أكد رئيس كوب 22 ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد صلاح الدين مزوار، أن الأفارقة مطالبون بألا يظلوا مجرد متفرجين بل فاعلين في التغيير الذي تتيحه فرصة تنظيم مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) الذي سينعقد بمراكش، على أرض افريقية.
وقال السيد مزوار في استقباله، أمس الأربعاء، لوفد من الصحافيين الافارقة يزور المغرب، “يتعين أن نكون فاعلين في التغيير وأن نفرض ذواتنا في ساحة الأمم بشأن ما يتعلق برهانات المناخ”.
واعتبر أن “قضية البيئة تهم القارة لكنها أيضا ترهن مستقبلها”، مسجلا أن الارقام والتوقعات ناطقة في حد ذاتها من حيث إنذار المجتمعات المدنية حول الرهانات البيئية التي تواجهها القارة.
وأكد الوزير أن المغرب مصمم على جعل كوب 22 موعدا لافريقيا والدول الأكثر هشاشة تجاه التغيرات المناخية، داعيا الاعلاميين الافارقة الى أن يصبحوا فاعلين في توعية المواطنين والمجتمع المدني بافريقيا، حتى لا يكون المؤتمر شأن الخبراء والمتخصصين فقط.
وأبرز في هذا السياق أن المبادرات التي يود المغرب اتخاذها هي تلك التي تتحدث الى الأفارقة والقابلة منها للتطبيق وفقا لتطلعات كوب 22، وهي “العمل والملموس”.
وقال ان “لدينا اليوم فكرة واضحة بما يكفي بشأن أولويات القارة”، مشيرا الى اعادة تنظيم المدن لمواجهة رهان الهجرات الحضرية ومكافحة التصحر الذي يهدد 60 في المائة من الأراضي القابلة للتشجير والأمن الغذائي، وهي معادلة أساسية تستلزم عملا مشتركا.
وأضاف أنه يتعين بالتالي طرح مواضيع مهمة من قبيل التمويل وتقوية القدرات وإدماج المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات المحلية والجهوية بغية تسريع تنفيذ قرارات مؤتمر كوب 21 في بلدانها، فضلا عن المساهمات المحددة للدول على المستوى الوطني.
وخلال هذا النقاش، تطرق الوزير أيضا إلى تحدي تدبير المشاركة الكبيرة في هذه التظاهرة الكونية، مشيرا إلى أن المنظمين يتوقعون مشاركة “كمية وكيفية تقدر ب 20 ألف شخص”.
وقال “ندرك أنه بعد اتفاق باريس، سيكون هناك اهتمام متنامي وتغير في الوعي”، مؤكدا أن المغرب اتخذ كافة الإجراءات اللازمة وأطلع الدول حول كافة الجوانب اللوجستيكية من أجل تيسير إقامة ومشاركة الوفود.
وفي معرض جوابه على إعلان المغرب عودته إلى الاتحاد الإفريقي، أكد الوزير أن المملكة لم تغادر يوما إفريقيا، موضحا بالقول إن المغرب غادر مؤسسة خلقت “وضعا شاذا في تاريخ القارة. فالاعتراف بحركة كدولة بدون تراب ولا سكان شكل أكبر خرق لقواعد مؤسسة قارية”، مؤكدا أن المغرب حافظ على الدوام على علاقات جيدة مع الدول الشقيقية.
وقال “قررنا العودة للمؤسسة الإفريقية لأن رهانات إفريقيا اليوم ستكون حاسمة غدا”، مذكرا بأن أغلبية الدول الإفريقية والدول الصديقة ألحت على عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، معتبرة أنه يمكنه أن يقدم الكثير لهذه المؤسسة.
وبخصوص قضية الصحراء، ذكر السيد مزوار بأن المقترح الوحيد المطروح على طاولة المفاوضات هو مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 ووصفه المجتمع الدولي بالجدي وذي المصداقية.
وشدد، في هذا الصدد، على أنه “يتعين على الاتحاد الإفريقي التحلي بالحياد إن هو أراد المساهمة في تسوية هذا المشكل”، من خلال دعم مقاربة ووساطة الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل مقبول من كافة الأطراف “والذي لا يمكن إلا أن يكون الحكم الذاتي المتقدم”.
وردا على سؤال حول مدى تأثير غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي على علاقاته مع الدول الإفريقية، أكد الوزير أن الغياب “قلص من كثافة علاقاته مع بعض الدول”.
وقال إن هناك جيل جديد من القادة الأفارقة، الذين ورثوا هذا المشكل ويأملون في ألا تبقى الأجواء “مسممة” بسبب هذه القضية، وينظرون بشكل إيجابي للمغرب كبلد متميز تمكن من إرساء نموذج للتنمية فعال ومجتمع متسامح ومنفتح.
وأضاف أن إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتطوير شراكة جنوب جنوب مهيكلة ومنظمة وجدت لها صدى قويا لدى غالبية قادة القارة المقتنعين بكون المقاربة المغربية جديرة بالاهتمام والاعتبار.
وستتيح زيارة الوفد الإعلامي الافريقي للمغرب، بدعوة من لجنة الإشراف على (كوب 22)، لـ55 صحافيا، يمثلون منابر إعلامية من 28 بلدا، إمكانية الوقوف على الرهانات المرتبطة بمكافحة التغيرات المناخية وحيثيات تنظيم مؤتمر كوب 22.
حدث كم/و.م.ع
التعليقات مغلقة.