” النبق” ثمرة منسية يخرجها الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بكلميم الى الاستثمار والتسويق – حدث كم

” النبق” ثمرة منسية يخرجها الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بكلميم الى الاستثمار والتسويق

لم يعد “النبق” تلك الثمرة “المنسية”، التي بالكاد تثير الانتباه بكلميم، بل أضحت نواة لبعض المشاريع المدرة للدخل، مع الامكانات التي أتاحها الاقتصاد الاجتماعي للتعاونيات والتعاضديات والجمعيات.

وتختلف أشكال استثمار “النبق” من تعاونية الى أخرى، منها من يستغلها (تسمى بالأمازيغية أزكار) وهي ثمرة شجرة السدر، كمسحوق يسوق لأغراض صحية، أو فقط كحبات حلوة المذاق يتسلى بها مقتنيها.

إلا أن الدورة الثانية لمهرجان الزيتون بجماعة تكانت بكلميم (ما بين 15 و 17 نونبر الجاري) كانت فرصة لاكتشاف منتوج جديد يستخلص من هذه الثمرة، لاقى “إقبالا واستحسانا كبيرا” من زوار معرض المنتجات المجالية والصناعة التقليدية المقام على هامش هذه الدورة.

والمنتوج عبارة عن “أملو نبق” الذي تسوقه (تعاونية أسدي الفلاحية بجماعة تيمولاي إقليم كلميم)، الذي يشبه الى حد ما “أملو اللوز” الذي طبقت شهرته الآفاق .

يقول إسماعيل توفيق، مسير التعاونية صاحبة المنتج المذكور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن التعاونية “عملت على انتاج أملو نبق أو (أملو أزكار بالأمازيغية) في المنطقة، موضحا أنه “منتج طبيعي جديد” يتم الحصول عليه بعد طحن حبات النبق.

وعن أصل فكرة هذا المنتج، يؤكد المتحدث، أن الفكرة راودت المشتغلين بالتعاونية “من أجل تثمين أشجار السدر في الجماعة الترابية تيمولاي، حيث تنتشر هذه الشجرة في مساحات شاسعة “، مبرزا أن المنتج “طبيعي خالص وله قيمة غذائية مهمة، ويتم تحضيره بطرق تقليدية عبر طحن حبات النبق باستخدام الرحى (أزرك بالأمازيغية).

ووفق معطيات التعاونية فإن شجرة السدر، التي تنتشر في مناطق مختلفة في إقليم كلميم، تنتج أكثر من 150 الى 200 كيلوغراما من حبات “النبق” كمتوسط إنتاج.

وتبدأ عادة عملية جني ثمار السدر بمنطقة تيمولاي، التي تشتغل فيها التعاونية، ابتداء من شهر يوليوز وتنتهي في شهر شتنبر حسب ذات المعطيات.

ولا تحتاج هذه الشجرة، يؤكد توفيق في ذات التصريح، إلا الى كميات قليلة من المياه لتعطي محصولا على اعتبار أنها شجرة شبه صحراوية تستطيع مقاومة نذرة التساقطات المطرية .

وبعد أن ذكر بارتباط “النبق” في الوعي الجماعي بثمرة “منسية أو مهملة” لغياب الوعي بقيمتها الغذائية، أشار الى أن التعاونية “تعمل على رد الاعتبار لهذه الشجرة ومنتوجها” الى درجة أنها تفكر مستقبلا في استثمار، أيضا، لنواة حبات النبق التي يتخلص منها عادة مستهلكو هذه الثمار، وبالتالي بذل مزيد من المجهودات للتعريف بأهميته وتسويقه تدريجيا محليا ولاحقا على الصعيد الوطني”.

ولم يفت التعاونية، التي تأسست سنة 2017 ، ومسيروها أن يشيروا الى بعض من الاكراهات التي تقف وراء تطوير إنتاجهم منها المادية وتحديات تسويق منتوجهم.

وتندرج ثمار النبق ضمن خانة الفواكه الخريفية الجافة، والتي يصنفها المتخصصون ضمن الثمرات التي تحتوي على كميات هامة من السكريات الطبيعية، ونسبة مهمة من الألياف الغذائية ومضادات الأكسدة.

يذكر ان الدورة الثانية لمهرجان الزيتون الذي تنظمه (جمعية مهرجان الزيتون) والتي نظمت تحت شعار ” شجرة الزيتون .. غد براق لإرث الأعراق” احتفلت بالسينغال حيث شارك منها عدد من النساء السنغاليات اللائي يرأسن شبكات جمعوية تضم مئات النساء في منطقة تامباكوندا شرق البلاد.

وعرفت الدورة إبراز الكثير من المنتجات المجالية التي تشتغل عليها التعاونيات الفلاحية بالمنطقة والتي تدخل في اطار تقوية الاقتصاد التضامني والاجتماعي، من خلال معرض فلاحي ضم أروقة متنوعة لعرض وتسويق ما يزخر به إقليم كلميم من هذه المنتجات.

التعليقات مغلقة.