نظمت أكاديمية المملكة المغربية، أمس الثلاثاء بالرباط، محاضرة حول “تجارة العبيد في إفريقيا جنوب الصحراء والنظام الأطلنتيكي”.
وألقت المحاضرة، التي نظمتها أكاديمية المملكة في إطار أنشطتها الثقافية والعلمية المندرجة ضمن مشروع “كنوز الإسلام في إفريقيا من تومبوكتو إلى زنجبار”، والمزمع إقامته من يوم 16 أكتوبر 2019 إلى غاية يوم 25 يناير 2020، الأستاذة الفخرية بجامعة باريس – ديدرو بفرنسا، كاترين كوكري فيدروفيتش.
وتطرقت الأستاذة المحاضرة في مداخلتها، على الخصوص، إلى سياق تطور تجارة العبيد في إفريقيا في النظام الأطلنتيكي، وكذا انعكاساتها على النظام المتوسطي والمحيط الهندي
وأشارت إلى أن القارة الإفريقية، التي تقع في صلب هذه الأنظمة، اضطلعت بدور حيوي، لكون الأقارقة المنحدرين من جنوب الصحراء، كانوا فاعلين في تاريخ الكفاح من أجل مناهضة تجارة العبيد.
وسجلت أيضا أن الأمر لا يتعلق بتحجيم دور الأوروبيين، لكون تجارة العبيد شاعت في كافة المجتمعات، سواء في أوروبا أو أمريكا خاصة جنوب الولايات المتحدة والبرازيل وجزر الأنتيل، دون إغفال إفريقيا نفسها.
وأوضحت الأستاذة كوكري فيدروفيتش أن المصالح التقت بين هذه المناطق، خاصة ما يتعلق بالمنافع المتحصلة من تجارة العبيد، مستعرضة الدور الهام الذي اضطلع به العالم الإسلامي في مناهضة تجارة العبيد في إفريقيا منذ القرنين الثامن والتاسع.
وسجلت أن إفريقيا جنوب الصحراء عرفت تجارة العبيد منذ القدم، غير أن كبريات أسواق النخاسة كانت تتحدد انطلاقا من الطلب الخارجي.
وأكدت أن سوق تجارة العبيد الذي تطور على مر التاريخ لم يكن شأنا أوروبيا صرفا، مستشهدة بالباحث الأنتروبولوجي كلود مياسو الذي أظهر أن المجتمعات القروية شهدت هي الأخرى تفاوتات في الوضع الاجتماعي، حيث كان يتم الحديث منذئذ عن دونية النساء ووجود العبيد.
أما في ما يتعلق بتجارة العبيد المنزليين، فقد أشارت الأستاذة المحاضرة إلى أن عالم الاجتماع الإيفواري هاريس ميميل فوتي أبرز أن تجارة العبيد كانت جزء من التنظيم الاجتماعي لمجتمعات الأنساب في المنطقة السفلى بكوت ديفوار.
وبعد أن استعرضت تعريف مفهوم تجارة العبيد والتحولات والثورات التي شهدتها هذه الممارسة في إفريقيا خلال القرن التاسع عشر فضلا عن أزماتها، شددت على أهمية انكباب الباحثين الجدد في المجال على كشف النقاب عن الوقائع التاريخية.
وأكدت أن العالم المعاصر يدين تجارة العبيدة، معتبرة أن الإقرار بالماضي لا يعني إيجاد الأعذار، بقدر ما يتعلق الأمر بفهم الأسباب التي أدت إليه وما تعين القيام به للقضاء على العبودية وكذا الأحكام المسبقة التي تظل غالبا لصيقة بالمنحدرين من العبيد، سواء في عدد من المجتمعات الإفريقية أو خارجها.
من جهتها، قالت عضو أكاديمية المملكة المغربية، السيدة رحمة بورقية، إن المحاضرة تندرج ضمن سلسلة المحاضرات التي تنظمها الأكاديمية، في إطار انفتاحها على باقي الثقافات والآفاق وخاصة محيطها، المتمثل في الجامعة والطلبة المغاربة.
واستعرضت السيدة بورقية أهمية إعادة قراءة تاريخ إفريقيا وفق مقاربة تاريخية، خاصة إفريقيا جنوب الصحراء، مسجلة أن الأكاديمية تركز جهودها على دراسة القضايا المرتبطة بالقارة الإفريقية، ومن ثم سلسلة الأنشطة المخصصة للقارة التي تظهر أهميتها والتي يشارك فيها أكاديميون بارزون.
يذكر أن المحاضرة المندرجة في إطار الأنشطة الثقافية والعلمية لأكاديمية المملكة المغربية، المندرجة ضمن مشروع “كنوز الإسلام في إفريقيا من تومبوكتو إلى زنجبار”، والمزمع إقامته من يوم 16 أكتوبر 2019 إلى غاية يوم 25 يناير 2020، تروم تحسيس العموم بأهم القضايا التاريخية والراهنة المتعلقة بظهور الإسلام في إفريقيا.
و.م.ع
التعليقات مغلقة.