“الدورة العادية السابعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية” تاج الدين الحسيني: ” مكافحة الإرهاب والوضع في سورية وليبيا والعراق واليمن على رأس جدول أعمال القمة العربية بنواكشوط “ – حدث كم

“الدورة العادية السابعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية” تاج الدين الحسيني: ” مكافحة الإرهاب والوضع في سورية وليبيا والعراق واليمن على رأس جدول أعمال القمة العربية بنواكشوط “

(أجرى الحديث..العربي عثماني): قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق أكدال بالرباط، إن الدورة العادية السابعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي ستنطلق أشغالها غد الاثنين بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، ستناقش مواضيع بالغة الأهمية في ظل ظرفية صعبة ومعقدة يعيش على وقعها العالم العربي.
وأوضح الأستاذ الحسيني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قبيل انطلاق أشغال القمة (25-26 يوليوز)، أن مكافحة الإرهاب، والأوضاع المتأزمة والمتدهورة في كل من سورية وليبيا والعراق واليمن، فضلا عن تطورات القضية الفلسطينية، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك والارتقاء به، ستتصدر جدول أعمال هذه القمة العادية، التي تنعقد في خضم تطورات وتحديات غير عادية وغير مسبوقة على صعيد المنطقة العربية برمتها.
وأضاف أن تصدر موضوع مكافحة الإرهاب وتداعياته جدول أعمال القمة ينبع من كونه أصبح يمثل أحد أبرز التحديات المطروحة ليس فقط على المنطقة العربية، بل على دول العالم أجمع، حيث أصبح محط اهتمام كل المنظمات الإقليمية والدولية على حد سواء، وأكثر من أي وقت مضى، على اعتبار أن هذه الآفة لم تعد تهدد فقط البلدان المتضررة من تداعياتها في الوقت الراهن ومن نتائجها الوخيمة في المستقبل، بل تهدد كذلك علاقات هذه الدول بجيرانها الأقربين، واستقرار البلدان المحيطة بها.
وأشار إلى أن قمة نواكشوط ستناقش أيضا الأزمات المستفحلة في كل من سورية وليبيا واليمن والعراق، التي تعيش جميعها أوضاعا مأساوية، بسبب التناحر والحروب والصراعات الداخلية، التي تكاد تقضي ليس فقط على هيبة الدولة ومكانتها، بل وأيضا على سيادتها.
وتابع، في هذا السياق، أن قمة نواكشوط تمثل بارقة أمل، والجميع يتمنى لها النجاح حتى تتمكن المنطقة العربية من تخطي الصعوبات الظرفية التي باتت ترهن واقع ومستقبل مواطنيها.
وفي معرض حديثه عن القرارات التي يمكن أن تصدر عن قمة نواكشوط بخصوص تطورات القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية لكل البلدان العربية، قال الأستاذ تاج الدين الحسيني إن “أقصى ما يمكن أن تقوم به القمة هو تجديد تبني ودعم مبادرة السلام العربية، بوصفها الوسيلة المثلى للتوصل إلى حل عادل ومنصف على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام”.
وأعرب، في هذا الصدد، عن أسفه لكون العديد من القرارات التي صدرت بخصوص القضية الفلسطينية بقيت حبرا على ورق، ف”إسرائيل تمارس على أرض الواقع سياسة التهجير وسياسة الاستيطان المركزة بقوة، والتي يظهر جليا أنها تقضي على كل الآمال في تطبيق مبدأ حل الدولتين، وفق معيار الأرض مقابل السلام”.
كما أعرب عن أسفه لكون المجموعة العربية لم تستطع لحد الآن الخروج بقرارات عملية لمواجهة هذا الوضع المتردي والخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تواصل إسرائيل، التي تملصت من كل التزاماتها إزاء عملية السلام، وتنكرت لكافة قرارات الشرعية الدولية، احتكار الأرض والمياه والسلطة وتقوم بتهجير الفلسطينيين وتمارس كل أنواع العنف والتقتيل والأسر في حقهم، وسط صمت المجتمع الدولي، بما في ذلك الراعي الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وفي ما يتعلق بسبل تعزيز العمل العربي المشترك والارتقاء به، أشار الأستاذ الجامعي إلى أنه من المنتظر أن تولي قمة نواكشوط هذا الموضوع الأهمية التي يستحقها، إذ فضلا عن التطورات السياسية والأمنية بالمنطقة، ستنكب القمة على تدارس موضوع التكامل الاقتصادي العربي الذي يعاني من صعوبات عدة، من قبيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وربط الدول العربية على مستوى شبكة الطرق البرية والسكك الحديدية والنقل البحري ومشاريع الطاقة والكهرباء، بالإضافة إلى دعم مجالات العمل الاجتماعي.
وأعرب الأستاذ تاج الدين الحسيني عن اعتقاده بأن قمة نواكشوط “تتوفر لها كل الظروف الموضوعية للنجاح”، خاصة وأن بعض القرارات المهمة التي اتخذت في قمم سابقة لم تعرف طريقها إلى التطبيق، معتبرا أن “هذه واحدة من الإشكاليات الأساسية التي تعيشها الجامعة العربية التي لا تزال تعاني من قاعدة الإجماع، ومن صدور قرارات نظرية دون أن تصل إلى حيز التنفيذ”.
وأبرز أنه “عندما تفشل القرارات في الوصول إلى حيز التطبيق تصبح عملية اتخاذ قرارات أخرى مجرد لغو ليست له أي مفعولية في الزمن السياسي للعالم العربي”.
وتجدر الإشارة إلى أن القمة العربية العادية السابعة والعشرين، هي أول قمة تستضيفها موريتانيا، التي انضمت لعضوية الجامعة العربية سنة 1973، وهي كذلك القمة الأولى التي تعقد تحت قيادة الأمين العام الجديد للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الذي خلف مواطنه نبيل العربي على رأس الأمانة العامة للجامعة العربية.
يذكر أن القمة العربية السادسة والعشرين كانت قد عقدت في شرم الشيخ بمصر يومي 28 و29 مارس 2015 ، تحت شعار “سبعون عاما من العمل العربي المشترك”، وذلك بمناسبة مرور 70 عاما على تأسيس جامعة الدول العربية.

حدث كم/و.م.ع

 

التعليقات مغلقة.