مشروع “إيموب” للدراجات النارية الكهربائية ، تعزيز للتنقل الايكولوجي المستدام بالمدينة الحمراء – حدث كم

مشروع “إيموب” للدراجات النارية الكهربائية ، تعزيز للتنقل الايكولوجي المستدام بالمدينة الحمراء

تتميز مراكش، الوجهة السياحية الأولى بالمملكة ذات الإشعاع الدولي، بخصوصية تثير إعجاب وفضول زوارها من المغاربة والأجانب والمتمثلة في كثرة الدراجات النارية التي تعتبر وسيلة التنقل المفضلة لدى غالبية الساكنة المحلية، خاصة الطبقات الاجتماعية المتوسطة والفقيرة، حيث أن حوالي 240 ألف دراجة تجوب بشكل يومي شوارع وأزقة المدينة الحمراء.

ويرجع الإقبال الكبير للساكنة المراكشية على استخدام الدراجات ولاسيما النارية منها في تنقلاتهم إلى كون مدينة مراكش شيدت على مساحة منبسطة يسهل معها استعمال هذا النوع من وسائل النقل، حيث تعتبر الدراجة وسيلة ناجعة ومرنة للتنقل في الأزقة الضيقة خاصة بالمدينة القديمة لمراكش، بالإضافة إلى كونها تسمح لمستعمليها بتفادي الاكتظاظ الذي تعرفه بعض الشوارع والذي أضحت تعاني منه المدينة الحمراء في السنوات الأخيرة.

ويأتي إعطاء انطلاقة مشروع الدراجات النارية الكهربائية ” إيموب”، الذي يهدف إلى الحد من كمية الغازات الدفيئة في قطاع النقل مع توفير خدمة جيدة للمستخدمين، لتعزيز مكانة هذا النمط في التنقل المفضل لدى المراكشيين والاسهام أكثر في الحفاظ على البيئة ، مما من شأنه جعل المدينة نموذجا للتنقل النظيف على الصعيد الدولي.

هذا وقد انخرطت المدينة الحمراء من قبل في هذا التوجه، ولا سيما ، من خلال اتخاذ عدة تدابير من ضمنها تعزيز أسطولها للنقل الحضري بحافلات كهربائية، تشتغل بالطاقة النظيفة المنتجة من محطة للطاقة الشمسية، بالإضافة إلى الدراجات الهوائية للخدمات الحرة، وأيضا السيارات الكهربائية، التي تروم في مجملها جعل مراكش نموذجا للمدينة المستدامة.

ويفتح الانتقال نحو هذا التصور المتمثل في “التنقل المستدام والإيكولوجي”، آفاقا اقتصادية كبيرة، من ضمنها تعزيز جاذبية الاستثمارات والصناعات المتخصصة في انتاج الدراجات وخلق فرص الشغل.

ويعتبر التنقل القائم على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة أو التقليص منها بنسبة أقل بكثير، عنصرا حاسما لتمكين مراكش من الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر مع الحرص على تلبية حاجيات حركة تنقل الأشخاص، وذلك في إطار مدينة مستدامة وذات تنافسية.

وباعتباره ثمرة شراكة بين المجلس الجماعي للمدينة الحمراء ومجلس جهة مراكش -آسفي وشركة “التنقل المستدام ” (إيموب)، يروم هذا المشروع تعزيز مكانة التنقل المستدام الصديق للببئة على مستوى الجهة، تفعيلا للمساهمة المحددة وطنيا والرامية إلى الحد من كمية الغازات الدفيئة في قطاع النقل مع توفير خدمة جيدة للمواطنين.

ويشكل هذا المشروع فرصة لمراكش لتصبح أهم منصة إفريقية مخصصة لصناعة النقل المستدام، كما سيساهم في تثبيت بجهة مراكش آسفي، نظام إيكولوجي صناعي مخصص لبناء وتسويق العربات المستدامة، حيث تتطلع جهة مراكش آسفي ، من خلال هذا المشروع، إلى جعل حضيرتها من وسائل النقل ذات العجلتين مستدامة بشكل تام في أفق 2040 .

وسيمكن هذا المشروع، الذي يأتي تنفيذا لتوصيات دراسة الجدوى التي أنجزت في إطار برنامج مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة الخاص بتشجيع النقل النظيف المعتمد على الطاقة الكهربائية، من تزويد المدينة ب 20 ألف دراجة كهربائية في أفق 2021 كمرحلة أولى، وتصنيع هذا النوع من الدراجات على المستوى المحلي مما سيساهم في خلق عدة فرص للعمل في هذا المجال.

وفي هذا الصدد، أكد نائب رئيس المجلس الجماعي لمدينة مراكش، السيد أحمد المتصدق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المشروع الهام يأتي في سياق ظرفية مواتية تتميز بانطلاق مسلسل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن طرح هذا النوع من الدراجات الكهربائية بالأسواق سيتم بعد حوالي شهرين، وأن شركة ” إيموب” تتوقع اعطاء انطلاقة عروضها المخصصة للعموم وأيضا للمؤسسات الإدارية، والسعي إلى ادخال هذا النوع من النقل النظيف، في المشهد الحضري لمراكش وجعلها في متناول الساكنة المحلية.

وأضاف أن شركة “إيموب” أرست شراكة مع إحدى المؤسسات التابعة للقطاع الخاص، من أجل إحداث شبكة للخدمات الحرة لكراء الدراجات، تستجيب تماما للنظام الإيكولوجي.

من جهة أخرى، عبر بعض مستعملي الدراجات، في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، عن ارتياحهم لهذا المشروع ورغبتهم في اقتناء دراجات كهربائية، صديقة للبيئة، ذات مردودية مثل الدراجات النارية العادية، وبأثمنة مناسبة.

ودعوا إلى دعم هذه المبادرة، على غرار الدعم الذي استفاد منه أصحاب سيارات الأجرة من أجل تجديد حضيرة هذا الأسطول، فضلا عن تخفيض تسعيرة التأمين لفائدة هذا الجيل الجديد من الدراجات، للتشجيع على تبني هذا النمط الجديد للنقل النظيف ، وكذا تنظيم حملات تحسيسية لفائدة الساكنة لابراز مزايا وخصوصية هذه الدراجات الكهربائية ودورها في المحافظة على البيئة.

ومن شأن الاقبال على هذا النوع الجديد من الدراجات الكهربائية أن يسهم في التقليص من انبعاثات الغازات الملوثة للهواء بالمدينة الحمراء التي اشتهرت على مدى سنوات بجودة هوائها وصفائه.

و.م.ع.ح.ك

التعليقات مغلقة.