” بيلجيوم بلاي فور بيس ” أو عندما تصبح الرياضة في خدمة النهوض بالعيش المشترك

منذ تأسيسها سنة 2015، تعمل جمعية ” بيلجيوم بلاي فور بيس “، من خلال الرياضة، على كسر الحواجز الاجتماعية والثقافية والنهوض بالعيش المشترك داخل المجتمع البلجيكي. ففي عالم مترابط أكثر فأكثر، أصبح يهيمن عليه الواقع الافتراضي، مما ينعكس سلبا على العلاقات الإنسانية والمعاملات الاجتماعية، تطمح ” بيلجيوم بلاي فور بيس ” إلى نسج روابط بين أشخاص من مختلف الثقافات، والأصول، والأديان، وكذا تفكيك الصور النمطية الناجمة عن سوء الفهم والجهل. وأوضح رئيس الجمعية أيمن الرمضاني، وهو بلجيكي من أصل مغربي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الأمر يتعلق بقيم التسامح والاحترام المتبادل من خلال ممارسة الرياضة خدمة لإرساء مبادئ الحوار الإيجابي بين مختلف المجموعات.

وأضاف أن الجمعية تنظم مجموعة من التظاهرات الرياضية الرامية إلى خلق فضاء للتبادل واللقاءات تحت شعار التنوع، يشارك فيه مجموعة من الأشخاص من آفاق متنوعة يتقاسمون خلاله شغفهم بالرياضة.

وقال أيمن الرمضاني إن تنظيم التظاهرة الرياضية ” بروسيلز بلاي فور بيس ” كل سنة ببروكسل بمناسبة اليوم العالمي للرياضة والتنمية، كان وراء تأسيس ” بيلجيوم بلاي فور بيس “. ويحكي أن الفكرة في البداية كانت تروم تنظيم حدث رياضي، بين الأصدقاء، بمناسبة هذا اليوم العالمي، من أجل جمع تبرعات لفائدة دور اليتامى. ففي وقت كنا ننتظر فيه حضور 500 مشارك، شهدت التظاهرة إقبالا مكثفا حيث بلغ عدد المشاركين 2500 من جميع المجموعات، فقررنا مواصلة هذه المبادرة وتطوير هذه الأنشطة في إطار ” بيلجيوم بلاي فور بيس ” .

وأشاد بالإقبال الكبير على دورة 2018، حيث بلغ عدد المشاركين 5000 ممارس لحوالي ثلاثين نوعا رياضيا (كرة السلة، التايكواندو، الغولف، كرة المضرب، التسلق، …..).

وأبرز الرمضاني أن الجمعية، التي تتلقى دعما من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، وتحظى برعاية سامية من قبل الملك فيليب عاهل بلجيكا، تنظم مجموعة من الأنشطة الرياضية على امتداد السنة، تهدف إلى تجاوز الانقسامات الاجتماعية والتشجيع على التقارب بين مختلف المجموعات “.

وفي هذا الإطار، يضيف السيد الرمضاني، أطلقت الجمعية تظاهرة ” فوت فور بيس “، التي تهدف إلى لم لاجئين وشباب من مختلف البلديات في ملعب رياضي واحد لتقاسم متعة كرة القدم، وكذا تظاهرة ” روكبي فور بيس ” المنظم لفائدة المقيمين في مؤسسات حماية الشباب.

كما تنظم الجمعية أيضا، حسب رئيسها، ” بولينغ فور بيس ” التي تجمع عائلات مسلمة ويهودية حول مسابقة كبرى للعبة ” البولينغ “. كما تشارك في مختلف الأحداث الرياضية ك 20 كلم ببروكسل أو ” بيس رانر “، وتنظم حفلا خيريا سنويا من أجل الرفع من التبرعات لتنظيم مختلف الأنشطة الرياضية واقتناء المعدات لفائدة دور اليتامى، ومراكز اللاجئين والجمعيات.

من جهة أخرى، خلقت ” بلجيوم بلاي فور بيس “، صندوقا موجها لدعم الشباب الموهوب ماديا في عدد من الأنشطة الرياضية ومساعدتهم ” على تطوير أنفسهم، وكذا محاربة الهدر المدرسي، انطلاقا من قناعتها أن الرياضة يمكن أن تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والشخصية للأشخاص من جميع الفئات العمرية، خاصة الشباب منهم.

فبفضل هذا الصندوق، يقول السيد الرمضاني، تمكنت مجموعة من الشباب من تطوير مواهبهم الرياضية، مشيرا إلى ” وئام التي حازت على الميدالية الذهبية خلال أول مشاركة لها في بطولة بلجيكا لجو – جيتسو في أبريل 2018.

وأبرز أن ” بيلجيوم بلاي فور بيس ” تتوفر على 14 سفيرا من بينهم الدولي المهدي كارسيلا، والدولي البلجيكي كريستيان بينتيكي وأيضا بطلة العالم في جو – جيتسو أمل أمجاهد، والذين يلتقون بالشباب ويتقاسمون معهم تجاربهم المهنية وشغفهم بالرياضة.

واعترافا بجهودها من أجل النهوض بالتنمية البشرية ونشر القيم النبيلة للرياضة، حازت ” بيلجيوم بلاي فور بيس ” في دجنبر 2017، على جائزة ” أفضل مبادرة عالمية ” خلال الدورة العاشرة لمنتدى ” بيس آن سبورت ” والتي يتراسها أمير موناكو ألبير II . كما حصلت في 2018 على جائزة الروح الرياضية للباناثلون في فئة الجوائز الخاصة الدولية، وجائزة ” ديوان أواردز ” للتميز الخاصة بالمغاربة المقيمين ببلجيكا في فئة الرياضة.

ولم يخف أيمن الرضماني طموحات ” بيلجيوم بلاي فور بيس ” بالنسبة للسنوات المقبلة، مشيرا إلى أن الجمعية تسعى إلى توسيع أنشطتها إلى أنواع رياضية أخرى، والانخراط في الرياضات الإلكترونية. وأعلن في هذا الاطار أن الجمعية ستتوفر في فبراير المقبل على فضاء خاص بها ” بلاي فور بيس هاوس ” بمولنبيك والذي تمتد مساحته لأزيد من 500 متر مربع.

يقول نيلسون مانديلا، إن الرياضة قادرة على تغيير العالم. إنه الطموح الذي تسعى ” بيلجيوم بلاي فور بيس ” إلى تحقيقه عن طريق جعل الرياضة وسيلة لتحقيق المساواة والتماسك الاجتماعي والتنمية.