“مغرب القرن الواحد والعشرين : منجزات، رهانات وآفاق”، محور ندوة بدار المغرب بمونريال – حدث كم

“مغرب القرن الواحد والعشرين : منجزات، رهانات وآفاق”، محور ندوة بدار المغرب بمونريال

شكل موضوع “مغرب القرن الواحد والعشرين : منجزات، رهانات وآفاق”، محور ندوة انعقدت، السبت، بالمركز الثقافي المغربي “دار المغرب” بمونريال، بهدف إبراز المنجزات التي حققتها المملكة تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس على مختلف الأصعدة.
وكانت هذه الندوة، المنظمة ضمن “أيام المغرب بكندا”، مناسبة من أجل تسليط الضوء على الأوراش الكبرى في مجال التنمية البشرية والاقتصاد والسياسية والمجتمع والثقافة التي يشهدها المغرب منذ اعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه المنعمين، وإبراز الرهانات والتحديات التي يتعين على المملكة رفعها في الوقت الراهن.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أشار مدير ديوان رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، عبد الرزاق الحنوشي، إلى التقدم الهام الذي يشهده المغرب على مستوى حقوق الانسان منذ بداية حكم جلالة الملك، مبرزا أن المملكة تعيش حاليا مرحلة ما بعد المصالحة بعد التجربة الرائدة لهيئة الانصاف والمصالحة.
واعتبر أن هذه التجربة مكنت من طي صفحة ماضي انتهاكات حقوق الانسان، من خلال العمل على معرفة حقيقة الانتهاكات وضمان جبر الضرر وتعويض ذوي الحقوق، ووضع حزمة إجراءات وإصلاحات مؤسساتية ودستورية من أجل مكافحة الافلات من العقاب وتفادي تكرار مثل هذه الانتهاكات.
وأضاف أن هذه الاصلاحات شكلت منعطفا هاما في تاريخ المملكة التي اختارت، بشكل إرادي وسيادي، تعزيز الانفتاح السياسي والديموقراطية وتكريس الحريات وتقوية دولة الحق والقانون، مذكرا بان قسما كبيرا من توصيات هيئة الانصاف والمصالحة تم إدراجها في دستور 2011 بهدف ضمان احترام حقوق الانسان.
وبعد أن أشار إلى دور المجلس الوطني لحقوق الانسان ودينامية المجتمع المدني المغربي في المجال، أوضح السيد الحنوشي أن المملكة حققت تطورا وتقدما بشكل أكيد وهادئ في مجال حقوق الانسان، مضيفا أن المغرب بصدد تقوية حماية حقوق الاطفال والأشخاص في وضعية إعاقة، وكذا تعزيز الترسانة القانونية من أجل مكافحة العنف ضد النساء.
من جانبه، تطرق الخبير الدولي في مجال البيئة، حسن بندحمان، إلى قطاع الطاقات المتجددة الذي اعتبره “ورش حكم”، لافتا إلى أن المملكة، التي تتوفر على موارد أحفورية محدودة، عملت على تشجيع تطوير الطاقات المتجددة من أجل ضمان تنمية اقتصادية وتغطية حاجاتها المتزايدة من الطاقة، مع مكافحة التغيرات المناخية.
وذكر في هذا الصدد بأن جلالة الملك كان قد أكد في أحد خطابات عيد العرش على ضرورة “النهوض بالتنمية المستدامة، وفي صلبها المسألة البيئية باعتبارها قوام النمو الأخضر والاقتصاد الجديد بما يفتحه من آفاق واسعة لانبثاق أنشطة مبتكرة واعدة بالتشغيل”.
وذكر بأن المغرب بفضل التعليمات الملكية السامية اختار تطوير الطاقات المتجددة، من خلال مواصلة الاستغلال الامثل للطاقة الريحية، ودفع قطاع إنتاج الطاقة الشمسية، مشيرا في هذا الصدد إلى المشروع الهائل لمحطة (نور) بورزازات وإنجاز العديد من محطات إنتاج الطاقة النظيفة بعدد من جهات المملكة.
كما سلط الضوء من جهة أخرى على المنجزات التي حققتها المملكة في مجال الطاقة المائية بفضل سياسة السدود التي انطلقت سنوات الستينات من القرن الماضي.
من جهتها، تناولت الأستاذة بكلية الحقوق بطنجة، سعيدة العثماني، مكانة المرأة في الحياة السياسية، لافتة إلى أنه رغم التقدم الذي أحرزه مغرب متحرك بفضل قيادة جلالة الملك، تبقى مشاركة المرأة في الشأن السياسي أقل من مشاركة الرجل.

