برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى أمير المؤمنين من الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بمناسبة انعقاد الدورة العادية ال21 للمجلس – حدث كم

برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى أمير المؤمنين من الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بمناسبة انعقاد الدورة العادية ال21 للمجلس

توصل الديوان الملكي ببرقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى السيد محمد يسف، على إثر انعقاد الدورة العادية الحادية والعشرين للمجلس بالرباط يومي سادس وسابع ربيع النبوي 1437 هـ، الموافق ل18 و19 دجنبر 2015 م.
وأعرب السيد يسف، في هذه البرقية، أصالة عن نفسه، ونيابة عن علماء وعالمات المملكة الشريفة، لأمير المؤمنين “عن أزكى آيات الطاعة والولاء، وأسمى عبارات الإخلاص والوفاء”.
وقال “إن العلماء، وهم في أوج نشاطهم الإصلاحي، قد اتخذوا من توجيهاتكم الرشيدة منهجا لهم، وخريطة في تدبير المؤسسة العلمية، جاعلين نصب أعينهم بلوغ المقام الذي حددتموه والغاية التي رسمتموها”، مؤكدا أن العلماء في دورتهم هذه “لعلى كامل الوعي بما هو منوط بهم من تعميق النظر في آليات اشتغالهم، تعميقا يستحضر متطلبات العصر وحاجاته، ومتغيراته المتسارعة، في وئام تام وتناسق وتناغم وانسجام مع القواعد الشرعية والضوابط الأخلاقية، بالعكوف على مدارسة الآليات والضوابط الكفيلة بتمتين وشائج الرحم والقربى بين فئات المجتمع عبر العناية بمكوناته الأساسية”.
وأشار إلى أنه من بين هذه المكونات “الأسرة التي هي بمثابة حجز الزاوية في بناء مجتمع سليم، عصي على الاختراق والانزلاق، بتنشئتها على الإيمان بثوابتها، والتشبث بمقدساتها التي ضمنت الاستمرار والاستقرار، في ظل وحدة عريقة تتحدى عوامل الزمان والمكان، وحدة دينية قومية مغربية تستمد قوتها من رصيد تاريخي عريق، ونسق متميز في التدين سمته البارزة وعنوانه الكبير : الاعتدال والوسطية والتسامح والانفتاح على كل ما هو نافع مفيد من جهود بني الإنسان، لا يتعارض في شيء مع خصوصية أمتنا ومرتكزات تديننا وحضارتنا، يرعى ذلك كله ويسهر عليه عرش مجيد عريق، مؤتمن على سلامة الوطن بموروثه المعنوي والمادي منذ عشرات القرون”.
كما أشار السيد يسف، في هذه البرقية، إلى أن “العلماء وهم يواصلون السير في اتجاه الارتقاء بمستويات اشتغالهم في أداء الأمانة التي وضعتموها على عاتقهم، ليستحضرون باعتزاز كبير منهج جلالتكم في بناء نهضة مغربية حقيقية، قوامها تنمية الإنسان تنمية جامعة بين جسده وروحه وماديته ومعنويته”.
ومما جاء في هذه البرقية “غير أن الاعتزاز يبلغ مداه وغايته بسياسة جلالتكم الرشيدة، فيما تتخذونه من مبادرات شجاعة وموزونة، ومواقف حاسمة حازمة، كلما تعلق الأمر بالثابت والمقدس، من ثوابت الأمة ومقدساتها، أو بما هو حق مشروع من حقوقها الوطنية والتاريخية والحضارية والوحدوية”، مضيفة أن من أبرز هذه المبادرات “القرار التاريخي الخالد برئاستكم مراسم الاحتفال بذكرى مرور أربعين عاما على حدث المسيرة الخضراء، بمدينة العيون في قلب الصحراء المسترجعة”.
وفي هذا الصدد، ذكر السيد يسف بما أعلنه جلالة الملك، أثناء تخليد هذه الذكرى، من مبادرات إصلاحية بفتح أوراش تنموية، وما باركه جلالته من توقيع اتفاقيات، سيكون لها ما بعدها من انعكاسات إيجابية ستعود بالخير الوفير على الوطن عامة وعلى الأقاليم المسترجعة خاصة.
وأكد أن “العلماء يجددون لجلالة الملك عهدهم على أنهم سيظلون أوفياء للسير وراء خطوكم الميمون وأنتم تقيمون صرح الوطن وبناء مجده على تقوى من الله ورضوان، تماما كما سار أسلافهم عبر التاريخ خلف خطى أسلافكم الغر الميامين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون”.
وفي ختام هذه البرقية، توجه أعضاء المجلس العلمي الأعلى إلى الله تعالى بأن يديم جلالة الملك ذخرا وملاذا لهذه الأمة، ويحقق لها ما تصبو إليه من آمال في شؤون دينها ودنياها، وأن يحرس جلالته بعين رعايته التي لا تنام، قرير العين بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.

 

 

التعليقات مغلقة.