انتخاب السيد بودرا رئيسا للمنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة تعبير عن الالتزام الثابت للمغرب لصالح التنمية المحلية – حدث كم

انتخاب السيد بودرا رئيسا للمنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة تعبير عن الالتزام الثابت للمغرب لصالح التنمية المحلية

عبد الغني عويفية /ومع/ : يشكل انتخاب السيد محمد بودرا، عمدة مدينة الحسيمة، أمس الجمعة بدوربان على رأس المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة تعبيرا عن الالتزام الثابت للمملكة لصالح التنمية المحلية في مختلف أبعادها على الخصوص الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولا سيما في منطقة الريف.
ويتعلق الأمر بتطور يكتسي أهمية ذات رمزية قوية لأنه يبرز الخطوات الهامة التي قطعها المغرب تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مسار تعزيز الديمقراطية المحلية وتفعيل الجهوية المتقدمة كخيار استراتيجي يرمي الى تمكين آليات التدبير الترابي وتعزيز الحكامة المحلية من مختلف فرص النجاح.
وفضلا عن ذلك، يعطي انتخاب السيد بودرة، وهو قيادي محلي بمنطقة الريف، المزيد من الرمزية لهذه الفعالية، إذ أن هذا الانتخاب يجسد وجاهة الجهود التي ما فتئ المغرب يبذلها من أجل ضمان تنمية مختلف جهاته على الخصوص الريف ومدينة الحسيمة.
وبالفعل، لقد استفادت هذه المنطقة، طيلة العقدين الماضيين، من اهتمام ورعاية فائقة يقومان على رؤية من أعلى هرم الدولة ترمي إلى جعل الريف، قطب التنمية الحضرية والقروية، مندمجا اندماجا أمثل في النسيج الاقتصادي الوطني. إنها رؤية في مستوى المؤهلات البشرية والاقتصادية والثقافية للمنطقة.
وعلى هذا الصدد، فإن انتخاب السيد بودرا على رأس المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة بمثابة تجسيد لنجاح هذه السياسية التي فسحت المجال الملائم لبروز نخبة محلية قادرة ليس فقط على الالتزام على مستوى تدبير الجهة وإنما الاشتغال على الصعيد الدولي لتولي مقاليد منظمات عالمية ذات أهمية كبرى كالمنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة.
وفي مدينة الحسيمة أعد السيد بودرا العدة وراكم خبرة كبيرة في تدبير الشأن المحلي قبل خوض السباق لتولي رئاسة المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة. وقد تمكن من حسم السباق لصالحه أمام منافسين أقوياء من بينهم الروسي إيلسور ميتشين، عمدة مدينة قازان.
وستقدم التجربة التي راكمها السيد بودرا، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، بالتأكيد مساهمة هامة لصالح المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة، التي ستغني نفسها بخبرة “صنعت بالمغرب“.
وقد شدد الرئيس الأسبق للمنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة، الجنوب افريقي باركس تو، على أن انتخاب السيد بودرا للمنصب المذكور يشكل اعترافا بالقدرات والكفاءات المغربية.
إن انتخاب رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات لهذا المنصب الجديد سيعزز من دون شك جهود المغرب في ما يتعلق بتنمية منطقة الريف ومدينة الحسيمة.
وللمنطقة الحق في الاعتزاز بالمشاريع التنموية التي أطلقت، طبقا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى جعل الحسيمة ومنطقتها واجهة حقيقية تعكس صورة مملكة تتقدم بخطوات واثقة على درب الازدهار.
ولابد من الإشارة إلى أن برنامج “الحسيمة، منارة المتوسط ” يفرض نفسه كاستراتيجية رائدة تبين بجلاء هذه الرؤية الملكية النبيلة في أهدافها والوجهية في تصوراتها.
ويتواصل هذا البرنامج التنموي الضخم، الذي يشمل كل المجالات، على إيقاع دينامية نشيطة تتحرك بثبات نحو تحقيق الأهداف المرسومة ضمن الآجال المحددة.
وتحظى خارطة الطريق هذه بضمان متابعة صارمة حيث لا مجال للمصادفة، وتشمل جميع مجالات البنية التحتية لقطاعات كالبيئة والصحة والتعليم والفلاحة والثقافة على سبيل المثال لا الحصر.
ويتم دعم هذه الجهود من خلال التعبئة المستمرة لجميع الجهات الفاعلة من خلال زيارات ميدانية يقوم بها رؤساء الإدارات المركزية والجهوية للاضطلاع على التقدم المحرز في جميع البرامج القطاعية تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، وذلك بهدف اتخاذ التدابير اللازمة لتحسين الحكامة الإدارية والترابية، والتفاعل الإيجابي مع المطالب المشروعة للمواطنين في إطار احترام القوانين السارية وقواعد دولة القانون.
إن النظرة الشمولية، التي تؤطر جهود التنمية بالحسيمة وجهتها، تجد في انتخاب أحد أبناء الريف على رأس منظمة عالمية تعنى بالتنمية المحلية تألقا دوليا يعزز إشعاع مغرب يستمد قوته من هذا المعين الذي لا ينضب من الثقة في قيمه الضاربة في عمق التاريخ حيث يبقى التضامن حجر الأساس.

التعليقات مغلقة.