سفير المغرب بالأردن يبرز الانجازات التي تحققت في عهد جلالة الملك على مختلف الأصعدة – حدث كم

سفير المغرب بالأردن يبرز الانجازات التي تحققت في عهد جلالة الملك على مختلف الأصعدة

أبرز سفير صاحب الجلالة لدى المملكة الأردنية الهاشمية، السيد لحسن عبد الخالق، مختلف الإنجازات والإصلاحات التي تحققت في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال السيد عبد الخالق، في لقاء عقده مع الصحافة، بمناسبة الذكرى السابعة عشر لعيد العرش المجيد، إن جلالة الملك، الذي يواصل مسيرة بناء المغرب الحديث، بتعزيز مساره الديموقراطي وتقوية قدراته لمواجهة ما يعترضه من تحديات داخلية وخارجية، عمل منذ توليه عرش أسلافه المنعمين، على جعل المواطن المغربي في صلب العملية التنموية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومكنت مبادرات جلالته الإصلاحية من جعل المغرب جديرا بالاحترام على الصعيد الدولي.
وأشار إلى أن دستور 2011، الذي جاء بمبادرة من جلالة الملك، شكل وثبة إصلاحية كبرى بتعزيز البناء الديموقراطي، وترسيخ دولة الحق والقانون والمؤسسات، وتعزيز احترام حقوق الإنسان، وتقوية سلطات البرلمان في التشريع ومراقبة عمل الحكومة، والفصل بين السلطات وتوطيد استقلال السلطة القضائية، وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة وكذا النهوض بأوضاع المرأة.
واعتبر أن المغرب أصبح بذلك مضرب المثل في أجندة الإصلاح المؤسساتي والسياسي في المنطقة العربية ونموذجا للحكمة وبعد النظر في كيفية التعامل مع متطلبات الربيع العربي.
وذكر السفير بأنه في ظل الدستور الجديد، شهد المغرب في شهر شتنبر الماضي تنظيم انتخابات المجالس البلدية والجهوية، في إطار تعزيز التدبير اللامركزي لشؤون الدولة، وانخراط البلاد في تطبيق قانون الجهوية المتقدمة، الذي سيمكن الجهات المغربية من صلاحيات واسعة في تدبير شؤونها.
وأضاف أن المغرب، الذي شهد أيضا في شهر أكتوبر المنصرم انتخاب أعضاء مجلس المستشارين، في صيغته الجديدة، يستعد لإجراء انتخاب أعضاء مجلس النواب في شهر أكتوبر المقبل، بعد إدخال إصلاحات هامة على القوانين الانتخابية، بما يعزز حضور المرأة في المؤسسة التشريعية ويرسخ نزاهة العملية الانتخابية وتوطيد الديمقراطية في البلاد.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد السفير أن جلالة الملك بادر إلى إطلاق مسيرة تنموية قوامها الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة والاستفادة من الموقع الجغرافي للمغرب لجعله نقطة جاذبة للاستثمار وفي صلب اهتمامات كبار الفاعلين الاقتصاديين على المستوى الدولي.
وأوضح أن المغرب حقق، بفضل المبادرات الملكية، تقدما كبيرا في البنيات الأساسية والتجهيزات الكبرى كالموانئ والمطارات والشبكة الطرقية وتطوير النقل السككي والنقل الحضري وتزويد المدن والقرى بالماء الصالح للشرب والكهرباء، بالإضافة إلى تحقيقه لنتائج إيجابية بتنفيذ استراتيجيات قطاعية لتنمية الفلاحة والصناعة والصيد البحري والصناعة التقليدية والسياحة والطاقات المتجددة.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الصناعية، انصبت على جلب وتنمية مهن صناعية عالمية، من بينها صناعة الطائرات واستقطاب كبريات الشركات العالمية في صناعة السيارات، مثل شركة (رونو نيسان) و(بوجو ستروين)، لتوطين صناعتها في المغرب، مضيفا أنه بفضل هذه الاستراتيجيات القطاعية تساهم السياحة والصناعة التقليدية في تعزيز النسيج الاقتصادي الوطني بمقومات التنوع ورفد خزينة الدولة بمداخيل من العملة الصعبة.
ومن جهة أخرى، أكد السيد عبد الخالق، أنه واعترافا بمكانة المغرب الدولية، ستحتضن مدينة مراكش ما بين 7 و18 نونبر المقبل الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية (كوب 22)، مشيرا إلى أن المغرب انخرط منذ نهاية السنة الماضية في الاستعدادات، لضمان نجاح هذا الحدث الدولي، الذي يرتقب أن يشارك فيه قرابة 30 ألف فاعل من مختلف دول العالم وجعله فرصة لاعتماد آليات تنفيذ اتفاق باريس.
