“اسبانيا”: أربعة مرشحين للفوز في الانتخابات البرلمانية التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات – حدث كم

“اسبانيا”: أربعة مرشحين للفوز في الانتخابات البرلمانية التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات

للمرة الأولى في تاريخ إسبانيا الحديث، باتت الثنائية الحزبية، بين يمين ويسار، التي ميزت المشهد السياسي الإسباني، مهددة في الانتخابات البرلمانية المقررة الأحد، والتي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات.

فاستحقاقات غد ستعرف تنافس أربعة مرشحين، يمثلون الحزب الشعبي اليميني (الحاكم) والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (يساري) وحزب سيوددانوس (يمين وسط) وحزب بوديموس (أقصى اليسار)، يطمح كل واحد منهم لرئاسة الحكومة الإسبانية المقبلة. ويبقى رئيس الحكومة الحالي، ماريانو راخوي، أوفرهم حظا للفوز بولاية ثانية، على اعتبار أن استطلاعات الرأي الأخيرة منحت حزبه الفوز في استحقاقات غد، غير أن أيا منها لم يمنح الحزب الشعبي أغلبية مطلقة قد تمكنه من الحكم بمفرده

وصرح راخوي، الذي يتزعم الحزب الشعبي منذ سنة 2003، أنه تمكن من إخراج هذا البلد الإيبيري من أزمة مالية معقدة، وتمكن من تجنيب بلاده إنقاذا اقتصاديا كما حصل مع اليونان. وراخوي، القوي بخبرته السياسية والنتائج الإيجابية التي يسجلها اقتصاد إسبانيا منذ سنة 2013 رغم معدلات البطالة التي لا زالت مرتفعة، سيتعين عليه في انتخابات غد مواجه زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز. ويقدم سانشيز الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني كبديل لغريمه الحزب الشعبي الذي هزته العديد من قضايا الفساد في السنوات الأخيرة

ومنذ اختياره أمينا عام لأبرز أحزاب اليسار، واجه هذا الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي، عدة تحديات، لاسيما استعادة وحدة الأسرة الاشتراكية وثقة ناخبي الحزب. وتقوم الحملة الانتخابية لسانشيز على سلسلة من التدابير في حال الفوز، أبرزها تعزيز الطبيعة العلمانية للدولة، وتعديل الدستور للمضي قدما في إقامة الفدرالية وإصلاح سوق الشغل، وسن سياسة اقتصادية أكثر مرونة تسمح بدعم القطاعات الاجتماعية. أما المرشح الثاث لاستحقاق غد فهو ألبرت ريفيرا، زعيم سيوددانوس، ذو التكوين القانوني. فهذا الشاب الكتالوني (36 سنة) ولج معترك السياسة بإسبانيا سنة 2006 بعد أن رشحه حزبه، الذي تأسس في السنة نفسها ببرشلونة، للانتخابات الجهوية بكتالونيا

ويصنف ريفيرا، المؤيد للتغيير والمناهض للاستقلال، نفسه في يمين الوسط، ويقدم حزبه كبديل ليمين أضعفته سنوات الأزمة الطويلة وقضايا الفساد، متعهدا بتجديد الحياة السياسية الإسبانية عبر إلغاء مجلس الشيوخ، وتنقيح قانون الأمن المواطن المثير للجدل، وخفض الضرائب، وإصلاح قوانين الشغل. وقد نجح ريفيرا في تقديم حزبه، خلال الانتخابات الجهوية الأخيرة في الأندلس التي جرت في مارس الماضي، كفاعل رئيسي في الحياة السياسية لهذا البلد الإيبيري بفرض شروطه للتحالف مع الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، لتنصيب سوزانا دياز رئيسة لهذه الجهة. والوجه الآخر البارز في انتخابات غد هو الجامعي بابلو اغليسياس (37 سنة)، الأمين العام لحزب بوديموس، المنحدر من مدريد، والذي لا يتردد في التعبير عن رفضه لكل ما هو “كاستا”، أي الطبقة السياسية الكلاسيكية الإسبانية

ويتلخص مشروع اغليسياس في اقتراح “بديل حقيقي للثنائية الحزبية”، وذلك من خلال إجراء إصلاح جذري للدستور. كما يراهن على المكون الاجتماعي والاقتصادي، ويطمح لتوفير دخل أساسي للأسر المعوزة وإعادة هيكلة الدين العمومي الإسباني. وفاز حزبه، بوديموس، الذي خرج من رحم حركة “الغاضبون، خلال الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت في مايو الماضي، ببلديات مدن كبرى، مثل العاصمة مدريد وبرشلونة. ومهما كان انتماء الرئيس المقبل للحكومة الإسبانية فإنه سيتعين عليه مواجهة ملفات أقل ما يقال عنها أنها شائكة، في مقدمتها التحدي الانفصالي في كتالونيا، ونتائج الأزمة الاقتصادية التي لا زالت بادية، لاسيما مسألة البطالة.

حدث كم/وكالات

 

 

التعليقات مغلقة.