مراكش : “التحول المرن” محور الدورة السابعة لمؤتمر “تدبير المشاريع والبرامج 2018” – حدث كم

مراكش : “التحول المرن” محور الدورة السابعة لمؤتمر “تدبير المشاريع والبرامج 2018”

يشكل “التحول المرن .. إلى ما بعد المنهجيات!” المحور الأساسي للدورة السابعة لمؤتمر “تدبير المشاريع والبرامج 2018″، الذي انطلقت أشغاله أمس الجمعة بمراكش، بمشاركة مجموعة من المهنيين والخبراء المرموقين الذين يمثلون أكثر من عشرين بلدا.

ويتوخى هذا اللقاء، الذي ينعقد على مدى يومين، وتنظمه مجموعة “تروستد أدفيسورس” المتخصصة في الاستشارات والدراسات والمرافقة ذات القيمة العالية، أن يشكل فرصة سانحة لبلورة الاستراتيجيات وأفضل الممارسات في مجال تدبير المشاريع والبرامج والتحولات المرنة والرقمية والابتكار المفتوح والذكاء الجماعي.

وتأتي دورة 2018 من هذا اللقاء، الذي يعرف مشاركة أكثر من 70 المهنيين والخبراء المغاربة والأجانب في مجال الأعمال وإدارة المشاريع، والتنظيم، والموارد البشرية، بعد النجاح الذي سجلته الدورات السابقة.

وأشاد السيد فريد يندوز، المدير العام لمجموعة “تروستد أدفيسورس”، بالمناسبة، بانعقاد هذا اللقاء الهام الذي اكتسب تجربة جيدة بتوفيره فرصة لتقديم مداخلات وعروض مثيرة للاهتمام حول عمل المنظمات والشركات.

وبعدما أكد على أهمية الموضوع المحدد لهذه الدورة، قال السيد يندوز، وهو أيضا خبير في قيادة التغيير وتدبير التحول لدى مجموعات كبرى، إن المشاركين سيقومون، على الخصوص، بمناقشة معمقة للمرونة من خلال وجهة نظر تتجاوز المنهجيات القائمة.

وقال “لن نتوقف عند هذا المستوى، بل سنتحدث عن الثقافة والعقليات والعمليات ودينامية التحول التي تمكن المنظمات والشركات من اعتماد تفكير مرن يأخذ بعين الاعتبار متطلبات الزبناء والديناميات التشغيلية والشعور بالكفاءة الخارجية والداخلية”.

وأضاف أن هذا اللقاء يهدف إلى تشجيع تبادل الخبرات والتأملات والتفاعل بين مختلف المشاركين من خلال التدخلات والنقاشات المنظمة حول هذا الموضوع.

من جهته، أكد السيد عبد المنعم دينيا، المدير العام المنتدب لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب، على أهمية المرونة في علاقتها بالمشاريع والتحولات الرقمية، مبرزا أنها تدل على القدرة على التكيف مع التغييرات.

وأكد السيد دينيا على ضرورة أن تتسم كل منظمة أو مقاولة أو مؤسسة بنكية بالمرونة، مبرزا وجود قاعدة زبناء مترابطة، حيث يسعون للاستفادة من خدمات جديدة، فورية وسريعة، وبالتالي ينبغي اتباع أسلوب المرونة في مواجهة هذه التغييرات المتتابعة.

كما أبرز ضرورة اعتماد المرونة في القطاع البنكي والمالي الذي يتميز بالوافدين الجدد والتحول الرقمي الكبير، وكذا إضفاء الطابع المادي على العمليات التي يتم القيام بها، مذكرا بنموذج إطلاق عملية الدفع بواسطة الهاتف النقال في المغرب.

وأضاف السيد دينيا أن أي مقاولة ينبغي أن تكون مرنة وتعرف كيف تغير المسار وتتخذ القرارات اللازمة إذا لم ينجح أي مشروع، موضحا أن التدبير يجب أن يظهر المرونة من منح الأشخاص الثقة وقبول أفكارهم، وأن يركز المشروع على تقديم الخدمة النهائية للزبون.

