جلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسيس قائدان عظيمان متشبثان بالمثل والفضائل الإنسانية – حدث كم

جلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسيس قائدان عظيمان متشبثان بالمثل والفضائل الإنسانية

يتقاسم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، وقداسة البابا فرانسيس، القائدان العظيمان اللذان تحيط بشخصيتهما هالة من التقدير والإشعاع الدولي ، تشبثهما الكبير بالقيم الإنسانية الأكثر سموا لبناء نظام عالمي يرتكز على العدالة والسلم والتضامن والتعايش.

وتنضاف للهالة والكاريزما والسلطة الروحية للقائدين الكبيرين، إرادة لا يمكن إنكارها في تعزيز والدفاع عن الفضائل المثلى التي تشترك فيها الأديان السماوية، وهي تلك المتمثلة في العقيدة والحرية والسلم والمحبة والتعايش والتفاهم بين الشعوب كصوت واحد لتدبير الخلافات والنزاعات من أجل مواجهة مختلف المخاطر التي تهدد مستقبل الإنسانية والتصدي لكل أشكال تراجع القيم المقدسة وجميع الخطابات التي تحث على الكراهية. العلاقات الممتازة بين الكرسي الرسولي والمملكة المغربية تمتح في الواقع من هذه الإرادة الراسخة لصاحب الجلالة كأمير للمؤمنين، يمثل الإسلام، والبابا فرانسيس بصفته رئيس التسلسل الهرمي الأسقفي الذي يمثل المسيحية الكاثوليكية، للدفع بالحوار بين الأديان من أجل درء التعصب و إحباط التيارات المتطرفة والمساعدة على إرساء فهم أفضل لإيمان ومعتقدات الآخرين في حرص إنساني على جعل الأديان في منأى عن كل ما يفرقها.

وأمام حجم التحديات والمخاطر في الوقت الذي تنغلق فيه أكثر فأكثر البلدان على نفسها عوض الانفتاح في سياق يطبعه تنامي التيارات الشعبوية والنزاعات الإيديولوجية والتمييز العرقي وأعمال العنف الطائفي ، يبرز القائدان كداعمين لعمل متواصل من أجل تقريب الحضارات وإرساء حوار معزز بين الشعوب والتعاون الدولي والالتزام لفائدة كافة القضايا العادلة.

هذه المواقف والقناعات يتم الدفاع عنها بقوة من قبل رئيسا الدولتين بتبني نهج قيادة يتسم بالمثابرة في بذل الجهد واستمرارية الأفكار و الرغبة الأكيدة و الإرادة القوية في اغتنام جميع الفرص لتعزيز السلام على الصعيد الدولي ودعم قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وبناء علاقة مكثفة ومتعددة الأبعاد بين الحضارات وبناء جسور متينة وفتح آفاق جديدة لفائدة الشعوب.

وتضطلع السلطة الروحية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين بدور طلائعي في نشر إسلام الاعتدال والوسطية ومحاربة التطرف و نشر ممارسات وقيم التسامح، وكذا تعزيز التعاون مع البلدان الصديقة والشقيقة في الشأن الديني.

فتحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك، يركز المغرب جهوده على تشجيع وخلق فضاءات مشتركة للعمل والتفكير لفائدة السلام والانسجام والتنمية البشرية وتسوية النزاعات عبر الطرق السلمية والحفاظ على وحدة البلدان وصيانة هويتها الثقافية . فهذا الالتزام الملكي جعل النموذج المغربي اليوم متفردا يستمد أسسه من رموزه العليا ودستوره و وقائعه الثقافية وتاريخه العريق ، الذي يتميز بتعايش متجذر بعمق ويشهد على انفتاح البلاد على معتقدات أخرى.

فالمغرب، القوي بتاريخه وتقاليده ونموذجه الحضاري المتفرد للتعايش والتفاعل بين المسلمين ومعتنقي ديانات أخرى ، يبرز كبلد رائد في الحوار بين الأديان.

وتعكس زيارة البابا فرانسيس للمغرب بعد مرور 34 سنة على تلك التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني للمغرب في 1985 وزيارة جلالة المغفور له الحسن الثاني لروما في 1980 إرادة البابا في تعزيز المكانة الأخلاقية التي تتجذر في المشهد الدولي و عمله من أجل تعزيز التبادل بين البلدين وبين العالمين الإسلامي و المسيحي.

ومع/حدث

التعليقات مغلقة.