عبد السلام الصديقي : استراتيجية المغرب في مجال إنعاش التشغيل تستحضر البعد الترابي كفضاء لتعبئة مختلف الفاعلين وضمان تكامل الجهود – حدث كم

عبد السلام الصديقي : استراتيجية المغرب في مجال إنعاش التشغيل تستحضر البعد الترابي كفضاء لتعبئة مختلف الفاعلين وضمان تكامل الجهود

قال وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية السيد عبد السلام الصديقي ،اليوم الأربعاء بطنجة ، إن استراتيجية المغرب في مجال إنعاش التشغيل تستحضر البعد الترابي كفضاء لتعبئة مختلف الفاعلين وضمان تكامل الجهود.
وأوضح السيد الصديقي ،في كلمة له خلال افتتاح فعاليات الملتقى الجهوي الأول حول التشغيل بجهة طنجة تطوان الحسيمة ، أن هذه الاستراتيجية تركز على البعد الترابي وعلى تناغم جهود مختلف الفاعلين من أجل ضمان تكامل حقيقي في مجال إنعاش التشغيل ،بما يتطلبه ذلك من توضيح الأدوار وتقسيم المسؤوليات وتحديد مصادر وآليات تمويل الإجراءات المحلية للتشغيل ،بالإضافة إلى دعم قدرات الفاعلين المحليين .
واعتبر الوزير أن إشكالية التشغيل تستدعي المزيد من الجهود وتبني مقاربة تتسم بالواقعية والجرأة والتجديد والابتكار في تقديم ووضع الاقتراحات ،وتأخذ كذلك بعين الاعتبار خصوصيات كل مجال ترابي على حدة ،مضيفا أنه وانسجاما مع هذا التوجه سهرت وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية على بلورة الاستراتيجية الوطنية من أجل التشغيل في أفق 2025 بهدف إنعاش العمل اللائق وتشجيع التشغيل المنتج كما وكيفا.
وأكد أن هذه الاستراتيجية تعتمد على مقاربة شمولية تضع التشغيل في صلب السياسات الاقتصادية والاجتماعية ،وتشرك كل المتدخلين الاقتصاديين والاجتماعيين على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية ،من خلال إطار مؤسساتي للتنسيق بين مختلف المبادرات ،التي تستهدف خلق فرص التشغيل وتوفير الكفاءات الضرورية لمواكبة دينامية الاستراتيجيات القطاعية وتطور المهن العالمية الجديدة .
واعتبر الوزير بمناسبة تنظيم هذا الملتقى من قبل مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة بشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ووزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية ،أن التشغيل عامة يعتبر إحدى الإشكاليات الكبرى التي تواجهها كل بلدان العالم ،خاصة وأن التشغيل يشكل المحور الرئيسي لاندماج الأفراد داخل المجتمع .
وأبرز السيد الصديقي في هذا السياق، أن المغرب يبذل جهودا كبيرة على مختلف المستويات بهدف التصدي للبطالة والحد من آثارها ،وذلك من خلال تحسين مناخ الأعمال بإقرار مجموعة من الإصلاحات التشريعية ومصاحبة الاستثمارات الوطنية والأجنبية المنتجة لمناصب الشغل ، إلى جانب فتح مجموعة من الأوراش الكبرى في ميدان التهيئة الترابية وتحديث البنيات التحتية وطرق ووسائل الاتصال والمواصلات ،مما ساهم في خلق حركية غير مسبوقة لولوج الفئات الشابة إلى عالم الاستثمار والتوجه نحو خلق أقطاب جهوية جديدة للتنمية واستقرار معدل البطالة وطنيا ما بين 9 و10 بالمائة

وبخصوص الدينامية الاقتصادية لجهة طنجة تطوان الحسيمة وفرص التشغيل بالمنطقة ،أشار الوزير إلى أن الجهة تشهد دينامية هامة تتجسد في بلوغ وتيرة تطور التشغيل نسبة 3 بالمائة كمعدل سنوي على مدى العشر سنوات الأخيرة مقابل نسبة 3ر1 بالمائة على الصعيد الوطني ،وتسجيل القطاع الاقتصادي دينامية خاصة لاسيما القطاع الصناعي الذي يشغل 121 ألف و700 أجير وعرف نموا بنسبة 4 بالمائة كمعدل سنوي بين 2010 و2014 . كما يعتبر قطاع النسيج والألبسة المشغل الرئيسي بالجهة ب47 بالمائة من السكان النشيطين العاملين في القطاع الصناعي ، في حين يعد قطاع صناعة السيارات محركا اقتصاديا واعدا بالنظر لعدد مناصب الشغل المحدثة ،والتي تضاعفت بعشر مرات خلال السنوات الأربع الأخيرة .
ورأى الوزير أنه ورغم هذه الدينامية الاقتصادية ،فإن سوق الشغل الجهوي يعرف تباينا كبيرا بين العرض والطلب في مجال التشغيل وكذا بين النمو الديموغرافي وفرص التشغيل بالوسطين الحضري والقروي وارتفاع معدلات بطالة الشباب وحاملي الشهادات ،وكذا تدني مستوى التأهيل وضعف جودة الشغل .
ولمواجهة هذا التحدي ،أكد السيد الصديقي على ضرورة إصلاح منظومة التربية والتكوين ،وبلورة مخطط جهوي للتشغيل مكمل للبرامج الوطنية على المدى المتوسط ينطلق من تشخيص دقيق لسوق الشغل ويطرح حلولا مناسبة لإشكاليات التشغيل الخاصة بالجهة ،وكذا وضع جهاز جهوي للتشغيل على المدى القصير يعمل على تشجيع إدماج الباحثين عن العمل في سوق الشغل .
كما أكد الوزير على ضرورة تبني ووضع تكوينات تحضيرية للولوج إلى العمل المأجور ودعم إدماج الباحثين عن عمل في إطار جمعيات ،ودعم إدماج حاملي الشهادات في المهن الحرة بواسطة تكوينات تحضيرية للتشغيل ،ودعم مشاريع التشغيل الذاتي عبر القروض والإعانات لإطلاق المشاريع ،ودعم تنقل الباحثين عن العمل البعيدين جغرافيا عن أحواض التشغيل عبر منح إعانة لتغطية نفقات التنقل .
وخلص الوزير إلى أنه من شأن هذه الإجراءات أن تساهم في تدعيم واستكمال ديناميات التشغيل ،التي انطلقت مع المشاريع التي عرفتها قطاعات الصناعة والخدمات اللوجستية والسياحة والإسكان والفلاحة والصيد البحري ،وذلك موازاة مع مجموعة من مبادرات عروض خدمات القرب وإنعاش الرأسمال البشري وقابلية التشغيل.

حدث كم/ماب

 

التعليقات مغلقة.