اليوم الوطني للمقاومة : تجسيد لأسمى معاني الوطنية وأبهى صور التضحية والفداء في سبيل الحرية والاستقلال – حدث كم

اليوم الوطني للمقاومة : تجسيد لأسمى معاني الوطنية وأبهى صور التضحية والفداء في سبيل الحرية والاستقلال

أكدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن الذكرى 62 لليوم الوطني للمقاومة، التي يخلدها الشعب المغربي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحريـر يوم 18 يونيو، الذي يقترن بذكرى استشهاد البطل محمد الزرقطوني، والذكرى 60 للوقفة التاريخية لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس، رضوان الله عليه أمام قبر الشهيد، تجسيد لأسمى معاني الوطنية وأبهى صور التضحية والفداء في سبيل الحرية والاستقلال.
وذكر بلاغ للمندوبية أن الاحتفال باليوم الوطني للمقاومة يأتي استحضارا لتضحيات شهداء الكفاح الوطني في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، وتجسيدا لقيم البرور والوفاء لأرواحهم الطاهرة، كما يجسد أروع صور الكفاح البطولي الذي خاضه العرش العلوي المنيف بالتحام متين مع الشعب المغربي.
وذكرت، في استرجاع تاريخي، بأن ملحمة ثورة الملك والشعب اندلعت للتصدي لمؤامرة المستعمر الذي سخر كل الوسائل لبسط نفوذه وهيمنته، فأقدم في 20 غشت 1953 على فعلته النكراء بنفي بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس، رضوان الله عليه، والأسرة الملكية الشريفة، معتقدا أنه بذلك سيخمد جذوة الكفاح الوطني، لكن الشعب المغربي المتمسك بمقدساته الدينية وثوابته الوطنية فجرها ثورة عارمة مضحيا بالغالي والنفيس من أجل عودة الشرعية بعودة الملك المجاهد الشهم الذي فضل المنفى على أن يرضخ لإرادة المستعمر وإملاءاته.
انطلقت المظاهرات الشعبية وأعمال المقاومـة والفداء لتهز أركان الوجود الاستعماري وتضرب مصالحه وتستهدف دهاقنته وغلاته، حيث تكونت خلايا ومنظمات المقاومة المسلحة بهذه المدينة وبسواها من مدن المغرب وقراه بتعبئة شبـاب متحمس هب لإعـلاء راية الوطـن والذود عن حماه وحياضه وصون عزته وكرامته.
وكان الشهيد محمد الزرقطوني أحد هؤلاء المقاومين الأفذاذ والرموز الخالدين الذين هيأوا لانطلاق المقاومة ورسم أهدافها وإرساء تنظيماتها حيث كان بطلا من أبطال الكفاح الوطني الخالد، حريصا على تقوية تنظيمات المقاومة وامتداداتها، لا يألو جهدا ولا يدخر وسعا بتنسيق وتكامل مع رفاقه في النضال دفاعا عن مقدسات الوطن، إلى أن لقي ربه شهيدا يوم 18 يونيو 1954 اثر اعتقاله من لدن السلطات الأمنية الاستعمارية حيث فضل الشهادة حفاظا على أسرار المقاومة والتضحية من أجل استمرارها، معطيا بذلك المثال على روح التضحية والغيرة الوطنية والنضالية التي جسدها الشهداء الأبرار عبر الوطن، والمقاومون وأعضاء جيش التحرير الأفذاذ متحملين كل الشدائد إيمانا بعدالة قضيتهم الوطنية ومقاصدهم النبيلة في تحقيق أماني وطموحات الشعب المغربي في الحرية والاستقلال.
وتكللت الملحمة الكبرى لثورة الملك والشعب بالعودة المظفرة لبطل التحرير والاستقلال جلالـة المغفور له محمد الخامس محفوفا بوارث سره ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955، وإعلان بشرى انتهاء عهد الحجر والحماية وإشراقة شمس الحرية والاستقلال.
وقد حرص جلالة المغفور له محمد الخامس على أن يجعل من يوم 18 يونيو 1954 يوما للمقاومة، اعترافا واعتزازا بتضحيات شرفاء الوطن الذين استرخصوا أرواحهم فداء للوطن، حيث قام قدس الله روحه بوقفته التاريخية يوم 18 يونيو 1956 أمام قبر الشهيد محمد الزرقطوني، رحمة الله عليه، مجسدا قيم الوفاء والبرور بنضالات وعطاءات الشهداء والاعتزاز بملاحم وبطولات المقاومة.
وأوضحت المندوبية أن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وهي تخلد هذه الذكرى المجيدة، لتتوخى التعريف برصيد الملاحم والأمجاد التاريخية الوطنية ورموزها وطلائعها الخالدين وتلقين دروسها وعبرها للناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة، حفاظا على الذاكرة التاريخية الوطنية تمشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إعلاء لصروح الوطن وارتقاء به في مدارج الحداثة والتقدم والتعبئة الشاملة والمستمرة، دفاعا عن مقدسات الوطن وثوابته، وحفاظا على هويته ومقوماته واستلهاما لقيم الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية والملتزمة والسلوك المدني القويم.
وأضافت المندوبية أنه باحتفائها بهذه الذكرى العظيمة التي يحق لكل المغاربة الاعتزاز بحمولتها الوطنية ورمزيتها وقيمتها التاريخية، تستحضر أسرة المقاومة وجيش التحرير ملاحم الكفاح الوطني في سبيل تحقيق الاستقلال والوحدة الترابية، وتستلهم منها قيم الصمود والتعبئة الوطنية المستمرة والالتحام الوثيق بين أبناء الشعب المغربي من أقصى تخوم الصحراء إلى أقصى ربوع الشمال، وتؤكد مجددا تجندها الدائم والموصول صيانة للوحدة الترابية الراسخة التي لا تزيدها مناورات الخصوم إلا وثوقا وصمودا وثباتا.
وأكدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أنها إذ تحرص في كل سنة على تخليد هذه الذكرى الوطنية المجيدة ومثيلاتها من الذكريات والمناسبات الغراء، فإنها تتوخى مواصلة إشاعة ثقافة القيم الوطنية والمواطنة الإيجابية والسلوك المدني القويم في صفوف وأوساط سائر الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية وخاصة منها الشباب والناشئة والأجيال الجديدة، لتتقوى فيها الروح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه وبخدمته في مسيرات الحاضر والمستقبل التي يقودها ويرعاها جلالة الملك محمد السادس.

حدث كم/ماب

 

التعليقات مغلقة.