الرباط: انطلاق أشغال الملتقى العربي حول الصحة الإنجابية في دورته الثانية – حدث كم

الرباط: انطلاق أشغال الملتقى العربي حول الصحة الإنجابية في دورته الثانية

انطلقت اليوم الثلاثاء بالرباط، أشغال الملتقى العربي حول الصحة الإنجابية في دورته الثانية، تحت شعار “تطوير مهارات القابلات والممرضات العاملات في مجال الصحة الإنجابية” .

ويشكل هذا الملتقى المنظم بناء على قرار جامعة الدول العربية ومجلس وزراء الصحة العرب، وبشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والبنك الإسلامي للتنمية في الفترة ما بين 11 و 13 دجنبر الجاري ، مناسبة لطرح التصورات والتجارب الرائدة للدول العربية بغية تبادل وتشارك الخبرات في مجال الصحة الإنجابية، وكذا تدارس السبل المتاحة للتعاون المشترك بهدف استشراف الآفاق المستقبلية في ما يخص الخدمات الصحية والتكوين وتقنين مهنة العاملين بالصحة الإنجابية.

وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى الذي يحضره ممثلو وزارات الصحة العربية وممثلو جامعة الدول العربية، إلى جانب ممثلي صندوق الأمم المتحدة للسكان، وخبراء في ميدان خدمات الصحة الإنجابية، أكد الكاتب العام لوزارة الصحة السيد هشام نجمي، انخراط المغرب في جميع المبادرات الدولية الهادفة إلى تحسين صحة السكان والأسرة بصفة عامة والصحة الإنجابية بصفة خاصة، وذلك بدءا بتبنيه لتوصيات المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، المنعقد عام 1994 ، مرورا بأهداف الألفية من أجل التنمية المعتمدة سنة 2000 ، وصولا إلى أهداف التنمية المستدامة في الوقت الراهن.

وأضاف السيد نجمي، أن وزارة الصحة ما فتئت تعمل مع القطاعات المعنية على تنفيذ السياسة الصحية الدولية التي يساهم فيها المغرب بشكل فعال، وتسهر على تطبيق وتتبع إنجاز البرامج المتفق عليھا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتطبيقا لأحكام الدستور التي تؤكد على ضرورة استفادة المواطنات والمواطنين سواسية، من الحق في العلاج والعناية الصحية والحماية الاجتماعية.

وأكد أن المغرب يولي أهمية بالغة للموارد البشرية من خلال سياسة متكاملة، تنبني أساسا على الشفافية والحكامة الجيدة من أجل تطوير وتنفيذ برامج وطنية للتعليم والتدريب تستجيب لمعايير الهندسة البيداغوجية، وتشمل كافة الميادين والفئات العاملة، معتبرا تلك الموارد البشرية بما فيها “القابلات والممرضات”، من أهم الدعامات والركائز الأساسية التي ساهمت في تحقيق المنجزات والمكتسبات في المجال الصحي .

وأشار إلى أن إصلاح منظومة الصحة الإنجابية، هو “ثمرة عمل دؤوب وجبار”، أنجز بتعاون مع جميع المتدخلين على كافة المستويات من فرقاء اجتماعيين وجمعيات مهنية ومنظمات دولية وكل من الساهرين على التكوين والتنظيم من أطر إدارية وقانونية وتربوية.

من جانبه، قال المستشار الإقليمي للصحة الإنجابية بصندوق الأمم المتحدة للسكان (المكتب الإقليمي للدول العربية)، السيد شبل صهباني، إن أشغال هذه الورشة تكتسي أهمية كبرى لسببين، أولهما ما تحمله من معنى التلاحم والتعاون بين الدول تحت لواء الجامعة العربية من أجل تبادل الخبرات في مجال الصحة، وثانيهما لأهمية الموضوع المقترح من طرف المغرب والمصادق عليه من طرف مجلس وزراء الصحة العرب والمتعلق بالصحة الإنجابية لمساهمتها في إرساء وتحقيق التغطية الصحية الشاملة وأهداف التنمية المستدامة 2030 وإعلان القاهرة 2013 .

وتابع أن هذا اللقاء يشكل بالنسبة لصندوق الأمم المتحدة للسكان مناسبة لتعزيز الشراكة المثمرة التي تجمعه مع وزارات الصحة العربية والمؤسسات غير الحكومية والمجتمع المدني والأكاديميات، والتي ترتكز على برنامج عمل استراتيجي يجري تنفيذه منذ سنوات .

ولفت الانتباه إلى أنه بالرغم من التطورات المحرزة في المنطقة العربية خلال الفترة 1990-2015 والتي سجلت انخفاضا في متوسط وفيات الأطفال بنسبة 56 في المائة، وكذا انخفاضا في متوسط وفيات الأمهات بنسبة 63 في المائة، إلا أن هناك – يضيف مستدركا – العديد من التحديات في المنطقة العربية التي تحتاج إلى المزيد من الجهود، وتوفير الدعم السياسي والمالي وتحقيق الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات بين الدول العربية للاستثمار في تحسين صحة الأمهات والأطفال والمراهقات بمعدلات أسرع، لبلوغ أهداف التنمية المستدامة، واستيفاء التزامات الحكومات بتنفيذ الاتفاقيات الدولية والإقليمية الأخرى المصادق عليها .

وبدوره، أبرز مدير المركز الإقليمي للبنك الإسلامي للتنمية، السيد الوليد عبد العال حمور، الأهمية البالغة التي توليها مؤسسته لتثمين العنصر البشري في الدول الأعضاء من خلال برامج التنمية البشرية كالصحة والتعليم والتشغيل، مشيدا ب “الخطوات الكبيرة” التي قطعها المغرب على درب تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما تلك المتعلقة بالصحة بشكل عام وبالصحة الإنجابية على وجه الخصوص . ومن جانبها، أكدت رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، السيدة أماني الجافي، الأهمية التي توليها الجامعة العربية من خلال آلياتها المعنية بالصحة، وفي مقدمتها مجلس وزراء الصحة العرب، لمسألة الأمن الصحي للمواطن العربي من أجل الرقي بصحة المواطنين إلى مستوى أفضل، تماشيا مع مبادئ حقوق الإنسان في هذا المجال، وكذا سعي الجامعة الحثيث إلى التصدي للتحديات الصحية التي تواجه العديد من بلدان المنطقة العربية، خاصة في حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية جراء النزاعات والصراعات القائمة .

وأضافت أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تعمل في ضوء القرارات الصادرة عن القمم العربية ومجلس وزراء الصحة في الدول العربية وبالتنسيق مع وزارات الصحة العربية الأعضاء ومنظمات الأمم المتحدة المعنية، على وضع خطة عمل لتفعيل هذه القرارات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 في المنطقة العربية، من خلال توفير الدعم السياسي اللازم والموارد البشرية والمادية الكافية للبدء في وضع وتطبيق السياسات والخطط والبرامج المتعلقة بذلك، ومن بينها دعم حقوق الممرضات والقابلات في المنطقة العربية .

كما شددت السيدة أماني الجافي على أن مسؤولية تفعيل هذه البرامج والخطط تقع على كافة المؤسسات سواء الحكومية أو غير الحكومية. ويتضمن برنامج الملتقى ورشات تكوينية تتمحور، بالخصوص، حول الخدمات المقدمة في مجال الصحة الإنجابية، وتعليم وتدريب القابلة والممرض للنهوض بالصحة الإنجابية، والتشريعات المنظمة لممارسة مهن التمريض والقبالة في مجال الصحة الإنجابية.

ح/م

التعليقات مغلقة.