المبادرات الإنسانية للمغرب :" تضامن لا تشوبه شائبة" | حدث كم

المبادرات الإنسانية للمغرب :” تضامن لا تشوبه شائبة”

على هامش “القمة العالمية للعمل الإنساني” التي تحتضنها اسطنبول التركية يومي الاثنين والثلاثاء، اقيم معرضا يبرز مساهمات المغرب لأزيد من نصف قرن في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وعدد من المبادرات الإنسانية الدولية التي ساهمت فيها المملكة، حيث يرصد من خلال تسلسل زمني مختلف المبادرات الانسانية للمملكة وتضامنها الفعال الذي لا تشوبه شائبة لفائدة السلم والاستقرار عبر العالم.

ويحمل المعرض الذي زار فضاءاته اليوم الإثنين صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، عنوان “مشاركة المملكة المغربية في عمليات حفظ السلام والعمل الإنساني”  وينظم على مساحة 70 مترا مربعا من قبل مديرية التاريخ العسكري بالقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية.

ويبرز هذا المعرض إلتزام المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بخدمة الأمن والسلام الدوليين، ويسلط الضوء على الخبرة والتجربة، اللتين اكتسبهما المغرب في مجال حفظ السلام والعمل الإنساني، من خلال نشر مستشفيات عسكرية ميدانية خارج أرض الوطن.

ويهدف هذا المعرض إلى استعراض العمل الإنساني الذي تقدمه المملكة المغربية، في مختلف بقاع العالم، والذي أصبح تقليدا للمملكة يستند على قيم التضامن واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان. كما يروم وضع الخبرات والتجارب، المطورة من قبل المملكة، لفائدة المجتمع الدولي.

ويتجلى انخراط المملكة المغربية في هذا المجال من خلال المشاركة الفعالة في عمليات حفظ السلام، منذ 56 سنة فضلا عن المشاركة المستمرة في العمل الإنساني، وذلك بإرسال تجريدات من القوات المسلحة الملكية وإقامة مستشفيات طبية ميدانية، وإيصال المساعدات الإنسانية بطريقة مباشرة إلى السكان المعوزين.

ويبقى المثال الحي لانخراط المملكة في هذا العمل الإنساني، هو مستشفى الزعتري، بالأردن الذي بلغت طاقته الاستيعابية 60 سريرا، وبطاقم طبي مكون من 100 فرد، منهم 32 طبيبا.

وقد أقيم هذا المستشفى الذي يتوفر على عشرين تخصصا، بشمال شرق المملكة الأردنية الهاشمية، لاستقبال وتقديم المساعدات الطبية لفائدة اللاجئين السوريين، وذلك تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

ويضم المعرض صورا للزيارة التي قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد بتاريخ 18 أكتوبر 2012،  إلى مخيم الزعتري للاطمئنان على أحوال اللاجئين السوريين، وهي الزيارة الأولى من نوعها، التي يقوم بها رئيس دولة إلى هذا المخيم.

ويشمل المعرض أربعة محاور هي التجريدات المغربية في خدمة السلم وحماية السكان المدنيين، والمستشفيات الميدانية العسكرية والعناية الطبية والاجتماعية، وتقديم وإيصال المساعدات الإنسانية من قبل المملكة المغربية وذاكرة وشهادات.

وإجمالا يمكن تلخيص حصيلة المشاركة المغربية في  60 ألف جندي ضمن 8 تجريدات لحفظ السلام، و14 مستشفى طبيا ميدانيا، و أكثر من مليون و700 الف خدمة طبية.

هكذا يبرز الجناح الخاص من المعرض حول “التجريدات المغربية في خدمة السلم وحماية السكان المدنيين” انخراط المغرب، منذ حصوله على الاستقلال، في عمليات حفظ السلام واستتباب الأمن عن طريق إرسال ثمان  تجريدات من القوات المسلحة الملكية إلى كل من الكونغو (1960-1961) والصومال (1992-1994) والبوسنة والهرسك (1996-2007) وهايتي (2004-2006) وكوسوفو (1999-2014)، ثم جمهورية الكونغو الديمقراطية ابتداء من سنة 1999 والكوت ديفوار ابتداء من سنة 2004 وجمهورية إفريقيا الوسطى منذ ديسمبر 2013.