وبعد تقديم لمحة عامة عن بعض أعمال القرض الفلاحي للمغرب، الذي يساهم في تطوير المجال الفلاحي وتنمية العالم القروي، أكد السيد دينيا على أن القرض الفلاحي أظهر دائما مرونة كبيرة في سبيل القيام بالتزاماته اتجاه الزبناء.

وأضاف أن القرض الفلاحي للمغرب، باعتباره مؤسسة بنكية، قد قام على غرار الأبناك الأخرى، بالتحول الرقمي من خلال تقديم منتجات جديدة وحلول رقمية خاصة بالعالم القروي، لكي يكون أكثر قربا من زبنائه.

من جانبه، تساءل أريي فان بينيكوم، المساهم في تأسيس “مانيفست أجيلي” والذي شارك في تأليف كتاب “الابتكار المرن .. دليل البقاء في عالم مضطرب” عن الكيفية التي يمكن من خلالها أن تصبح الأعمال مرنة.

واعتبر أن المرونة أصبحت ذات أهمية كبيرة، مبرزا أن العمل الجيد يعد طموحا ومجهودا متواصلا يتطلب أيضا القدرة على الاستجابة للتغييرات، خاصة على مستوى الأسواق.

وأضاف أن نماذج الأعمال يجب أن تتغير، لأن كل منظمة أو شركة سوف تواجه تحديات كبيرة، مشيرا إلى مجال صناعة الهاتف المحمول الذي يعرف منافسة قوية بين عدة شركات.

وأوضح أن المرونة تشكل القدرة السريعة على التغيير المستمر، خاصة على المستوى التنظيمي، الذي يؤثر على جميع القطاعات.

وتطرق إلى أهمية التواصل والتفاعل مع الآخرين والتعاون الشامل بين أعضاء نفس الفريق أو المجموعة من أجل تحقيق التقدم وبلوغ الأهداف المحددة، معتبرا أنه يجب تغيير مناهج العمل والقيام بالابتكار.

وشدد على أن المرونة أصبحت ضرورة ملحة نظرا للتطور التكنولوجي السريع الذي يعرفه العالم، مشيرا إلى أن الأطر العليا لكل منظمة أو مقاولة مسؤولة عن نجاح التحول المرن.

وتركزت مداخلة سيريل أويري، وهو استراتيجي وخبير في تدبير التغيير، وإدارة البرامج وتحسين نظم إدارة الجودة لدى مجموعة “تروستد أدفيسورس”، حول “كيفية إنجاح التغيير في بيئات مرنة”، مبرزا الإيجابيات التي تتمتع بها هذه المقاربة.

وأوضح أن أي مشروع معرض للفشل بسبب، على الخصوص، مقاومة التغيير، والأداء المحدود للنظم والنماذج القائمة، والأهداف والانتظارات غير الواقعية.

وأكد السيد أويري، من خلال بعض الأرقام واستطلاعات الرأي التي أجريت في هذا المجال، الحاجة إلى تحديد السلوكيات التي ينبغي تغييرها واعتماد مجموعة من أفضل الممارسات من أجل تكريس هذه المرونة.

كما سلط الضوء على إحدى النظريات التي تؤكد أنه يمكن للاقتراحات غير المباشرة أن تؤثر على الدوافع والحوافز واتخاذ القرار بالنسبة للمجموعات والأفراد.

وأبرز أن من شأن “التحيزات المعرفية”، وهي بمثابة آليات للتفكير، أن توفر وقتا ثمينا من أجل اتخاذ القرارات المناسبة، مضيفا أن المرونة تتطلب تبني التفكير الإيجابي الدائم، وكذا تطوير الممارسات الجيدة لفائدة مشاريع المنظمات والشركات.

ح/م

التعليقات مغلقة.