بما أن الرياضة عادة ما تنجح فيما تفشل فيه السياسة، لا سيما مد جسور التواصل بين الشعوب فقد سعت جماهير منتخبي المغرب والجزائر عبر حملة مشتركة على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق عليها “خاوة خاوة” لتشجيع منتخبي البلدين في نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي تجري حاليا في مصر.
وتقوم الحملة على أن يساند المشجعون المغاربة منتخب الجزائر في البطولة الإفريقية الحالية، على أن تؤازر جماهير الأخير “أسود الأطلس” في نفس البطولة، والهدف من ذلك هو تكريس أجواء الوئام والمحبة والصداقة بين الشعبين الشقيقين.
ولقيت الحملة ترحيبا كبيرا، وتم الترويج لها على نطاق واسع من قبل صفحات رياضية جزائرية ومغربية، تملك في رصيدها مئات الآلاف من المتابعين، وظهر مفعول هذا التفاعل بشكل واضح في مباراتي المغرب ضد ناميبيا (1-0)، والجزائر أمام كينيا (2-0)، ضمن منافسات الجولة الأولى لبطولة كأس الأمم الإفريقية، حيث احتشدت في المدرجات، الجماهير المغربية والجزائرية، واصطفت جنبا إلى جنب لتشجع هذا المنتخب أو ذاك.
وتلت هذه المبادرة حملات أخرى مشتركة، آخرها “هاشتاغ خاوة خاوة محرز مغربي وبنعطية جزائري”، في إشارة إلى أن العلاقات العائلية والقرابة والمصاهرة قوية جدا بين البلدين، فنجد على سبيل المثال لا الحصر في التشكيلة الحالية للمنتخبين ثلاثة لاعبين، كان بإمكان أي منهم أن يحمل قميص أي من المنتخبين، فوالدة المهدي بنعطية قائد المنتخب المغربي جزائرية، وجدة رياض محرز نجم المنتخب الجزائري من جهة الأم مغربية، أما إسماعيل بن ناصر، فإن والده مغربي وأمه جزائرية، وفضل الدفاع عن ألوان “محاربي الصحراء”، لكن هذا لا ينتقص أو يقلل من اعتزازه وافتخاره بجذوره الجزائرية-المغربية.
وتبقى الرياضة حتى اليوم القاسم المشترك الذي يوحد البلدين، إذ حصل سابقا تقارب حول ملف استضافة نهائيات مونديال 2026 بينهما، حيث دعمت الجزائر الملف المغربي لاستضافة العرس الكروي العالمي، كما تم تعيين نجم المنتخب الجزائري السابق لخضر بلومي سفيرا للملف المغربي، إضافة إلى ذلك، فأغلب المباريات بين منتخبي وأندية البلدين تمر في أجواء يغلب عليها طابع الأخوة والمودة والروح الرياضية.
التعليقات مغلقة.