البرمجيات الرقمية أو الافتراضية أو المعلوماتية ،هي كلها تسميات لآلية واحدة ،أضحت حاسمة في السنوات الأخيرة ، حيث أصبح التحول الرقمي رهانا اقتصاديا كبيرا للمقاولات على مختلف أصنافها ، و على وجه الخصوص لدى المقاولات الصغيرة جدا و الصغيرة و المتوسطة .
و الواقع ، أن هناك حاجة ماسة ، حاليا ، لمرافقة هذه المقاولات لدخول غمار التحول الرقمي في عالم يتغير بأقصى سرعة مع تجنب الكبوات ، وذلك خلال اعتماد هذا التطور التكنولوجي ، حيث أن التحويل الرقمي يمكن أن يأخذ أشكال ا مختلفة وفق ا لنشاط كل قطاع .
وبعيدا عن كونها مجرد طريقة بسيطة أو ظاهرة “طبيعية” تؤثر على النظام الإيكولوجي لريادة الأعمال في شموليته ، فإن الرقمنة تؤدي حتما إلى استخدامات وأساليب تشغيل جديدة داخل المقاولات.
ويتلعق الامر هنا بتغير عميق في المنظومة الداخلية ومسار أكثر تعقيدا ،مما يبدو ، لدى المقاولات الصغيرة جدا و الصغيرة و المتوسطة ، التي ليس لديها خيار آخر ، من أجل “البقاء” ، سوى أن تتكيف وتعتمد هذا التحول الرقمي بطريقة مدروسة جيدا بحيث، وحتى لا يكون سببا “للخسائر” أو تأخر المقاولة عن الركب.
ورغم ذلك ، فإن هذا المسعي لا يخلو من المطبات، حيث أن الظاهرة 4.0 غالبا ما ترافقها عوائق تحول دون الانتقال الرقمي للمقاولات الصغيرة جدا و الصغيرة و المتوسطة ،في مقدمتها التحدي البشري والمالي ، وإعادة هندسة أساليب العمل ومقاومة التغيير .
وبالتالي ، فإن نجاح هذا التحول رهين أساسا بتعلم و اعتماد الوسائل القيمة التي تضمن لأرباب هذه المقاولات الصغيرة جدا و الصغيرة و المتوسطة تحسين مسلسل الرقمنة بأكمله والتحكم فيه عن طريق أتمتة المهام الأكثر تعقيدا.
في هذا السياق ، يوضح الرئيس المدير العام والمؤسس المشارك لـ Officium Morocco ، السيد رضا الطالب ، الذي قاد دراسة عن التحول الرقمي للمقاولات المغربية من مختلف قطاعات النشاط ، أن الرقمنة تسمح للشركة بمعالجة البيانات المختلفة القادمة من مصادر مختلفة ، وخاصة من قبل الموردين.
ويرى السيد طالب أن السوق غالبا ما تشجع المقاولة على الابتكار الدائم ، مبرزا أن كل شركة تسعى إلى خدمة السوق بشكل أفضل وتلبية احتياجات زبنائها ، ومن هنا الحاجة إلى وضع إجراءات مبتكرة يمكن أن تضمن للشركة استدامتها في السوق.
و بعد أن أبرز أهمية إنشاء نظام ايكولوجي صديق للابتكار ، أوضح السيد طالب أن الرقمنة توفر وقت ا ثمين ا في معالجة البيانات وتؤثر على الأعمال التجارية بسرعة أكبر وأقل خسارة وتكلفة.
وبالإضافة إلى هذه المكاسب (الوقت والتكاليف) ، فإن التحول الرقمي يسمح ، علاوة على الحلول من حيث الأداء والقدرة التنافسية ، بتشجيع الابتكار في المنتجات والخدمات وطريقة التشغيل ، لتحسين وسائل الإنتاج ، وتقليل الوقت اللازم للتسويق ، مما يضفي مرونة داخل فرق العمل.
و تظهر نتائج هذه الدراسة ، أن ما يقل عن 80 في المائة من المقاولات الصغيرة جدا و الصغيرة و المتوسطة تدرك جيدا أبعاد ظاهرة 4.0 ، التي تجمع بين عدد من المفاهيم حول التحول الرقمي ، و “تفكر في كيفية تنظيم نفسها حتى لا تفوت عليها فرصة ولوج هذا المنعطف “.
و سجل أن المقاولة الصغيرة جدا و الصغيرة و المتوسطة في المغرب تواجه أيضا تحدي من حجم كبير يتمثل في تعبئة الموارد المالية التي تسمح لأرباب المقاولات باكتساب الوسائل اللازمة لنجاح عملية التحول الرقمي بليونة.
و بالنسبة المقاولات الصغيرة جدا و الصغيرة و المتوسطة ، يتطلب هذا التحول الناجح أيضا تنفيذ إستراتيجية متكاملة ينصب التفكير فيها حول مراحل الإنتاج الأولى من أجل تحقيق أقصى قدر من عمليات التشغيل الداخلية وتلبية أفضل لطلبات الاستهلاك الجديدة للزبناء مع ضمان عائد مرض من الاستثمار.
سكينة أومرزوك/ و.م.ع
التعليقات مغلقة.