حذر تقرير للأمم المتحدة حول أهداف التنمية المستدامة من أن آثار تغير المناخ وزيادة عدم المساواة بين البلدان وداخلها تقوض التقدم المحرز في تنفيذ خطة التنمية المستدامة، مما يهدد بعكس مسار العديد من المكاسب التي تحققت خلال العقود الماضية.
ويستند التقرير الذي تم إطلاقه أمس الثلاثاء بنيويورك، على هامش افتتاح منتدى الأمم المتحدة السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة، إلى أحدث البيانات المتاحة ويشكل حجر الزاوية في قياس التقدم المحرز وتحديد الثغرات في تنفيذ جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
ويشير التقرير إلى أنه، بعد أربع سنوات من اعتماد أهداف التنمية المستدامة التي تمثل مخططا عالميا لجعل كوكب الأرض أكثر عدلا وأفضل صحة، تم إحراز تقدم في بعض المجالات، مثل الحد من الفقر المدقع والتحصين على نطاق واسع وخفض معدلات وفيات الأطفال وزيادة إمكانيات حصول الناس على الكهرباء، غير أنه يحذر من أن الاستجابة العالمية لم تكن على قدر كاف من الطموح، مما يجعل أكثر الناس والبلدان ضعفا الأشد معاناة.
ومن بين الخلاصات الرئيسية التي انتهى إليها التقرير، تزايد عدم المساواة بين البلدان وداخلها، مبرزا أن ثلاثة أرباع الأطفال الذين يعانون من التقزم يعيشون في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كما أن معدل الفقر المدقع أعلى ثلاث مرات في المناطق القروية منه في المناطق الحضرية.
ومن المرجح، وفقا للتقرير، أن يتعرض الشباب للبطالة بمعدلات أعلى من تعرض البالغين لها، وأن لا يحصل على معاش تقاعدي بسبب الإعاقة إلا ربع الأشخاص ذوي الإعاقة الشديدة.
وكشف التقرير، أيضا، أن عام 2018 هو الأعلى حرارة من أي وقت مضى، حيث استمر خلال هذه السنة ارتفاع مستويات تركيز ثاني أكسيد الكربون، كما ارتفعت حموضة المحيطات لتزيد بنسبة 26 في المائة عن مستواها قبل الثورة الصناعية، ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 100 إلى 150 في المائة بحلول عام 2100 إذا استمر معدل الزيادة الحالي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأفاد التقرير بأن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع انخفض من 36 في المائة في عام 1990 إلى 6.8 في المائة في عام 2018، غير أنه سجل أن وتيرة الحد من الفقر بدأت في التباطؤ، “حيث يكافح العالم للاستجابة للحرمان المتجذر والصراعات العنيفة والضعف أمام الكوارث الطبيعية. كما عاد معدل الجوع في العالم إلى الارتفاع بعد فترة انخفاض مطول”.
ويشار إلى أن الأمم المتحدة ستستضيف مؤتمري القمة المعنيين بأهداف التنمية المستدامة وبالعمل المتعلق بالمناخ، وكذلك اجتماعات هامة أخرى خلال الأسبوع الرفيع المستوى من الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة في شتنبر القادم، وذلك بغية “وضع العالم مجددا على المسار الصحيح، والبدء بعقد من التنفيذ لصالح الإنسان والكوكب”.
و.م.ع
التعليقات مغلقة.