أحمد عبادي : تملك الحق في بيئة سليمة يقتضي إشراك المؤسسات التربوية والدينة والثقافية | حدث كم

أحمد عبادي : تملك الحق في بيئة سليمة يقتضي إشراك المؤسسات التربوية والدينة والثقافية

02/09/2016

أكد السيد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، أن الحق في بيئة سليمة من الحقوق التضامنية التي تربط بين البعد الحقوقي وبعد القيام بالواجب، والتي تقتضي إشراك المؤسسات التربوية والدينة والثقافية واعتماد مقاربات متعددة الأبعاد والمداخل.
وقال السيد عبادي، في مداخلة خلال ندوة دولية تحضيرية لقمة المناخ “كوب 22” المقبلة بمراكش، تحتضنها العاصمة الأرجنتينية ببنوينوس آيرس حاليا، إن الحفاظ على البيئة لا يمكن أن يعتبر هدفا عقليا فحسب، بل هدف وجداني ايضا يقتضي أن يستشعر الانسان أن عليه ان يحافظ على البيئة، ومن هنا فإن المدخلين الثقافي والديني أصبحا يعتبران من المداخل الرئيسة في هذا المجال.
وشدد على ضرورة إعطاء المؤسسات التربوية والدينة والثقافية دورها اللازم من أجل المساهمة في تمكين الأشخاص من تملك الحق في بيئة سليمة، الذي أضحى من الأولويات بالنسبة للجنس البشري بحكم أن كوكب الأرض مسكن مشترك يتحمل الجميع مسؤولية الحفاظ عليه.
وأشار الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب إلى عدد من المهارات التي ينبغي بناؤها لدى الناشئة، ولدى سكان كوكب الأرض على العموم، وفي مقدمتها مهارة اليقظة، التي تعني أن يعي الناس انهم بالفعل يعيشون فوق كوكب بات مهددا بالاحتباس الحراري وبعسر العيش، معتبرا أن هذه المهارة تتأتى بطريقة عقلية وضمائرية وجدانية في الآن ذاته ويتعين بناؤها بكيفية مؤسسة وعلمية.
واضاف ان من بين هذه المهارات أيضا إحياء الأبعاد المرتبطة بالتضامن والتعاون بين بني البشر، وكذا استبانة الأدوار والمبادرات التي ينبغي ان يقوم بها كل من جانبه وانطلاقا من حضارته وثقافته ودينه للوصول إلى الأهداف المسطرة، فضلا عن مهارة القدرة على قول “لا” لهذا الاستهلاك الذي اصبح يزداد ويتفاقم يوما بعد آخر، ومهارة التغلب على الخوف الذي أصبح يطبع علاقة البشر بعضهم وعلاقتهم مع الطبيعة، معتبرا أن هذا الخوف هو الذي دفع إلى جملة من ردود الأفعال المفضية إلى التدمير الذاتي.
وذكر السيد العبادي بعدد من المشاريع التي اطلقها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال البيئة والطاقات النظيفة ، لاسيما مشروع “نور” بورزازات، الذي يعد من أكبر المشاريع في مجال الطاقات البديلة في العالم ، والذي يعكس وعيا استباقيا عميقا وعمليا بالتحديات المطروحة.
يشار إلى أن هذه الندوة هي الأولى ضمن ندوتين دوليتين تحضيريتين لقمة المناخ التي ستستضيفها مدينة مراكش في نونبر المقبل، افتتحت اشغالهما امس الخميس ببوينوس أيرس، وذلك بمشاركة مغربية.
ويتكون الوفد المغربي المشارك في هذين اللقاءين، اللذين ستتواصل أشغالهما إلى غاية يوم سادس شتنبر الجاري، من السيد نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، واللجنة العلمية لمؤتمر (كوب 22)، والسيدة عائشة حدو، رئيسة “مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان”، والسيد محمد الشارف، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بأكادي، فضلا عن السيد عبادي.
ومن المنتظر ان تتوج أشغال الندوتين المنظمتين بمبادرة من (المركز الدولي للنهوض بحقوق الإنسان- الأرجنتين)، وبدعم من الحكومة الأرجنتينية، بمشاركة العديد من الخبراء الدوليين، بإعداد وثيقة يرتقب عرضها خلال قمة “كوب 22” التي سيحتضنها المغرب.

 

ماب/حدث كم

التعليقات مغلقة.