واستعرض أيضا ما تم إنجازه بشأن تطوير العلاقات بين المغرب والأردن في كافة المجالات، تحت القيادة الرشيدة لقائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وشقيقه جلالة الملك عبد الله الثاني، مشيرا بهذا الخصوص إلى التوقيع مؤخرا، بمناسبة انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بالرباط، على 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في قطاعات الصناعة والتجارة والصناعة التقليدية والإعلام والتربية والتعليم والقوى العاملة والمياه ومكافحة التصحر والسياحة والبيئة.
وأشار أيضا إلى تطابق وجهات نظر البلدين الشقيقين بخصوص الموضوعات المطروحة على الساحة العربية والإسلامية والدولية، ومن ذلك تأكيدهما الأهمية القصوى للتصدي لخطر الإرهاب، حيث يتفقان على أن الحرب على الإرهاب والتطرف بكافة صوره وأشكاله هي حرب ضد الذين يستهدفون الإسلام وقيمه السمحة وأن على المجتمع الدولي تكثيف مساعيه لمكافحة الفكر المتطرف والإرهاب أينما وجد ومهما كانت دوافعه وأشكاله، وفق مقاربة شمولية تدمج الأبعاد الأمنية والتنموية والدينية، علما أن قائدي البلدين شددا على أهمية العمل على تعزيز التضامن ووحدة الصف العربي، في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، للتصدي لهذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن دول المنطقة العربية والقارة الإفريقية والعالم.
وأضاف أن الجانبين أكدا كذلك وجوب العمل على تجفيف منابع الإرهاب، وحث العلماء والمفكرين والمثقفين للنهوض بدورهم ومسؤولياتهم للخروج بخطاب ديني وإعلامي، فكري وتنويري، يستند إلى التعاليم الصحيحة للإسلام، وجوهره الحقيقي وسماحته، ويرسخ مبادئ الاعتدال والانفتاح والتسامح والحوار، باعتبار أن ذلك من أفضل السبل للتصدي لتشويه صورة الإسلام والدفاع عن مبادئه وقيمه الإنسانية النبيلة.
وفي ما يخص القضية الفلسطينية، يضيف السيد عبد الخالق، فإن البلدين يتفقان على أهمية تحرك المجتمع الدولي وتكثيف جهوده لإيجاد تسوية شاملة وعادلة على أساس مبادرة السلام العربية وحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، لتمكين الشعب الفلسطيني من جميع حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعلى حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
واعتبر أنه تأكيدا لما تحظى به مدينة القدس الشريف من رعاية خاصة من لدن قائدي البلدين، انطلاقا من رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، والوصاية الهاشمية التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، أعرب البلدان الشقيقان عن إدانتهما لسياسة فرض الأمر الواقع التي تعتمدها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشريف وجميع ممارساتها غير القانونية التي تسعى إلى تهويد المدينة المقدسة وتغيير وضعها القانوني وطابعها الحضاري وتركيبتها الديموغرافية.
وأضاف أن الجانبين جددا عزمهما الراسخ على مواصلة الدفاع عن المدينة المقدسة وتنسيق تحركهما المشترك لحث المجتمع الدولي على مضاعفة الجهود للتوصل إلى اتفاق شامل وعادل للقضية الفلسطينية وضمنها القدس الشريف.
وعلى صعيد آخر، أكد تنويه المغرب بالمجهود الكبير الذي يقوم به الأردن في استضافة اللاجئين السوريين، وما يتحمله من أعباء وتحديات كبيرة في هذا الشأن، ودعوته المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وتقديم المساعدات لهذا البلد من أجل مواجهة تلك الأعباء التي تفوق إمكانياته وقدراته.
وتأكيدا لمتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، يضيف السيد عبد الخالق، بادر المغرب بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس إلى إقامة المستشفى الميداني الطبي الجراحي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق في 10 غشت 2012، لدعم الجهود المحمودة للمملكة الأردنية الهاشمية في استقبال وإيواء اللاجئين السوريين، ثم تأكيد تضامن المغرب مع الشعب السوري الشقيق في الظروف الصعبة التي يمر بها.
وأبرز في هذا الصدد أن المستشفى، الذي يشرف عليه 120 من الأطر الطبية وشبه الطبية، ويتوفر على 60 سريرا قابلة للزيادة، قدم منذ إنشائه وإلى غاية 20 يوليوز الجاري، أكثر من مليون خدمة طبية للاجئين السوريين، وسلم لهم أدوية بالمجان، فضلا عن الإشراف على إجراء 4 آلاف و840 عملية جراحية، وتوليد 1186 سيدة سورية.

 حدث كم/ماب

 

 

التعليقات مغلقة.