“من أجل رؤية استشرافية لتنمية شاملة لمجال إقليم أوسرد” محور لقاء دراسي بمركز بئر كندوز – حدث كم

“من أجل رؤية استشرافية لتنمية شاملة لمجال إقليم أوسرد” محور لقاء دراسي بمركز بئر كندوز

(و م ع) شكل موضوع “من أجل رؤية استشرافية لتنمية شاملة لمجال إقليم أوسرد”، محور لقاء دراسي نظمته المفتشية الجهوية للتعمير والهندسة المعمارية وإعداد التراب الوطني لجهة الداخلة – وادي الذهب، اليوم الاثنين بمركز بئر كندوز، وذلك تخليدا للذكرى ال 43 للمسيرة الخضراء.

وينعقد هذا اللقاء، المنظم بشراكة مع مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب وعمالة إقليم أوسرد والمجلس الإقليمي لأوسرد والمجلس الجماعي لبئر كندوز، في إطار سياسة مندمجة لإعداد التراب، بحضور ثلة من المهتمين بالشأن المحلي من سلطات محلية ومنتخبين وخبراء وباحثين ومسؤولين جهويين وإقليميين ومجتمع مدني.

وأبرز عامل إقليم أوسرد، السيد عبد الرحمان الجوهري، في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم هذا اللقاء الدراسي بالنفوذ الترابية لجماعة بئر كندوز (إقليم أوسرد) له دلالات كبرى تجسد بالفعل الرغبة الأكيدة لدى كل الفاعلين، من سلطات ومنتخبين وقطاع خاص، لجعل هذا المركز قطبا اقتصاديا متميزا على المدى القريب، بالنظر لموقعه الاستراتيجي الهام وللمؤهلات التنموية التي يزخر بها.

وأشار السيد الجوهري إلى أن هذا اللقاء يهدف إلى تعزيز التداول واستعراض فرص التنمية والاستثمار في إقليم أوسرد، والبحث عن السبل المتاحة لتنميته من خلال إعداد تصور شامل ودقيق لمجاله الترابي.

وأضاف أن هذا الاجتماع يشكل كذلك فرصة لاستكشاف وتحديد المجالات التي يمكن أن تستقطب مشاريع استثمارية جديدة، حتى يتمكن إقليم أوسرد من المساهمة بدوره في تعزيز الشراكة والتعاون مع البلدان الإفريقية جنوب الصحراء، تماشيا مع الرؤية الملكية السامية في هذا الإطار.

ومن جهته، قال رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، السيد الخطاط ينجا، إن برنامج التنمية الجهوية، الذي صادق عليه المجلس الجهوي برسم الفترة 2016 – 2021، ينبني على رؤية استراتيجية ترتكز على إحداث أقطاب تنافسية ذات إشعاع جهوي ووطني ودولي، وكذا على هيكلة ثلاث فضاءات عيش متكاملة من ضمنها قطب بئر كندوز – لمهيريز.

وأضاف السيد ينجا أن هذه الأقطاب تهدف إلى ضمان الإدماج الاجتماعي للساكنة المحلية، وتحسين مناخ الأعمال بالإقليم، وتمكين المقاولات المحلية والاقتصاد التعاوني من برامج تأهيل وتمويل، من شأنها الرفع من تنافسيتها وتقوية جاذبيتها المجالية.

وأشار إلى أن المجلس الجهوي عمل على إنجاز عدة مشاريع ذات بعد تنموي تروم النهوض بالتنمية السوسيو – اقتصادية للإقليم، من أبرزها مشروع تحسين الولوج عبر تعزيز الشبكة الطرقية بإنجاز الطريق الرابطة بين بئر كندوز وتشلا، ومشروع بناء وتجهيز 500 مسكن اجتماعي، والمشاريع المرتبطة بمناطق الأنشطة والخدمات واللوجستيك، التي ستمكن من جلب الاستثمارات وتوفير فرص شغل مهمة. ومن جانبه، قال رئيس المجلس الإقليمي لأوسرد، السيد الشيخ بنان، إن برنامج تنمية الإقليم للفترة 2018 – 2022، الذي اعتمده المجلس برسم دورته العادية لشهر يناير الماضي، يشكل خارطة طريق لرؤية المجلس ومساهمته رغم محدودية إمكانياته المادية للنهوض بهذا الإقليم الفتي، الذي يعتمد بالأساس على مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب كشريك أساسي.

