“اليوم العالمي للامتناع عن التدخين” : المغرب منخرط في إذكاء الوعي بأهمية الإقلاع عن التدخين – حدث كم

“اليوم العالمي للامتناع عن التدخين” : المغرب منخرط في إذكاء الوعي بأهمية الإقلاع عن التدخين

 إعداد : التهامي العم/ومع/ في 31 ماي من كل سنة تخلد منظمة الصحة العالمية والشركاء العالميون، من بينهم المغرب، اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التدخين، وهي مناسبة لإذكاء الوعي بالتأثيرات الضارة والمميتة لتعاطي التدخين بأي شكل من الأشكال.

والمغرب، وهو يحتفي هذه السنة باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الذي خصصت له منظمة الصحة العالمية شعار “التبغ والصحة الرئوية”، يعد أول بلد على الصعيد الإقليمي يضع قانونا لمكافحة التدخين سنة 1991، والذي من خلاله يمنع التدخين في بعض الأماكن العمومية وحظر أي شكل من أشكال الدعاية أو الإشهار لصالح منتجات التبغ.

وانخرط المغرب، بشكل مبكر، في مكافحة آفة التدخين من خلال التوقيع على الاتفاقية الإطار لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ، وأعد، من خلال وزارة الصحة، سنة 1988، برنامجا لمحاربة التدخين تمحور حول إعداد دراسات إبيديمولوجية، وإعلام وتحسيس السكان بالمخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين والمساهمة في إعداد قانون حول مشكل التدخين.

وقالت السيدة الخنساء مهداوي، طبيبة مختصة في الصحة العامة بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض التابعة لوزارة الصحة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المملكة انخرطت في محاربة التدخين انطلاقا من عدة مقاربات تضمنها البرنامج الوطني لمكافحة التدخين.

وأضافت أن هذالبرنامج، الذي يندرج في إطار المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان 2010-2019، يتمحور حول أربعة محاور تهم “التوعية والتحسيس” و”الدراسات والتتبع” و”توفير الإستشارات الطبية” و”تقوية الترسانة القانونية”.

وأبرزت المسؤولة بوزارة الصحة أن المحور الأول يقوم على تنظيم حملات للتوعية بصفة منتظمة طوال السنة وإذكاء الوعي والتحسيس بمخاطر التدخين من خلال التواصل مع المعنيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي للوزارة (بوابة صحتي)، وكذا بوابة (صحة الشباب).

ويشمل المحور الثاني، حسب المسؤولة ذاتها، تنظيم، بصفة دورية ومنتظمة، دراسات لتتبع تطور آفة التدخين، مشيرة إلى أن هذه الدراسة التي تم القيام بها سنة 2017 حول “عوامل أخطار الأمراض غير المعدية” أظهرت أن التدخين أول عامل خطر.

وذكرت السيدة مهداوي أن نسبة المدخنين بالمغرب عرفت انخفاضا بنسبة 32 في المائة، مشيرة إلى أن الدراسات التي تم القيام بها خلال سنوات 2000 و2006 و2010 و2016 أظهرت أن نسبة التدخين بالنسبة للأطفال المتمدرسين ما بين 13 و15 سنة عرفت تراجعا من 10.5 في المائة سنة 2010 إلى 6 في المائة سنة 2016، وأن انخفاض نسبة التدخين، الذي شمل أيضا باقي فئات المدخنين، يعكس الجهود التي تقوم بها الدولة من أجل الإقلاع عن التدخين.

ويشمل المحور الثالث، حسب مهداوي، تقديم استشارات طبية للمدخنين بعدد من المراكز الصحية المتواجدة بمختلف جهات المملكة من طرف أطباء تلقوا تكوينا لهذا الغرض، بينما ينبني المحور الرابع على “الترسانة القانونية” من خلال سن قانون يمنع التدخين والإشهار والدعاية للتبغ في بعض الأماكن، فضلا عن توجيه وزارة الصحة دوريات للمسؤولين المتواجدين بالجماعات الترابية تتعلق بالقيام بحملات تحسيسية وتوعوية حول أضرار التدخين، فضلا عن وضع “ميثاق إعداديات وثانويات بدون تدخين”.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن تعاطي التبغ من أكبر الأخطار الصحية العمومية التي شهدها العالم على مر التاريخ. فهو يتسبب، كل سنة، في وفاة ستة ملايين نسمة تقريبا، منهم أكثر من خمسة ملايين ممن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه وأكثر من 600 ألف من غير المدخنين المعرضين لدخانه غير المباشر. ويقضي شخص واحد نحبه كل ست ثوان تقريبا من جراء التدخين، ما يمثل ع شر وفيات البالغين، وأن نحو نصف عدد المدخنين سيموتون، في آخر المطاف، بسبب مرض له علاقة بالتبغ. وحسب المنظمة، يعيش أكثر من 80 في المائة من المدخنين، البالغ عددهم مليار شخص على الصعيد العالمي، في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، حيث يبلغ عبء الاعتلالات الناجمة عن التبغ ذروته.

وخلصت المنظمة إلى أن الرصد الجيد يمكن من تتبع حجم الوباء وخصائصه، وتحديد أفضل طريقة لتصميم السياسات، مشيرة إلى أن دولة واحدة من كل أربعة، يمثلون ما يزيد عن ثلث سكان العالم تقريبا، قامت بتعزيز أنشطتها في مجال الرصد لإدراج بيانات حديثة أو بيانات ذات دلالة فيما يخص كلا من البالغين والشباب، وذلك بجمع تلك البيانات مرة كل خمس سنوات على الأقل.

حدث

التعليقات مغلقة.