“المغرب والجزائر قاطرة مستقبل البناء المغاربي”: شعار مهرجان وطني لحزب الاتحاد الاشتراكي بوجدة – حدث كم

“المغرب والجزائر قاطرة مستقبل البناء المغاربي”: شعار مهرجان وطني لحزب الاتحاد الاشتراكي بوجدة

نظم المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مساء أمس الجمعة بوجدة، مهرجانا وطنيا تحت شعار “المغرب والجزائر قاطرة مستقبل البناء المغاربي”.

وشدد متدخلون، في هذا اللقاء الذي حضره ممثلون للأحزاب السياسة والمنظمات النقابية والحقوقية وفعاليات أخرى، على أن المغرب والجزائر، بتاريخهما المشترك، يعدان بلدان واعدان يتوفران على مؤهلات كبيرة من شأنها تحقيق غايات التنمية والتكامل والازدهار، بما يعود بالنفع على الأجيال الحالية والمستقبلية.

وفي هذا الصدد، أكد الوزير الأول الأسبق السيد عبد الرحمن اليوسفي أن مقترح ومبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور مع الجزائر يشكلان “بابا لتحقيق انتصارنا الجماعي كجزائريين ومغاربة، على ذات المستوى من القيمة والمسؤولية، على كل المعيقات التي تعطل حق شعوبنا في النماء والتكامل والتعاون، وحقها في أن تكون فضاء للأمن والابتكار والمساهمة الإيجابية بشكل مشترك ضمن أفق للتجاوز بقارتنا الإفريقية وبكامل غرب عالمنا العربي وغرب المتوسط”.

وقال السيد اليوسفي “تلقيت بغبطة عالية وبارتياح كبير ما جاء في خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى ال 43 للمسيرة الخضراء، الخاص بدعوة جلالته إلى خلق كل الشروط الإيجابية لتحقيق مصالحة تاريخية مع أشقائنا الجزائريين، واقتراحه تكوين لجنة مشتركة لخلق آلية سياسية للحوار، بروح بناءة متوافق عليها بين قيادة البلدين، وأن تكون كل الملفات مطروحة للتداول بدون أية طابوهات، وأن بلدينا وقادتهما ليسا في حاجة لأية وساطة كي يمتلكوا شجاعة ابتكار حلول لكل المشاكل العالقة بينهما”.

وفي السياق، أعرب السيد اليوسفي عن سعادته بإحالة جلالة الملك على مؤتمر طنجة للأحزاب المغاربية من الحركات الوطنية بالبلدان الثلاثة تونس والجزائر والمغرب، الذي عقد في أبريل من سنة 1958، مؤكدا أن “الرسالة هنا بليغة ودالة. وكان مأمولا أن يشكل لقاء مراكش التأسيسي لاتحاد المغرب العربي، بدوله الخمس، بشرى تحقق لشعوبنا ذلك. لكن، للأسف، طالته أسباب عطب كثيرة، مفروض أن نستخلص منها الدروس الواجبة جميعنا اليوم”.

كما أعرب عن الأمل في أن تكون هذه المبادرة “جواب أمل مطمئن أمام القلق الذي يسكن نخب البلدين من مستقبل المنطقة المجهول”، مستحضرا كلمات الأخضر الإبراهيمي التي قالها بالرباط: “يئسنا كجيل بعد فشلنا في تحقيق حلم المغرب الكبير، وأتمنى أن جيل القادة الجدد في بلدينا سينجزون المهمة تلك بإصرار ويقين وصبر”.

من جانب آخر، توقف السيد اليوسفي عند دلات تنظيم هذا اللقاء بمدينة وجدة، قائلا “نلتقي مجددا، على درب النضال الوطني والمغاربي، من أجل الدفاع عن حق شعوبنا في التكامل والتعاون والأمن المشترك” في وجدة “قلعة النضال الوطني المشترك لحركات التحرير في المغرب والجزائر، وقلعة النضال التحرري في إفريقيا”.

وفي السياق ذاته، قال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية السيد إدريس لشكر إن تنظيم هذا اللقاء بوجدة يتوخى التذكير بالدور التاريخي والاستراتيجي الذي اضطلعت به هذه المدينة العريقة في التلاحم الوثيق بين المغاربة والجزائريين، سواء في أوقات الفرح أو في لحظات الشدة من أجل الدفاع عن المصالح المشتركة للشعبين، بشكل مبكر ومنذ معارك التحرر من الاستعمار.

وذكر السيد لشكر بالعديد من محطات النضال التاريخي المشترك بين البلدين، ملحا على ضرورة حفظ هذه الذاكرة المغربية والجزائرية “حتى يتسنى للأجيال الصاعدة في البلدين الاطلاع على تفاصيلها”.

وأعلن، في هذا الصدد، عن إطلاق الحزب مبادرة للتوثيق من خلال جمع الوثائق والأشرطة والمقالات المتوفرة وتسجيل الشهادات الحية لما تبقى من رجال المقاومة من البلدين.

وقال السيد لشكر “إنه في ظل الأمن والاستقرار، نستطيع أن نرفع التحدي التنموي المشترك وأن نعبئ الطاقات الجماعية لتفعيل شراكات اقتصادية ناجعة ومنتجة للثروة تعود بالنفع على الأجيال الحالية والمستقبلية”، مؤكدا أن من شأن ذلك أن ينعكس إيجابا على مجموع البلدان المغاربية.

من جانبه، استعرض القيادي الاتحادي السيد عبد الواحد الراضي جوانب من التاريخ المشترك بين الشعبين، الموسوم بأواصر الأخوة والتضامن والتعاون، مؤكدا أن الوقوف عند هذه المحطات يتوخى “زرع بذور التفاؤل والأمل، لا سيما لدى الأجيال الصاعدة، في مستقبل العلاقات الثنائية والعلاقات المغاربية”.

وقال السيد الراضي “سنمضي في هذا الاتجاه.. ويجب أن نبقى متفائلين.. والشعبان المغربي والجزائري سيحفظان – على الدوام – روابط الأخوة بينهما”.

ح/م

التعليقات مغلقة.