“بْرافو” لوزير “التزحْليق !” – حدث كم

“بْرافو” لوزير “التزحْليق !”

“حدث” وان قال احد الوزراء في حكومة عبد الاله ابن كيران، “ان الصحافة المغربية (الجادة طبعا) ، تشكل هاجسا قويا للهيئات السياسية والحكومية ، من خلال المراقبة المستمرة لجميع الخطوات التي تتخذها، بل هناك من يزيد في “العلم !” كما يقال، ولكي نشغل وسائل الاعلام، لتمرير قرار ما !، نخرج بعنوان بارز لموضوع يشغل المتتبعين، والمواطنين معا، ليكون بمثابة “حدث بارز” للصحافة المكتوبة من خلال الاجتهاد في العناوين على صفحاتها الاولى مع بعض التحليلات التي تنتقد الحكومة في سياستها، الاجتماعة وغيرها !، اضافة الى السبق الصحافي للجرائد الالكترونية، بـ”عاجل”، وبعدها (نُزحلق) قرارات عكس ما ينشر !

وبقراءة اقرار السيد الوزير، بسياسة “التزحْليق” !يتضح ان الامر جدي وحِل سياسية بامتياز، لالهاء الرأي العام والمهتمين، ليتسنى لحكومة عبد الاله ابن كيران، ان تشتغل على ملفات حارقة، عكس ما تطرقت اليه وسائل الاعلام ، الى ان يتم اتخاذ االقرار المناسب !، وهذا ما تؤكده خرجات رئيس الحكومة منذ البداية، حينما كان يتهيأ لمحاربة “الفساد” على جميع المستويات، في الادارة المغربية وغيرها، فابدع عنوان للصحافة وللرأي العام، ليقول: “عفا الله عما سلف” ، لكن القرار كان شئ آخر ! (الزيادة في المحروقات)، وبعدما مرت الامور بسلام !، اشتكى ابن كيران بـ “العفاريت” ليصبح شعارا اعلاميا بامتياز! ، وسياسيا لمن يهمهم الامر !، فاسفر عنه طرد “التماسيح” ، الذين كانوا يشكلون” سوء الطالع؟ ” لابن كيران، ليحتفظ بمن يتقن” قراءة الفنجان”، والذي اصبح تُستعصي على اختراق تخمياته “عفاريت سيدنا سليمان”.

وبما انه يتقن جيمع الادوار وبارع في المراوغات ، و لغة تتماشى مع الشعبوية والتدقيق في الحسابات الاخرى !، اصبح مرجعا للحكومة لا بصفته وزيرا فقط، بل مستشارا فوق العادة لرئيس الحكومة ، في كل ما من شأنه ان يزعج الرئيس، او يشوش عليه في تدبير الملفات الكبرى !، سواء من طرف السياسيين، اوالصحافيين، حيث بعبقريته وبافكاره الجهنمية ، استطاع ويستطيع ، ان يغير اتجاه النقاش والاضواء عن الملفات الشائكة ، التي تُدبر بحكمة في الخفاء الى ان تصبح جاهزة ، ليتفاجئ الجميع وتُنزل على ارض الواقع، وامثلة كثيرة عرفتها معالجة عدة قضايا ، كانت ستخلق جدلا واسعا وخاصة في النصف الاخير من عمر الحكومة، فلولاها لما تحقق ذلك.

وآخر :تزحليق” هي الضريبة على السيارات، ما تحقق من مكاسب مالية لخزينة الدولة بدون اثارة الانتباه، حيث تم الاعلان عن ما سمي بتقديم خدمة لاصحابها ، لكي يتجنبوا الاكتظاظ امام شبابيك الاداء التابعة للخزينة العامة، لكن في واقع الامر هذه الخدمة ستحقق ارباحا اضافية للخزينة تتراوح ما بين 770 مليون درهم ، ستستخرج من جيوب اصحاب السيارات في غفلة منهم.

وبعملية حسابية يتبين بان ملصق الضريبة التي توضع على الواقية الامامية للسيارات، كان يتطلب تكلفة درهم واحد عن كل ملصق، لحوالي “ثلاثة ملايين وخمسمائة سيارة تتواجد في المغرب”، أي ما يعادلها من الدراهم، اضافة الى الخدمات الجديدة عبر شبابيك وكالات الابناك اوغيرها، والتي تتراوح ما بين 5،5 و 23 درهم ، واذا ما تم “جدلا “احتساب النصف، فسيكون 12 درهم عن كل خدمة خارج الرسوم، لتصل ارباح الخدمة الى حوالي 420 مليون درهم ، وان كان هذا يخدم الطرفين، فقد تم تطبيقه في سرية تامة وفي غفلة من الطرف الاخر.

وهذا ما حدث وفي انتظار ما سيحدث، خلال السنة المقبلة ، اقول :” برافو” لوزير “التزحليق” المساعد الايمن لابن كيران، في التدبير والتطبيق.

 

 

التعليقات مغلقة.