سفير المغرب بفرنسا يقيم حفل استقبال بهيج بمناسبة عيد العرش – حدث كم

سفير المغرب بفرنسا يقيم حفل استقبال بهيج بمناسبة عيد العرش

اقام سفير المغرب بباريس ، شكيب بنموسى مساء امس ،حفل استقبال بهيج بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش اسلافه الميامين، وذلك بحضور عدد من اعضاء الحكومة الفرنسية، وشخصيات بارزة من عالم السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والثقافة والاعلام.

وابرز بنموسى في كلمة بالمناسبة ، الدلالات العميقة لتخليد عيد العرش المجيد ، مؤكدا على الروابط المتينة والتلاحم بين العرش والشعب، وروابط البيعة العريقة التي تجمع الامة بعاهلها.

وقال ان عيد العرش يمثل ايضا لحظة وحدة، ويجسد الروح المؤسسة للامة المغربية، مشيرا الى ان الامة المغربية فخورة بتاريخها ،وتتجه بثبات نحو المستقبل، امة متشبثة بوحدتها ضمن احترام التنوع والتعددية، امة تومن بالقيم المؤسسة للسلام والتسامح والتقدم.

وبعد ان ذكر بمضمون خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهذه المناسبة، استعرض السفير الانجازات التي حققها المغرب ،مشيرا الى ان جلالة الملك دعا الى اعادة هيكلة عميقة للبرامج السياسية الوطنية في المجال الاجتماعي، والى تحقيق نقلة نوعية في مجالات الاستثمار ، ودعم القطاع الانتاجي الوطني، واتخاذ الاجراءات المستعجلة دون انتظار .

وتطرق بنموسى ايضا الى الشراكة الفريدة التي تجمع بين المغرب وفرنسا،والتي تستمد اسسها من ذاكرة مشتركة، وصداقة عميقة وعلاقات انسانية كثيفة ، مذكرا بالالتزام التاريخي للمملكة الى جانب فرنسا، وهو الالتزام الذي يواصله اليوم صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة قيم ومبادىء تتقاسمها المملكة مع الجمهورية الفرنسية.

واضاف ان الشراكة بين المغرب وفرنسا، مبنية على المصالح المشتركة، وعلى تطابق في وجهات النظر، مما يتيح لها التجدد واستشراف المستقبل من اجل رفع التحديات العديدة التي يواجهها البلدان.

واكد ان هذه الشراكة تقوم ايضا على تنسيق من مستوى عال، وعلى حوار سياسي مكثف ومنتظم يضمن استمراريتها الاستراتيجية، وتعزيزها وتعميقها ، مذكرا في هذا الصدد بالمباحثات وتبادل زيارات الصداقة والعمل التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس الى فرنسا، وزيارة رئيس الجمهورية الفرنسية للمغرب.

وتناول السفير ايضا اللقاءات الرفيعة على المستوى الحكومي والبرلماني، فضلا عن مبادرات التعاون الملموسة على الصعيد اللامركزي بين جماعات محلية، مشيدا بهذا الصدد برئيسي المجموعتين البرلمانيتين للصداقة بين البلدين، وباعضائهما وبالمنتخبين الجهويين والاقليميين والمحليين لديناميتهم وتعبئتهم لفائدة العلاقات الثنائية.

وبعد ان تطرق للعلاقات الاقتصادية المكثفة بين البلدين، وافاق تعزيزها في اتجاه افريقيا ، اشاد بنموسى بالتعاون بين المصالح الامنية والاستخباراتية وفي مجال القضاء بين المغرب وفرنسا من اجل التصدي لآفة الارهاب،والوقاية من كل اشكال التطرف.

واضاف ان فرنسا تدرك التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، امير المومنين من اجل النهوض بالصورة الحقيقة للاسلام، باعتباره دينا للسلام والتسامح.

واكد السفير ايضا على تطابق وجهات النظر بين المغرب وفرنسا، بشأن العديد من التحديات التي تواجهها المنطقتان الاورو- متوسطية والافريقية، مشددا على ان التعاون بين البلدين يهدف الى خلق فضاء أورو –متوسطي، واورو- افريقي للسلام والتضامن والمبادلات الانسانية والثقافية والاقتصادية.

من ناحية اخرى ذكر السفير بعودة المغرب الى الاتحاد الافريقي، مشيرا على الخصوص الى ان هذه العودة تعزز مبادراته لفائدة السلام والامن والتضامن في مواجهة المآسي الانسانية في مناطق النزاع، او تلك الناجمة عن الهجرة.

وابرز بنموسى في هذا الصدد تبني المغرب لاستراتيجية وطنية غير مسبوقة للهجرة واللجوء ،يحظى فيها البعد الانساني بالاولوية، مذكرا بان الاتحاد الافريقي اوكل لصاحب الجلالة الملك محمد السادس قيادة اعداد الاجندة الافريقية للهجرة، وقرر انشاء مرصد للهجرة والتنمية بالرباط.