وبعد أن تساءلت حول أسباب هذه المشاركة الضعيفة للنساء في الساحة السياسية على العموم، وفي هيئات اتخاذ القرار على وجه الخصوص، لاحظت السيدة العثماني بأن المغرب بذل جهودا هامة في مجال العدالة والانصاف والمساوة بين النساء والرجال ومكافحة كل أشكال إقصاء المرأة، سواء في المجتمع أو في الوظيفة العمومية والحياة السياسية. في هذا السياق، ذكرت السيدة العثماني بخطاب جلالة الملك الذي أشار فيه إلى “أننا ما فتئنا نعمل على التمكين المؤسساتي والديمقراطي للمرأة المغربية، عبر تشجيع مشاركتها في الحياة الوطنية، ومختلف الوظائف العمومية، بدون تمييز. وكذا التمتع بنسبة متنامية من التمثيلية المنصفة داخل الحكومة والبرلمان، والجماعات المحلية، وكافة مراكز القرار“.
وأضافت أن المغرب لا يمكن أن يطمح إلى التغيير المنشود دون مشاركة المرأة في كل مناحي الحياة سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية، وهي المهمة الموكولة إلى النساء المنتخبات اللواتي يتعين عليهن النضال، كل واحدة من مكانها، من أجل تغيير الأمور من الداخل.
من جانبها، أشارت أستاذة علم الاجتماع، فيروز فوزي، التي ناقشت موضوع دمقرطة الثقافة باعتبارها فضاء يرتقي بمكانة المرأة، إلى أهمية هذه الدمقرطة والمكانة البارزة للمفكر ضمن المجتمع، مضيفة أن الثقافة تشكل مفتاحا لكل تقدم وازدهار بالبلد.
وبعد أبرزت وجود تقدم ملموس في مجال النوع الاجتماعي على المستوى الثقافي من خلال مشاركة المرأة المغربية في مختلف تجليات المشهد الثقافي، شددت على أن هذا الأمر وفر الفرصة لميلاد عدد كبير من الأعمال التي تتطرق إلى مختلف جوانب الابداع الثقافي والفني.
وبعد أن لاحظت أن المرأة المغربية انتقلت من هامش الحياة الثقافية لتصبح اليوم فاعلة حقيقية تخلق وتبلور وتؤول الثقافة، أضافت السيدة فوزي انه بالرغم من أن النساء ممثلات في مجال الابداع على مختلف المستويات، إلا أن تمثيليتهن أدنى في بعض الأنشطة الابداعية.
وأبرزت الغنى الحضاري والثقافي اللامادي لمختلف روافد الهوية المغربية والتي جعلت من المملكة بلدا متعدد الثقافات وساهمت في لا مركزية الثقافة بفضل مختلف الأنشطة الثقافية والفنية المنظمة عبر مختلف ربوع المملكة، مشيدة بأن هذه الدينامية القوية تهدف إلى إعطاء زخم لهذه الديموقراطية الثقافية، مع الحفاظ على قوة الدينامية في مختلف القطاعات التي لا يمكن أن تنجح إلا بفضل ولوج أوسع إلى الشأن الثقافي، باعتباره فضاء عاما وجماعيا وتعزيز دمقرطة الثقافة.
في السياق ذاته، تناول الصحافي والمحلل وعضو جمعية “دار اللوان” بالرباط، محمد الخياط، مكانة المغرب باعتباره أرضا للثقافة والحوار والتلاقي بفضل السياسة الشاملة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.
وبعد أن ذكر بأن التنوع والعيش المشترك أصبحت قضايا استراتيجية بعالم اليوم، سجل السيد الخياط أنه من خلال معانقة هذا الاختيار في إطار التنوع والتفاهم واحترام الآخر، عرف المغرب كيف يجد تفرد هويته، مع تمسكه بتقاليده وأصالته، لكن وفق رؤية متجهة نحو المستقبل.
ونوه بأن المغرب نجح في تكريس التعايش والعيش المشترك في عالم أصبح فيه الارهاب والتطرف والخوف من الآخر عملة رائجة.
كما أبرز السيد الخياط أن المملكة وضعت التعددية الثقافية وتشجيع الفنون والثقافة ضمن أولويات استراتيجية التنمية المستدامة، كما تدل على ذلك مختلف الأوراش الهائلة التي تم إطلاقها مؤخرا بمختلف جهات المملكة.

 

map

التعليقات مغلقة.