لقاء قمة خليجي في مكة المكرمة لتوحيد الصف في مواجهة تصاعد التهديدات الإقليمية! – حدث كم

لقاء قمة خليجي في مكة المكرمة لتوحيد الصف في مواجهة تصاعد التهديدات الإقليمية!

يزداد الترقب لما سينجم عن القمم الثلاث العربية والخليجية والإسلامية التي دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الى عقدها في مكة المكرمة، ومعها يزداد اليقين لدى المراقبين بأنها تحمل، وبالأخص على المستوى الخليجي، دعوة صريحة الى توحيد الصف في مواجهة تصاعد التهديدات الإقليمية والمخاطر المتربصة بالأمن القومي لدول الخليج العربي.

وكان العاهل السعودي قد وجه السبت الماضي، دعوة لعقد ثلاث قمم، إسلامية، وقمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة، تنطلق اليوم الخميس، على خلفية تعرض سفن تجارية بالمياه الإقليمية للإمارات ومحطتي ضخ نفطية بالسعودية لهجمات، وتزايد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

وبحسب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية فإن الدعوة إلى القمتين العربية والخليجية جاءت “من باب الحرص على التشاور في كل ما من شأنه تعزيز الأمن في المنطقة”، وهو ما يحيل أيضا الى أن الهدف بالضرورة الحتمية هو بحث آخر هجمات الحوثيين بطائرات مسيرة على محطتي ضخ لخط الأنابيب شرق -غرب الذي ينقل النفط السعودي من حقول بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، وتلك العمليات التخريبية التي طالت أربع سفن في المياه الإقليمية الإماراتية منتصف الشهر الجاري.

ومن المؤكد، بحسب المراقبين، أن القمة الخليجية تروم استعادة بعض من روح الانسجام إلى الجسم الخليجي، كعتبة أولى للبحث على المستوى الخليجي، والعربي، والإسلامي أيضا عن آلية للتعاون والتوحد في وجه التهديدات التي أصبح وقعها محسوسا على سلامة وتماسك الأمن القومي الخليجي والعربي، في سياق تنامي التعقيدات والأزمات التي باتت تلاحق المنطقة العربية في عدد من بلدانها، وتعصف في نفس الوقت بمصير القضية الفلسطينية.

ولا يشكك أحد في أن مصلحة الدول الخليجية والعربية عموما هو تجنب أي مواجهة عسكرية قد تعرض المنطقة لإشعال مزيد من الحرائق، ولربما تتقاسم دول كثيرة في العالم هذه الرؤية، من باب أن أي تصعيد عسكري في المنطقة من شأنه أن يشل حركة الإمدادات بالنفط والغاز ويؤثر سلبا وبشكل عميق على الحركة الاقتصادية العالمية.

وبموازاة مع ذلك، يؤكد متتبعون للمشهد السياسي الخليجي أنه لدرء احتمالات التصعيد غير المحمودة العواقب، باتت الحاجة ملحة، في الظرف الراهن بالنسبة لبلدان المنطقة، إلى لملمة الصفوف وتوحيد الرؤى والتخفيف من حدة ما طرأ على توجهاتها من تناقضات وخلافات، ولعل قمة مكة الطارئة تكون عتبة نحو استرجاع الصوت الواحد، واستعادة وترسيخ القناعة بأن الوحدة هي خط الدفاع الأول أمام التهديدات الخارجية أيا كان مصدرها.

وتبقى الآمال معقودة على هذه اللقاءات رفيعة المستوى في حمل القادة على تجاوز الخلافات واسترجاع الثقة، ولو بالقدر الذي يساعد على بدء حوار لمعالجة بعض الأمور المستعجلة العالقة، وتغيير بعض من معالم المشهد السياسي الخليجي؛ باتجاه العودة الى تحصين مجلس التعاون وتعزيز أركانه ليكون أكثر تماسكا أمام تقلبات عواصف السياسة والاقتصاد، ولتكون الأولوية دائما وأبدا للأمن القومي المشترك، الذي لا يستند فقط الى الشق العسكري والسياسي، وإنما من المفترض أن ي ع ض ده الاقتصاد والإعلام، ويتماسك أكثر باستراتيجية عمل مستقبلي مشترك تراعي جميع هذه العناصر.

وقد وجهت القيادة السعودية الدعوة لحضور هذه القمم الثلاث إلى جميع القادة بمن فيهم أمير دولة قطر، التي ستكون ممثلة في شخص رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني. وقد اكدت الدوحة أن “دولة قطر التي لم تغب يوما عن المشاركة الفعالة والإيجابية عربيا وإسلاميا ودوليا تغلب مرة أخرى المصلحة العليا للمنطقة على الخلافات البينية”.

وبعيدا عن كل تفاؤل قد يقفز على واقع التعقيدات الحالية، وأيضا تجنبا لكل تشاؤم قد ي غ ي ب الفرص الممكنة والنوايا الحسنة التي قد تدفع باتجاه توحيد الرؤى وبناء قاعدة من التوافقات للتوجه صوب المستقبل عملا بالشعار الذي اعتمدته الرياض للقاء القمة الإسلامية “قمة مكة: يدا بيد نحو المستقبل”، فإن أمال الشعوب الخليجية عريضة بأن يتم تجاوز الكبوات التي عرقلت العمل الخليجي المشترك.

على أن ما هو مؤكد أنها قمة خليجية يراد لها أن تكون مكملة وداعمة للقمتين العربية والإسلامية، ولربما واسطة عقدها بالنظر لأهميتها، بجدول أعمال من المتوقع أن تكون محاوره، في ظل السياق الراهن، حاسمة وتتطلب تدخلا فوريا لمعالجة ي ترق ب منها بأمل كبير من شعوب المنطقة، أن تكون حكيمة وتعطي الأولوية للمصالح المشتركة، ب ت ب ص ر ي راهن على جميع الآماد.

إعداد زهور السايح/حدث/الصورة من الارشيف

التعليقات مغلقة.