كما ذكر السفير من جهة اخرى بالتزام المغرب وفرنسا في مجال الحفاظ على البيئة، ومواجهة التغيرات المناخية خاصة عبر اتفاق باريس، واجندة العمل التي تم اعتمادها بمراكش، وكذا بمشاركة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في قمة (وان بلانيت ساميت) بالعاصمة الفرنسية.

 

وقال بنموسى من ناحية اخرى ان الشباب والتربية يشكلان صلب الشراكة الفريدة بين البلدين ، مشيرا بهذا الخصوص الى ان فرنسا تستقبل 38 الف طالب مغربي وهو اكبر عدد للطلبة الاجانب بفرنسا.كما تناول التعاون الثنائي في المجال الثقافي ونجاح العديد من التظاهرات الثقافية والفنية التي اقيمت بالبلدين.

وعبر عن اقتناعه بان المركز الثقافي المغربي الذي سيفتتح بباريس، سيشكل دون ادنى شك ، رافعة قوية للاشعاع الثقافي للمغرب بفرنسا، والحفاظ على الروابط الثقافية مع المغاربة المقيمين بهذا البلد، مذكرا بالرعاية والعطف الذي ما فتىء يوليهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس لافراد الجالية المغربية بفرنسا.

بعد ذلك تناول الكلمة وزير التربية الوطنية الفرنسي جان ميشيل بلانكي، ليشيد بمشاركته في هذا الحفل ويبرز روابط الصداقة التي تجمع بين فرنسا والمغرب.

وقال ان العلاقات بين البلدين يطبعها التميز والانفتاح، وتتميز بعدد من المشاريع الاستراتيجية الملموسة ، مشيرا الى ان دينامية هذه المشاريع المتنوعة تسهم في التقريب بين البلدين.

واضاف “نحن مدعوون للعمل معا ضمن فضاء مشترك للتعاون والاندماج من اجل تعزيز جهود البناء والعيش المشترك والصداقة في مواجهة كل اشكال الظلامية”، مذكرا بهذا الخصوص بالالتزام المشترك للمغرب وفرنسا في معركة لاهوادة فيها ضد الارهاب والتطرف والتصدي للخلط.

واشاد بلانكي بالدور الذي يعتزم المغرب الاضطلاع به لفائدة الاندماج والاستقرار والتنمية بافريقيا، معربا عن اقتناعه منذ امد بعيد بالدور الريادي للمغرب من اجل افريقيا التي ستكون خلال السنوات المقبلة حاسمة في جزء من مستقبل العالم.

وقال ان المغرب لديه دور هام في تحقيق والحفاظ على الاستقرار ، مبرزا انه لهذه الاسباب تشكل افريقيا احد المحاور الاستراتيجية للعلاقات بين فرنسا والمغرب.

واكد ان الروابط الممتازة بين المغرب وفرنسا تتجسد ايضا بكثافة العلاقات الاقتصادية الثنائية ، معربا عن فخره لكون فرنسا اول شريك اقتصادي للمغرب.

واضاف ان البلدين يقيمان اليوم علاقات اقتصادية متوازنة ومربحة للجانبين، وتتجسد اساسا في عدد من القطاعات كالطاقة والنقل وغيرها مشيدا بمساهمة العديد من المقاولات الفرنسية في تنمية انظمة بيئية واعدة بالمغرب.

واعرب بلانكي بوصفه وزيرا للتربية الوطنية عن امله في ان يستفيد الشباب بالبلدين على الخصوص من التنمية التي يشهدها المغرب وفرنسا ، مؤكدا ان نموا شاملا سيساهم بدون شك في ادماج الشباب في قطاع التشغيل وبالتالي في المجتمع.

وقال “هنا يكمن التحدي الكبير الذي يتعين علينا رفعه” مشيدا باختيار باريس والرباط جعل الشباب في قلب الشراكة الفريدة التي تمر حتما عبر التربية.

واضاف انه من الاهمية بمكان ان يحدد خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس التربية كاحد الاولويات الكبرى بالنسبة للمغرب، مبرزا الطابع الحاسم لهذه القضية بالنسبة لمستقبل البلدين الذين يتقاسمان رؤية مشتركة للمستقبل.

واشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء الى ان فرنسا والمغرب يتقاسمان العديد من الرهانات ومنها التربية التي تعتبر مستقبل العالم.

وتميز الحفل الذي حضرته شخصيات عسكرية من مستوى عال، بالاستماع الى النشيدين الوطنيين للبلدين الذي ادتهما ببراعة مغنية فرنسية من اصل مغربي.

كما تخللت الحفل وصلات موسيقية أداها موسيقيون مغاربة بحضور العديد من اعضاء الجالية المغربية المقيمة بفرنسا التي جاءت للتعبير عن تشبثها وولائها لصاحب الجلالة الملك ومحمد السادس والعرش العلوي المجيد.

التعليقات مغلقة.