وفي الجناح المتعلق ب”المستشفيات الميدانية العسكرية والعناية الطبية والاجتماعية” يرصد المعرض لقيام المملكة بإرسال 14 مستشفى عسكريا ميدانيا، سواء تحت لواء الأمم المتحدة أو في إطار التعاون الثنائي، وذلك منذ سنة1993

ويتعلق الأمر بمستشفيات عسكرية بكل من مقديشيو بالصومال (1993-1994) ومتروفيتشا بكوسوفو (1999-2006) ومونانا بالغابون (2005) ومارادي بالنيجر (2005) وبرازافيل 1 بالكونغو (2006) وكازامانس بالسنغال (2006-2007) وغزة 1 بفلسطين (2009) وشوشة/جرجيس بتونس  (2012) وبرازافيل 2 بالكونغو (2012) ثم غزة 2 بفلسطين (2012-2013) والزعتري بالأردن (منذ 05 غشت 2012) وباماكو بمالي (2013) وغينيا كوناكري (2014) وغينيا بيساو (2015).

ويتناول المعرض المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل المملكة المغربية والتي تمثلت في تقديم وإيصال المساعدات الإنسانية للدول المستفيدة بواسطة وسائلها الخاصة، وتعرض معطيات هذه العمليات ضمن خريطة تلخص ما قامت به المملكة تجاه 33 دولة مستفيدة من المساعدات الإنسانية.

ويبرز المعرض بالاساس تقديم مساعدات إنسانية مباشرة لهذه الدول ال 33 (أكثر من 1500 طن من المواد الغذائية والأدوية والخيام والأغطية) تم نقلها بواسطة وسائل القوات المسلحة الملكية (أكثر من 4000 ساعة طيران قامت بها طائرات نوع س130،  ثم مساعدات مختلفة من قبيل مكافحة الحرائق والجراد وتلقيح السحب.

كما تم خلال المعرض تجهيز فضاء لعرض تسجيلات سمعية بصرية متعلقة بالزيارات التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية للمستشفيات الميدانية  بكل من الغابون والنيجر والأردن ومالي وغينيا كوناكري وغينيا بيساو، ثم زيارة صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم، رئيسة الأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية ورئيسة المرصد الوطني لحقوق الإنسان ورئيسة لجنة تقديم الدعم الطبي والاجتماعي والإنساني لكوسوفو (شتنبر 2000).

كما يضم الفضاء تسجيلات سمعية بصرية للخدمات والتدخلات الطبية في مختلف التخصصات، التي تم تقديمها لفائدة السكان المتضررين أو اللاجئين في كل من  (الصومال وكوسوفو والسينغال وغزة 1/2 وتونس وبرازافيل 1/2 والزعتري وغينيا كوناكري وغينيا بيساو)، وكذلك بخصوص التجردة المغربية والمستشفى العسكري بالصومال.

  وفي جناح  ذاكرة وشهادات يحتوي فضاء العرض واجهة زجاجية تتضمن لوحات تذكارية للتجريدات المغربية، وأوسمة تذكارية لمختلف العمليات، وشهادات لشخصيات أممية وقيادات القوات المتعددة الجنسيات، ولوحة تذكارية تحمل أسماء الشهداء المغاربة.

وإجمالا فإن حصيلة المشاركة المغربية لأزيد من نصف قرن في عمليات حفظ السلام التابعة والدعم الإنساني تتمثل في نشر 60  ألف جندي ضمن 8 تجريدات لحفظ السلام (الكونغو – الصومال – البوسنة والهرسك – كوسوفو – هايتي – جمهورية الكونغو الديمقراطية – كود دي فوار – جمهورية إفريقيا الوسطى).

ثم نشر 14  مستشفى طبيا ميدانيا، البعض منها تحت لواء الأمم المتحدة (الصومال- كوسوفو)  والبعض الآخر في إطار التعاون الثنائي مع الدول الشقيقة والصديقة (الغابون – النيجر- الكونغو برازافيل “2006-2012″ – السينغال – غزة “2009-2012″ – تونس – مالي – غينيا كوناكري – غينيا بيساو – الزعتري بالأردن منذ سنة 2012، وقد قدمت هذه المستشفيات أكثر من مليون و700 الف خدمة طبية لفائدة السكان المدنيين.

 

map

 

التعليقات مغلقة.