العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب موسومة بطابع الاستمرارية والتميز – حدث كم

العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب موسومة بطابع الاستمرارية والتميز

على أعلى مستوى لصنع القرار في الاتحاد الأوروبي، تم التأكيد أمس الجمعة على أن العلاقات الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي و المغرب موسومة بطابع الاستمرارية و التميز. هذا الواقع عبر عنه رؤساء دول و حكومات البلدان ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ، خلال اجتماعهم ببروكسيل من أجل التباحث بشأن قضايا استراتيجية تتعلق بمستقبل الاتحاد الأوروبي، خاصة توزيع المناصب الرئيسية على رأس مؤسسات أوروبية.

وقد أشاد قادة الاتحاد الأوربي ب ” الزخم الجديد ” للعلاقات مع المغرب ، مؤكدين أنهم ينتظرون “باهتمام كبير” اجتماع مجلس الشراكة الأوربي المغربي المقبل المرتقب يوم 27 يونيو ببروكسيل والذي يعود آخر اجتماع له إلى دجنبر 2015 .

ويحتفل المغرب والاتحاد الأوروبي هذه السنة بنصف قرن من علاقاتهما ، والتي توجت هذه السنة باعتماد الاتفاق الفلاحي واتفاق الصيد البحري . جانبان رئيسيان للتعاون الثنائي ينظمه اتفاق الشراكة بين الطرفين.

وكانت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فريدريكا موغريني قد أكدت خلال زيارتها للعاصمة المغربية غداة المصادقة في يناير على هذا الاتفاق أن “البرلمان الأوروبي سمح لنا، بتصويت إيجابي لصالح الاتفاق بأغلبية ساحقة، بأن نغير اتفاق الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وهو أساس ليس فقط زيارتي اليوم (للرباط)، ولكن أيضا وبالأساس لبدء مرحلة جديدة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب”.

مع اتفاق الشراكة والوضع المتقدم ومختلف أوجه الشراكة التي تتيحها آليات الجوار للاتحاد الأوروبي ، التي تعد المملكة المستفيد الأول، اكتسبت العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي زخما استراتيجيا لاغنى عنه وتوسع نطاقها ليشمل مجالات أخرى ، خاصة الحوار السياسي والأمن والهجرة والتغيرات المناخية ، دون إغفال التفاوض من أجل إقامة منطقة لتبادل حر عميق ومتكامل.

التذكير من خلال تصريحات رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي ، خلال قمتهم ببروكسيل بالطابع المتميز الذي تكتسيه علاقتهم مع المغرب، يعطي إشارة قوية لالتزام أوروبا بتعزيز شراكتها المتعددة الأشكال مع حليف موثوق به وتمهد الطريق لبناء مستقبل مشترك واعد في إطار الثقة المتبادلة.

هذه العناصر، التي تنضاف لمختلف التطورات الإيجابية التي عرفتها الشراكة الثنائية على مستوى محكمة العدل للاتحاد الأوروبي ، تعصف بمحاولات يائسة للجزائر والبوليساريو للمس بالالتزام المتين للمغرب و أوروبا بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية وتعميق تعاونهما المثمر في جميع الميادين. و هكذا تفند بشكل رسمي الادعاءات الكاذبة حول استغلال موارد أقاليم الجنوب و ربح السكان المحليين.

كما أنها تأكيد لا غبار عليه للطابع غير القابل للتفاوض للوحدة الترابية للمملكة و أسس موقفها تجاه الصحراء المغربية ، وكذلك إزاء حماية مصالحها الاقتصادية وتشبتها الجدي بشراكة متعددة الأبعاد وعميقة مع الاتحاد الأوروبي.

أوج العلاقات المغرب-الاتحاد الأوروبي يتزامن هذه السنة مع منح المملكة في أبريل الماضي بستراسبورغ وضع أول شريك للديمقراطية المحلية” بعد ذلك الذي حصل عليه في يونيو 2011 البرلمان المغربي كشريك للديمقراطية في مجلس أوروبا.

هذا التميز المزدوج، ينضاف إلى العديد من الإنجازات التي تم تحقيقها على درب تعزيز شراكة رائدة في مختلف ميادين التعاون و تقوية التجذر الأوروبي للمغرب ويعزز قناعة الطرفان بالتطلع للمستقبل بكل ثقة.

المغرب الذي قطع خطوات جد متقدمة في مساره التنموي والذي يعزز موقعه في المشهد القاري بفضل الرؤية الثاقبة وريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، له مكانته في البحث عن حلول مشتركة ، في ما يتعلق بقضايا التنمية والهجرة والأمن والاستقرار الإقليمي.

ان الوضع المتقدم للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي سيكتسب صبغة التجديد والتوسعة والتكيف مع التحديات الحالية التي يواجهها الشريكان.

عادل الزعري الجابري/و.م.ع

التعليقات مغلقة.