وأوضح السيد بنان، في هذا الصدد، أنه تم التوقيع والمصادقة على اتفاقية شراكة وتعاون لتمويل برنامج تنمية إقليم أوسرد بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 60 مليون درهم، حيث يضم كذلك المشاريع المبرمجة من طرف الجماعة الترابية لبئر كندوز. وأشار إلى أنه سيتم، في المستقبل القريب، تنزيل عدد من المشاريع الهامة التي تهم البنيات التحتية وتعزيز الخدمات الصحية، فضلا عن دعم القطاع الرعوي والكسابة بتراب الإقليم.

وبدوره، أكد مدير دعم التنمية المجالية بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، السيد أحمد التباعي، على ضرورة تضافر جهود جميع المتدخلين من أجل دعم رهانات التنمية في إقليم أوسرد، تماشيا مع السياق الوطني الذي يولي اهتماما أكبر لإرساء الجهوية المتقدمة وتفعيل النموذج التنموي الجديد.

وأضاف أن لقاء اليوم يعتبر منطلقا مهما لاستشراف الرؤية المستقبلية لبرنامج تنمية إقليم أوسرد، كما يعد مناسبة للتشاور حول المجالات والقطاعات التي ينبغي التركيز عليها من أجل تأهيل وتثمين المؤهلات التي يزخر بها الإقليم على المستوى الطبيعي والبيئي والسياحي والتاريخي.

وأشار السيد التباعي إلى أن هذه المؤهلات تسائلنا جميعا من أجل تفعيلها ومنح فرصة أكبر لهذا الإقليم، لكي يساهم من جهته في المسار التنموي الذي تشهده بلادنا. بعد ذلك، قدم المفتش الجهوي للتعمير وإعداد التراب الوطني بجهة الداخلة – وادي الذهب، السيد سعيد منير، عرضا في موضوع “تنمية إقليم أوسرد.. الوضعية الراهنة والآفاق المستقبلية”، تمحور حول وضعية الإقليم الجغرافية والإدارية، ومؤهلات ومعيقات التنمية بالإقليم (التشخيص الترابي)، والرؤية المستقبلية لتنمية وإعداد المجال الترابي للإقليم. وقال السيد منير، خلال هذا العرض، إن إقليم أوسرد يتوفر على مؤهلات اقتصادية تتمثل في الفلاحة وتربية المواشي والصيد البحري، والسياحة، والصناعة التقليدية، بالإضافة إلى خدمات أخرى.

وأشار إلى أن معيقات التنمية بالإقليم تتمثل، على الخصوص، في قلة التساقطات المطرية وندرة المياه وخطر التصحر وزحف الرمال، ونشاط فلاحي تقليدي مرتبط بتربية الماشية وبمردودية ضعيفة، وعدم استغلال المؤهلات السياحية، والتمركز الكبير للساكنة وجل الإدارات بمدينة الداخلة.

كما أبرز السيد منير الرؤية المستقبلية لتنمية وإعداد المجال الترابي لإقليم أوسرد، والمتمثلة في دعم البنيات الاقتصادية والاجتماعية المهيكلة للإقليم، وتثمين الثنائية القطبية (بئر كندوز/المهيريز)، وتنمية المناطق التاريخية والداخلية للإقليم.

وتميزت أشغال هذا اللقاء بمداخلات وعروض في مواضيع “إقليم أوسرد: أية تنمية مجالسة في ظل التخطيط الاستراتيجي الجهوي؟”، والتعمير في إقليم أوسرد: واقع الحال والآفاق المنتظرة”، وأي تنمية لإقليم أوسرد: المجال والإنسان والتاريخ”، و”مجال أوسرد: ثقافة الصحراء والرحل”، و”أهم الاستثمارات التنموية بإقليم أوسرد”. كما عرف هذا الاجتماع، تنظيم ورشتين، همت الأولى “واقع حال التنمية بالمنطقة الساحلية والآفاق المستقبلية”، فيما تطرقت الورشة الثانية إلى “واقع حال التنمية بالمناطق الداخلية والآفاق المستقبلية”.

وتم، خلال هذا اللقاء الدراسي، التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، والمجلس الإقليمي لأوسرد، ومجلس جهة الداخلة – وادي الذهب.

الصورة من الارشيف

التعليقات مغلقة.