بنكيران يحاول ان “يُدوخ” الراي العام بـ “اللوبي” الذي يدافع عن اللغة الاجنبية في التعليم !+”الفيديو”
من الواضح ان عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة السابق، مصر على الحضور في الساحة الاعلامية من خلال خرجات قد تكون في بعض الاحيان عفوية وتارة اخرى رهينة بهاجسه السياسي.
ومن حيث المبدأ ، بنكيران من خلال هذه (الخرجات ! ) حتى ومن باب التأقلم مع ما تشهده الساحة السياسية من تجاذبات ، قد يكون هو في غنى عنها ولو من باب الاخلاق السياسية، ان كانت للسياسية أخلاق ما( !).
فكلما شكك بنكيران في كونه شخص لا يمكن تجاوزه في لحظة ما ! ، الا وخلق لنفسه طقوس معينة لم نألفها في رؤساء الحكومات المغربية السابقين، والذين اثأروا السكوت، او كتابة مذكراتهم، ما عدا الاستاذ بنكيران لا يغمض له جفن الا وحاول العودة للساحة السياسية من زوايا مختلفة ولو من باب الاستهلاك المجاني.
لقد ظهر بنكيران فجأة، وهو يحاول بشتى الاساليب الدفاع عن تقاعده الاستثنائي،ولم لا.. وهو الذي يكاد يستجدي كل من استدعاهم لزاويته، التي يركن فيها زاهدا في حياته الدنيوية، مدعيا انه لا يملك شيئا سوى هذا التقاعد الاستثنائي ، ولولاه لن يجد ما يسد به رمقه، رغم انه كان يتقاضى راتب رئيس الحكومة وتقاعد البرلمان الى غاية 2017 ! الامر الذي يستدعي طرح اكثر من علامة استفهام عن السلوك الـ “بنكيراني ؟“.
لكنه وبعدما نجح نسبيا في صراعه مع عاصفة (التقاعد الاستثنائي)،هاهو اليوم يطل على الاعلام “الفريدي” ليدافع عن اللغة العربية، مستأئنسا بما قاله السيد نزار بركة فيما يتعلق بعلاقة التعليم بلغة الضاد، حيث اعتبر الامين العام لحزب الاستقلال، ان هناك خطرا ما يحدق بالعلوم الحقة وغيرها، لا لشيئ الا انها تدرس باللغة الاجنبية وهو ما عنونه بـ”الجريمة الخطيرة”, ناسيا اومتناسيا انه ليس هناك ما يمنع طلابنا وتلاميذتنا من فهم وتحليل واستعاب المعادلات العلمية بلغة مولير، ولمَ اللغات الحية الاخرى التي يستأنس بها طلاب العالم، فهل هناك جريمة او جرائم ما ! ترتكب في من يستعين باللغات الاجنبية؟ .
من حق نزار بركة ومن موقعه الاستثنائي ان يدلي برأيه ليس فيما يتعلق بعلاقة اللغة بالعلوم على اختلاف مستوياتها وتنوعها ومدى قدرتها في مواكبة النهضة العلمية، لكن عليه ان يدرك أنه لا تقدم ولا استمرارية لاي نهضة علمية او اجتماعية الا من خلال الانفتاح عن اللغات ليس الا .. وللسيد نزار رأيه، لكن ليس له الحق في ان يرفض الاختلاف في الرأي.
بيد ان المثير في هذا الجدل الحاضر الغائب في منظومتنا التربوية التعليمية ، هو محاولة السيد بنكيران الركوب من جديد على هذا المعطى (علاقة اللغة بالعلوم) ليس من باب التشخيص والتحليل، بل الهدف هو محاولة بنكيران احتواء الموضوع،والادعاء بانه صاحب الفكرة ومؤسسها عندما كان رئيسا للحكومة.
فمن زاوية معينة ، حاول بنكيران التمييز بين تدريس اللغة الاجنبية، وتدريس العلوم بذات اللغة، لكنه للاسف لم ينجح في ذلك لكونه افتقر للمنهجية العلمية في التشخيص والتحليل والمقاربة الموضوعية، في التحليل ك”سبنسير” و”بورديو،” و”ايمند دوتي” و”سان سيمون ” و”كلود لفيس ستراوس”، ورواد حقل العلوم الانسانية، وهل فعلا السيد بنكيران شخص مؤهل من حيث التكوين العلمي والمنهجي ليضعنا في صلب الموضوع تشخيصا وتحليلا؟ ، ام انها محاولة يائسة منه للظهور بمظهر المحلل والمنظر، والمتمكن من ذاته السياسية.
فمن باب الاستغراب ان يطل علينا بنكيران مرة أخرى منتقدا النظام التعليمي، وعجز القيمين على القطاع في فك هذا اللغز حسب تحليله الاجوف لقضية مصيرية تهم المغاربة، وتهم بالدرجة الاولى مستقبل اجيالنا المتعلمة.
لقد كان حري ببنكيران أن يضع بين ايدينا أطروحة متكاملة نستشهد بها ، وتنضاف لما تضمه خزانة المكتبة الوطنية، من كتب كمرجع جامع للموضوع، الا أنه يتقمص شخصية الشيخ ، ويطلق الكلام على عواهنه، كأن الهدف من هذه الخرجة هو تسجيل الحضور في زاويته المكيفة.
والسؤال المطروح؟ : ما طبيعة اللوبي الذي يتهمه بنكيران بالدفاع عن عودة اللغة الاجنبية الى المواد العلمية؟.
ولكون بنكيران سبق وان صرح انه جزء من التاريخ ، الا يعتقد أن هذا التاريخ سيحاسبه عن قرارات اتخذها حينما كان رئيسا للحكومة أضرت بالمنظومة التربوية ، مثل التوظيف بالتعاقد في قطاع التعليم؟ وهل يدرك البعد النفسي للاساتذة المتعاقدين؟ .
ح.ع
التعليقات مغلقة.