دعا المشاركون في لقاء نظم اليوم الاثنين بالرباط إلى الرفع من درجة الوعي لدى مختلف الفاعلين وإلى تعزيز الجهود من أجل النهوض بالطفولة المبكرة.
وأبرز المشاركون خلال هذا اللقاء المنظم بمناسبة اختتام الحملة الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة التي استمرت من 21 أكتوبر إلى 4 نونبر، أن هذا الموضوع يكتسي أهمية بالغة باعتبار الطفولة المبكرة مرحلة حاسمة في نمو الفرد وتطوره وضمان مستقبل واعد له.
وأكد والي جهة الرباط-سلا-القنيطرة، عامل عمالة الرباط، محمد اليعقوبي، خلال هذا اللقاء الذي نظم حول موضوع “تنمية الطفولة المبكرة”، أن هذه التنمية تمثل رافعة أساسية لمعالجة التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية والمجالية، وذلك عبر توفير الرعاية الصحية الكافية والتغذية الجيدة والبيئة الملائمة للتعلم.
وسلط السيد الوالي، في كلمة تلاها بالنيابة عنه الكاتب العام لعمالة الرباط محمد الورادي، الضوء على مجموعة من الإنجازات المرتبطة بتنمية الطفولة المبكرة، تشمل العمل على تعميم التلقيح ضد الأمراض التي تصيب الأطفال وتحسين تغذيتهم وتقليص معدلات الوفيات لدى الأمهات والأطفال.
وشدد السيد اليعقوبي، في المقابل، على أن العجز لا يزال قائما على الرغم من المجهودات المبذولة، وهو ما يتجلى بالأساس في الفوارق الكبيرة المسجلة بين المناطق القروية والحضرية، مشيرا إلى أن معدل الوفيات لدى الأمهات على المستوى الوطني يبلغ 72 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية.
ولفت في هذا الصدد إلى مجموعة من المشاريع والتدابير التي قامت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بهدف تعزيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، تتمثل على الخصوص في تعميم تعليم أولي ذي جودة في العالم القروي.
وأشار في هذا السياق إلى أنه سيتم بناء وتأهيل أكثر من 15 ألف وحدة للتعليم الأولي في أفق سنة 2023.
وأضاف السيد اليعقوبي أن المؤسسات الصحية زودت بالمعدات الطبية وشبه الطبية، مع تنظيم حملات توعوية للإحاطة بموضوع تنمية الطفولة المبكرة والمساهمة في تغيير السلوكيات.
من جهته، اعتبر محمد بلكبير الشارفي رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الرباط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن تنظيم هذا اللقاء يأتي تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في الرسالة التي وجهت إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الأولى للتنمية البشرية، من أجل النهوض بالرأسمال البشري.
وأضاف أن تثمين الرأسمال البشري يمر عبر الرعاية والاهتمام بالأجيال الصاعدة وعلى وجه الخصوص الطفولة المبكرة، داعيا إلى التعبئة والتحسيس براهنية هذا الموضوع من أجل تحقيق نتائج جيدة وتمكين هذه الفئة من شروط النجاح والمساهمة في بناء المجتمع.
وأكد المشاركون في هذا اللقاء على أن تنمية الطفولة المبكرة تمر عبر سلوكيات مؤثرة، مثل التتبع الطبي والتغذية الجيدة للمرأة الحامل وتشجيع الرضاعة الطبيعية، وتوفير التغذية الجيدة للطفل والعمل على انفتاحه وصقل مواهبه وإدماج الآباء في العملية التربوية.
وعرف هذا اللقاء حضور مجموعة من الأطراف المعنية من سلطات عمومية ومنتخبين ونسيج جمعوي وممثلين عن القطاع الخاص وخبراء في المجال، بغية تحفيزهم على الانخراط في هذه الرؤية.
ومع
التعليقات مغلقة.