الأرصاد الجوية الوطنية انتقلت من مقاربة تدبير الأزمات إلى مقاربة معرفة المخاطر والتنبؤ بها – حدث كم

الأرصاد الجوية الوطنية انتقلت من مقاربة تدبير الأزمات إلى مقاربة معرفة المخاطر والتنبؤ بها

قال مدير الأرصاد الجوية الوطنية السيد عمر شفقي، إن الأرصاد الجوية الوطنية انتقلت من مقاربة تدبير الأزمات إلى مقاربة معرفة المخاطر والتنبؤ بها وتوقعها.

وأضاف السيد شفقي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في الدورة الرابعة لمؤتمر الوزراء الأفارقة المعنيين بالأرصاد الجوية، أمس الخميس بالقاهرة، أن الأرصاد الجوية الوطنية شهدت منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، نقلة نوعية في مجال التوقعات الرصدية ونظم المعلومات والخدمات المناخية التي تقدمها لمختلف المتدخلين، كما عرفت تطورا هائلا من حيث عدد أطرها من مهندسين رصديين وتقنيين موزعين على مختلف تراب المملكة، أو من حيث تشجيع البحث العلمي ومواكبة كل التكنولوجيات الحديثة على المستوى العالمي وهو ما اتاح للعديد من الأطر المغربية الاشتغال في مختلف المنظمات العالمية المهتمة بالارصاد الجوية.

وأشار السيد شفقي وهو أيضا الممثل الدئم للمملكة لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن هذا التطور مكن من تحسين منتوجات الأرصاد الجوية عبر منح استباقية أفضل لكافة المتلقين والمتدخلين في المجال (وقاية مدنية، سلطات محلية، وكالات أحواض مائية ، طيران ، ملاحة جوية..)، وفق منظور يقوم على الانتقال من تدبير الأزمات إلى تدبير المخاطر من خلال تحسين الإنذار المبكر وتخفيف آثار الظواهر الجوية القصوى وذلك للمساهمة في الحفاظ على أرواح المواطنين وتقديم معلومات رصدية ملائمة لاحتياجات الفاعلين الاقتصاديين.

وأكد من جهة أخرى، أن الأرصاد الجوية الوطنية، وفي ظل التطور التكنولوجي، تضطلع بدور ريادي في هذا المجال خاصة وأن المغرب يتوفر على مركز عالمي لتجميع المعلومات والمعطيات الرصدية وتسهيل تبادلها على المستوى الإفريقي، وهو مركز يعتمد على تقنيات مغربية لتطوير الارصاد الجوية في بلدان أخرى.

كما أن المغرب، يضيف المسؤول ذاته، يتوفر على مركز جهوي لمعايرة الأجهزة الرصدية على مستوى البلدان الإفريقية الفرنكوفونية، وهو مركز معتمد من طرف المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ويندرج في إطار التعاون الذي يتيحه المغرب مع مختلف البلدان الإفريقية بخبراء وأطر وآليات مغربية.

وسجل أن تجربة الأرصاد الجوية الوطنية، التي بلغت مستوى عاليا سواء من حيث الآليات المتوفرة والخبرات، مكنت المغرب من عقد شراكات كبيرة على المستوى الدولي والإفريقي تهم بالخصوص الاستمطار الصناعي وخاصة مع السينغال وبوركينافاسو، مشيرا إلى انخراط ومواكبة الارصاد الجوية الوطنية لمختلف الانشطة الاقتصادية والاجتماعية وذلك في إطار تطور اقتصادي مستدام يحافظ على البيئة ورفاهية المواطن.

وبخصوص مهام مديرية الأرصاد الجوية الوطنية ومراحل الحصول على المعلومة الرصدية، أشار السيد شفقي، إلى أن المديرية تعمل على تتبع ورصد أحوال الجو والمناخ ، وإعداد توقعات حول التغيرات المناخية، وكذا إعداد نشرات إنذارية والتنسيق مع مختلف المتدخلين الذين لهم علاقة بالأحوال الجوية.

وبحثت الدورة الرابعة لمؤتمر الوزراء الأفارقة المعنيين بالأرصاد الجوية، على مدى ثلاثة ايام، عدة مواضيع تهم بالخصوص تأثير التغيرات المناخية على الدول الافريقية، ونشاط الاتحاد الإقليمي الأول (إفريقيا) للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية والتعاون بين دول القارة في مجال المعطيات والبيانات والاجهزة الرصدية ، وكذا مناقشة تمديد الاستراتيجية الافريقية لتطوير مصالح الارصاد الجوية الوطنية، وتطوير منظومة التنبؤات الإنذارية المبكرة.

كما ناقش الاجتماع ، تحديث المراكز الإقليمية الإفريقية وتبادل معطيات الملاحظة الرصدية على المستوى الدولي ، ودعم مصالح الأرصاد الوطنية واستقلاليتها من خلال إعداد وتوظيف التشريعات الملائمة ، وكذا تعزيز مقاربة النوع في مختلف البرامج والمشاريع الرصدية . ومثل المغرب في أشغال هذا الاجتماع وفد ترأسه السيد عمر شفقي.

و.م.ع.ح.ك

التعليقات مغلقة.