغرب، لاسيما على مستوى الحاضرة الكبرى الدار البيضاء.

وأضاف السيد أوبنعل الذي قام بتقديم الكتاب، أن واتربيري قام بتناول نمو الدار البيضاء، والتجار “السوسيين” الأوائل الذين استقروا بها، ودورهم السياسي ضمن الحركة الوطنية وإبان السنوات التي تلت الاستقلال، والتنافس في صفوف الحركة الوطنية على الزعامة، إلى جانب نقاط أخرى.

من جهة أخرى، قام الأكاديمي الأمريكي بتحليل العلاقة التي تجمع “إبودرارن” (الأمازيغ المنحدرون من جبال الأطلس الصغير) مع الوسط الحضري الذي استقروا فيه، إلى جانب التحديات الثقافية التي يواجهونها من أجل تأكيد والحفاظ على هويتهم.

ومن بين الأفكار الرئيسية التي يدافع عنها واتربيري هي اعتبار أن نجاح التاجر الأمازيغي المنحدر من سوس يعزى نسبيا إلى المنافسة للظفر بالحظوة والرقي الاجتماعي بتمازيرت (المنطقة الأم). وهكذا، يرى المؤلف أن العمل المنهجي والدؤوب بالمحل التجاري في المدينة يروم – على الأقل خلال فترة تأليف الإصدار سنة 1972 – “بناء المنزل في الجبل” واستحقاق مرتبة “التاجر الناجح”.

كما أبرز الكاتب القدرة الكبيرة على التأقلم لدى التاجر “إبودرارن” الذي يعمل بكيفية مستمرة على تدبير الجدلية بين الانفتاح الكبير على المجموعات الثقافية الأخرى واحترام القواعد الاجتماعية الملزمة لجماعته.

ماب

التعليقات مغلقة.