“كذبة أبريل” تقليد غربي اكتسح الصحافة وتجاوز أخلاق المهنة – حدث كم

“كذبة أبريل” تقليد غربي اكتسح الصحافة وتجاوز أخلاق المهنة

يعرف يوم فاتح أبريل عالميا، بأنه يوم للكذب الصريح، فقد اعتاد الناس في المجتمعات الغربية على الاحتفال بهذا اليوم بإطلاق الأكاذيب والإشاعات وخداع الناس بعضهم البعض.

ورغم أن الاحتفال بهذا اليوم لا يعتبر رسميا،  فهو ليس بعيد وطني ولا ديني  كما أنه يفقد أي سند قانوني، إلا أنه اكتسب شرعيته من العادة الاجتماعية في أوروبا.

يقال إن هذه العادة ظهرت في فرنسا أولا، بعد أن تبنى شارل التاسع سنة 1564 تقويما معدلا قديما، يتم بموجبه الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية ما بين 21 مارس و1 أبريل

وعندما تحول رأس السنة إلى الأول من يناير، بقي بعض الناس على عادتهم القديمة أي الاحتفال برأس السنة في الأول من أبريل، باعتماد الكذب والخداع وسيلة للمزاح.

الحكاية تطورت لتنتشر خارج فرنسا، وتصل إلى إنجلترا ومعظم الدول الأوروبية في القرن 17 ميلادي، قبل أن تصبح عادة عالمية تعدت حدود أوروبا إلى أقطار العالم.

الصحافة لم تكن بمنأى عن الكذب في أبريل، فمعظم الصحف الفرنسية، البريطانية والإسبانية، اعتادت على إطلاق إشاعات بهذه المناسبة، فقد عنون موقع “جول” الرياضي العالمي بمناسبة الكلاسيكو: “العالم في صدمة ميسي يقبل عرضا بـ5 مليون يورو للانتقال إلى ريال مدريد”. وفي فرنسا قالت صحيفة لوفيغارو”، إن السلطات غيرت إسم 13 محطة للميترو.

ونشرت صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية، خبرا زائفا مفاده أن المنتخب الإنجليزي لن يكون حاضرا في بطولة أمم أوروبا المقبلة في فرنسا، في حال خرجت إنجلترا من عضوية الاتحاد الأوروبي.

وفي مصر فقد شكل هروب محمد مرسي من السجن واعتزال غادة عبد الرزاق ومقتل صافينار، أكبر الأخبار الكاذبة، كما هو الحال في المغرب حيث تناولت بعض المنابر الإعلامية أخبارا زائفة بحجة كذبة أبريل، اعتبرها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي انزلاقا مهنيا، ووصفها آخرون بأخبار الصحافة الصفراء.

كان الهدف من كذبة أبريل لدى المجتمعات الأوروبية المزاح، وكانوا يصفون من يصدق الكذبة بـ”الضحية”، الظاهر أن الضحية اليوم أصبح هو المتلقي بعد أن أضحت بعض الصحف تستغل الفاتح من أبريل للاسترزاق اللامشروع، مهنيا وقانونيا، بحكم أن الصحافة مهنة أخلاق ولا علاقة لها لا من قريب أو بعيد بالكذب الصريح أو المازح.

وإذا كان الاقتداء بالصحف الأجنبية حجة، فالواجب تسمية الأشياء بمسمياتها، ونذكر مثالا من فرنسا حيث منشأ التقليد، “لو فيغارو” أشارت في مقدمة عنوانها إلى أن ما تقوله هو عبارة عن كذبة أبريل، وهو ما استعصى على بعض الصحف اللامهنية التي أبت إلا أن تستفز القارئ بكذب لغاية في نفس يعقوب

عبد الصمد وجو

 

 

التعليقات مغلقة.