دعا المشاركون، اليوم الثلاثاء بمدينة الفنون أصيلة، في ندوة تحت عنوان التعليم والهوية العربية، المنظمة على هامش فعاليات الدورة الـ41 لموسم أصيلة الثقافي، إلى ضرورة العودة إلى التعليم باعتباره أساسا للحفاظ على الهوية الثقافية العربية.
وطالب المتدخلون الحكومات بالعمل على التصدي لكل أشكال الضغوط الخارجية التي تعمل على هدم الهوية الثقافية العربية، معتبرين أن التعليم يشكل المفتاح الرئيسي والسد المنيع للأجيال الصاعدة لمجابهة صدمات التحول التي شهدتها السنوات الأخيرة.
كما تساءلوا في إطار الثورة التكنولوجية الحديثة عن كيفية ترتيب العلاقة بين ثوابت القيم الثقافية والحضارية للأمة العربية ومقتضيات التجدد والإبداع والتطور، وذلك من خلال منظور تربوي فعال ومتكامل، مبرزين ضرورة الاستفادة من هذه الثورة المعلوماتية، بما يخدم مصالح المنظومة التعليمية للبلدان الناطقة بلغة الضاد.
وفيما يخص النظم التعليمية ورهانات التعددية والتنوع في العالم العربي، أوضح المشاركون أن النزعة العصبية التي تسود الآن في المنطقة العربية سببها الأساسي يكمن في بناء هويات فرعية وانقسامات داخلية، على حساب الوحدة الوطنية من جهة، وغياب استراتيجيات تعليمية وتربوية ناجعة وقادرة على الصمود أمام الإغراءات الطائفية من جهة ثانية.
أما عن الرهانات المستقبلية للمنظومة التعليمية العربية، أوصى الباحثون بأن تتكاثف جهود كل الدول العربية من أجل الاستفادة من التجارب التعليمية الرائدة لبعضها البعض، وتبادل الخبرات واللقاءات العلمية، بالاضافة إلى تأهيل المؤسسات التعليمية للاندماج النشط في العولمة الاقتصادية المتنامية.
وعرفت الندوة المنظمة من قبل مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع منتدى الفكر العربي وجامعة البحرين، مشاركة دبلوماسيين وباحثين من كافة الدول العربية والافريقية، تناولوا محاور أساسية تتعلق بالمنظومة التعليمية ورهانات التحول الاجتماعي في العالم العربي، والنظم التعليمية وإشكالات الهوية الثقافية في المجتمعات العربية، ثم الرهانات المستقبلية لنظم التعليم العربية.
يذكر أن موسم أصيلة الثقافي، المنظم من قبل مؤسسة منتدى أصيلة من 21 يونيو إلى 17 يوليوز تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يسهر منذ 41 سنة على تشجيع كل أشكال الإبداع الإفريقي، لاسيما في مجالات الشعر والفكر والموسيقى والفنون التشكيلية.
هاجر الراضي/و.م.ع
التعليقات مغلقة.