جهود جلالة الملك محمد السادس في المجالات الثقافية.. رأسمال لا مادي لا محيد عنه في مسيرة الرقي – حدث كم

جهود جلالة الملك محمد السادس في المجالات الثقافية.. رأسمال لا مادي لا محيد عنه في مسيرة الرقي

شهدت السنة المنصرمة، على غرار السنوات السابقة، نشاطات ثقافية مكثفة بالمملكة تنم عن إيلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس اهتماما خاصا للمجالات الثقافية، بشتى تعبيراتها، باعتبارها رأسمالا لا ماديا لا غنى عنه في مسيرة النهوض والرقي.
وتبرهن هذه الجهود الملكية السامية بجلاء عن اعتبار جلالته الثقافة، بمفهومها الواسع، لبنة أساسية في التنمية الشاملة التي ما فتيء جلالته يعمل على إرساء قواعدها وتمتين أسسها منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين.
ويكفي في هذا الإطار الحديث عن ثلاث علامات بارزة ذات دلالات واسعة من علامات التشييد الثقافي المتواصل لإبراز هذا الاهتمام تتمثل أولاها في استمرار تألق وإشعاع متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط الذي أشرف جلالة الملك يوم 7 أكتوبر 2014 على تدشينه باعتباره معلمة ثقافية كبرى ستسهم في صيانة وإشعاع الإرث الفني والحضاري للمملكة.
وتجلى هذا التألق في استضافة المتحف لإبداعات فنانين كبار ذوي صيت رفيع من أمثال سيزار ابتداء من شهر دجنبر، وجياكوميتي ابتداء من شهر أبريل، علاوة على أنه سيشرع ابتداء من شهر يوليوز في عملية تجديد للمتاحف الوطنية حتى تستجيب أكثر لانتظارات جمهور شغوف ومتطلب ومتزايد باستمرار.
ويتعلق الأمر بمتحف القصبة الجديد في طنجة، الذي سيحمل إسم “متحف القصبة للثقافات المتوسطية”، ومتحف الرباط الذي سيحمل إسم “متحف البرونز”، ومتحف الأوداية الذي يوجد أيضا في طور الترميم وسيحمل إسم متحف القفطان، ومتحف البطحاء في فاس الذي سيطلق عليه إسم متحف الفن الإسلامي وكذا “متحف الخزف” في مكناس .
هي إذن ثورة ثقافية هادئة، تجدد المسار الثقافي الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ أزيد من عقد من الزمان، وتمنحه روحا جديدة تواكب المستجدات العالمية في المجالات الثقافية دون أن تحيد عن الأصالة المغربية العريقة.
ويندرج إحداث المؤسسة الوطنية للمتاحف، كما قال رئيسها المهدي قطبي، في حرص جلالة الملك على جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، وعزم جلالته على تمكين المغرب من بنيات ثقافية عالية المستوى تحفز الإبداع وتكرس مبادئ الدمقرطة الثقافية.
أما العلامة الثانية، فتتمثل في إطلاق جلالة الملك بمعهد العالم العربي بباريس مشروع مركز ثقافي مغربي، في إطار زيارة صداقة وعمل لفرنسا يوم 17 فبراير المنصرم، تم خلالها تقديم مجسم صغير لدار ثقافة المغرب بحضور ثلة من الأكاديميين ورموز عالمي الثقافة والفنون.
وبخصوص العلامة الثالثة، وفي إطار اعتزاز المغرب بانتمائه المتوسطي، وجه جلالة الملك رسالة بمناسبة الحفل الموسيقي الأول لموسيقى البحر الأبيض المتوسط ، الذي نظم في نهاية الأسبوع الماضي بقصر الأمم بجنيف السويسرية، وتلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء.
وقد شدد جلالة الملك في تلك الرسالة على أن “إنسانية وحداثة النهج المغربي تنبثقان من صلب القيم التي تنادي بها منظمة الأمم المتحدة والمتمثلة في الحوار بين الحضارات والتنوع الثقافي، ونبذ التطرف بكل أشكاله”.
وأضاف جلالته أن “ثروة أي بلد من البلدان لا تقاس فقط من خلال المؤشرات الاقتصادية بل وكذلك ، وبالدرجة الأولى، من خلال القوة الناعمة التي يتوفر عليها ، ومن خلال ما يتمتع به من استقرار وعراقة تاريخ، وغنى ثقافي وموروث حضاري”.
إن هذا الغنى الثقافي والموروث الحضاري اللذين تتمتع بهما المملكة، فضلا عن الاستقرار والعراقة، لهما صمام الأمان من أجل مستقبل أفضل وتنمية شاملة لا تنطلق من المرتكزات المادية وحدها بل تعتمد أساسا على الرصيد اللامادي الهائل للمغرب.

حدث كم/ماب

 

التعليقات مغلقة.