رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب: “المنتدى الصيدلاني الدولي”.. موعد سنوي لتعزيز العلاقات المهنية وتوحيد التشريعات
اعتبر حمزة اكديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب، أن المنتدى الصيدلاني الدولي، هو موعد سنوي لمكونات المهنة من اجل تبادل المعرفة والخبرات ، وتعزيز علاقاتهم المهنية وتوحيد التشريعات في هذا المجال.
وبعد أن سلط الضوء على العلاقات الممتازة بين المملكة والعديد من البلدان الإفريقية، أبرز السيد كديرة أمس الجمعة في كلمة خلال افتتاح الدورة ال 20 للمنتدى، التزام المغرب بتطوير وتعزيز التعاون جنوب – الجنوب، تماشيا مع التوجهات السامية لصاحب الجلاة الملك محمد السادس ، لا سيما في مجال الصحة، بشكل عام، والصيدلية، بشكل خاص.
وفي هذا السياق ذكر بأن أهم صادرات المغرب من الأدوية موجهة إلى إفريقيا ، مشيرا إلى أن عددا من المختبرات المغربية اختارت الاستثمار بالقارة الإفريقية.
وفي معرض تطرقه لمسألة انخفاض أسعار الأدوية على المستوى الوطني ، أشار السيد اكديرة الى أن هذا الانخفاض الذي شمل أكثر من 3000 نوع من الأدوية من أصل 6500 الموجودة ، أدى إلى انخفاض بنسبة 30 إلى 50 في المائة من النشاط الصيدلاني، موضحا أن 2 الى 3 صيدليات تغلق كل أسبوع ، أي أن ثلث الصيدليات البالغ عددها حوالي 12000 صيدلية تكون معنية.
وأشار إلى أن رئيس الحكومة ووزير الصحة عقدا اجتماعات مع ممثلي الهيئات المهنية، والتي عبر خلالها الجهاز التنفيذي عن وعيه بحالة القطاع والتزامه بالبحث عن الحلول المناسبة.
من جانبه ، قال الأمين الدائم للمنتدى الدولي للصيادلة ، الدكتور كريستوف أمبوام ، أن المنتدى ومنذ تأسيسه قبل 20 عاما ،ضم صيادلة من جميع التخصصات لتبادل المعرفة اللازمة لممارسة مهنتهم، وتوحيد جهودهم ، وكذا مناقشة القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية في مجال الصحة.
وقال، إن المنتدى هو “بمثابة منصة للتدريب وتبادل المعلومات والتشاور وإطلاق المبادرات الحرة الجيدة بين الأفارقة” وجمع الصيادلة من مختلف البلدان ، موضحا أن المنتدى تهيكل خلال العقدين الأخيرين بالانتقال من قطبين إلى ثلاثة أقطاب (افريقيا الوسطى ، والغربية والمغرب العربي).
ونوه بتحقيق المنتدى للعديد من أهدافه، مشيرا الى أن ال 20 سنة المقبلة للمنتدى ستكون أفضل من خلال إجراء بعض الإصلاحات المؤسسية الضرورية كالانفتاح على المجال الأنكلوفوني والتوسع الشرق الافريقي والجنوب افريقي، لتلتئم افريقيا الصيدلانية حول الأخلاقيات والممارسات المهنية الجيدة لما فيه مصلحة الساكنة ، التي تعاني من نفس المشاكل مهما كانت لغتهم أو المنطقة التي تنتمي إليها.
من جهته سجل رئيس نقابة الصيادلة الأفارقة ، الدكتور لطفي بن باحمد ، أن هذه الهيئة المهنية تهدف إلى تقريب الصيادلة من مختلف التخصصات والتعاون النشط مع السلطات العمومية من أجل، بالخصوص، تعزيز أخلاقيات المهنة ، وتأهيل وتوحيد الأطر التشريعية والتنظيمية، والحفاظ على الممارسات الجيدة ، ومراقبة الجودة والاعتماد، وتحسين الولوجية عبر تغطية طبية شاملة ، ومكافحة الأدوية المزورة ومحاربة التهريب العابر للحدود.
وسجل أهمية تحرر أنظمة الرعاية الصحية، أكثر من أي وقت مضى، من جماعات الضغط التي تقلل من دور الصيدلي من خلال حسابات سياسية ضيقة على حساب ميزانيات الصحة العامة التي لا تتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية.
واستنتج أن قطاع الصيدلة يجب أن يواجه تحديا مزدوجا يتعلق بالعمل على حماية صحة الساكنة، والعمل على أن يكون عاملا للتنمية ومحركا للنمو الاقتصادي بالقارة ، مبرزا أن هذا المنتدى وعبر توصياته، يلعب دورا، لا يمكن إنكاره، في تعزيز صناعة أدوية مندمجة ، ودعم إحداث وكالة إفريقية للمنتجات الصيدلانية والتي ستسمح بتوحيد التشريعات الضرورية لإحداث المنطقة الحرة التي يدعو لها الاتحاد الأفريقي.
من جانبها ، أصرت رئيسة اتحاد نقابة الصيادلة الأفارقة ، السيدة خادي سيسي ، على ضرورة أن يتميز الفعل الصيدلاني بالجودة والأمان العاليين ، مشيرة كذلك الى أن عمليات تزوير الأدوية، التي يزداد حجمها باستمرار، تفسر بأن تجارة الأدوية المزيفة تربح من يمارسها 20 مرة أكثر من تجارة المخدرات، وأن بيعها عبر الإنترنت يؤدي أيضا إلى تفاقم هذه الظاهرة، مؤكدة أن 30 في المائة من الأدوية المباعة عبر شبكة الانترنيت مزورة.
وقالت إن بلدان جنوب الصحراء في طور الإقلاع، تتحمل عبئا ثقيلا من تجارة الأدوية المزورة، اعتبارا، أولا، لزيادة النفقات الصحية، وثانيا، لتزايد الأمراض المزمنة الناجمة عنها بشكل خاص، مؤكدة أن انخراط الجميع وكذا بفضل التعاون الدولي والإرادة السياسية للحكومات، بشكل خاص، يمكن إيجاد حل مبكر لهذه الإشكالية.
من جهته أكد رئيس الجمعية الإفريقية لمركزيات شراء الأدوية الأساسية، البروفيسور أنجي ديزيريه يابي ، أن الجمعية ، التي تضم حاليا 22 مركزية من جميع أنحاء القارة، تسعى للمساهمة في تحسين وفرة الأدوية، وكذا ولوجية شعوب القارة الافريقية للأدوية الأساسية والجيدة وفقا لأهداف التنمية المستدامة الثالثة والثامنة.
وسجل السيد يابي أن متانة وأداء سلاسل التزويد أمر بالغ الأهمية ، مشيرا إلى أن هذه المتانة وهذا الأداء مرتبطان بتضافر عدة عوامل ، لا سيما منها، إحداث آليات وأدوات تضمن للمركزيات الشرائية توحيد وتنسيق التدخلات ، ووضع ميكانيزمات لتركيز المعلومات اللوجستية مصحوبة بتركيب أنظمة التتبع المناسبة.
ح/م
التعليقات مغلقة.