انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول لمهنيي المالية التشاركية بالدار البيضاء | حدث كم

انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول لمهنيي المالية التشاركية بالدار البيضاء

14/12/2016

انطلقت، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، فعاليات المؤتمر الدولي الأول لمهنيي المالية التشاركية، وذلك بمشاركة مسؤولين ومستشارين وخبراء من داخل المغرب وخارجه. 
ويروم هذا المؤتمر، الذي تنظمه مؤسسة (فينانس آنستيتوت) على مدى يومين في موضوع “وظائف التمويل في مواجهة خصوصيات مهن المالية التشاركية”، مناقشة جملة من القضايا التي تخص عمل المؤسسات البنكية والمالية التشاركية، والتحديات والصعوبات التي تعوق تنمية أنشطتها، ودورها في تحريك عجلة الاقتصاد وتوسيع شريحة المستفيدين من العمليات البنكية. 
وفي هذا الصدد، أوضح مدير عام المؤتمر رشيد المعطاوي أن لقاء من هذا الحجم يمكن أن يسهم، بشكل كبير، في تحقيق تواصل فعال بين المهنيين المغاربة ونظرائهم الأجانب لتحسين خبرة الفاعلين المحليين في مجال حكامة الأبناك التشاركية وآليات تنمية أنشطتها وتنويع منتجاتها، وضمان انطلاقة ناجحة للتجربة المغربية في هذا المجال. 
وأضاف أن الطابع العملي لهذا المؤتمر فرض انتقاء جدول أشغال يقوم على ورشات عمل تضم مسؤولين بنكيين وخبراء ماليين، لتقاسم الخبرة مع المشاركين، وتعريفهم بشروط إنجاح عمل الأبناك التشاركية على المستويات القانونية والتشريعية والتنظيمية، إلى جانب إبراز أسس الحكامة المالية الجيدة. 
وتم خلال الجلسة الأولى من أشغال هذا المؤتمر استعراض تجارب بعض بلدان المغرب العربي في مجال المالية التشاركية، مع إبراز السياقات القانونية التي رافقت ظهورها، وأبرز التحديات التي واجهتها في بداية اشتغالها، ومدى قدرتها على مواجهة المنافسة داخل سوق مالية يهيمن عليها النظام المالي التعاقدي. 
وفي هذا السياق قدم المدير العام لبنك الزيتونة التونسي، عز الدين خوجة، ورقة تحدث فيها عن الظروف التي طبعت تأسيس هذا البنك سنة 2010، وأهم الصعوبات القانونية التي اعترضت مسار هذه المؤسسة المالية التشاركية خاصة على المستوى الجبائي، مبرزا، في الآن ذاته، الاستراتجية التي اعتمدها البنك لتوسيع أنشطته حيث أصبح اليوم يتوفر على 103 فرعا عبر التراب التونسي، إلى جانب تأسيس مؤسسة للتمويلات الصغرى، وإصدار صكوك الزيتونة على شكل سندات. 
من جهته، أبرز مدير عام بنك السلام بالجزائر، ناصر حيدر، معطيات تخص نشأة الأبناك التشاركية بالجزائر من خلال تجربة بنك البركة، برأسمال سعودي (1990)، في أول تجربة تعرفها الجزائر من حيث فتح المجال البنكي أمام مستثمرين خواص ومن خارج البلاد، مشيرا إلى مجموعة من القواعد الأساسية التي ينبغي أن تحتكم إليها هذه المؤسسات من أجل ترشيد حكامتها الداخلية. 
وفي عرض مماثل تطرق محمد بن عثمان، المدير العام للبنك الإسلامي للتنمية بموريتانيا، إلى خصوصيات التجربة المحلية بهذا البلد في مجال التمويلات التشاركية، مشيرا إلى أن هذا البلد المغاربي يضم أربعة أبناك تشاركية في انتظار فتح بنكين آخرين خلال العام المقبل، ومؤكدا أن المؤسسات المالية التشاركية، وإن اختلفت سياقات النشأة والتأسيس، فهي تكاد تواجه التحديات نفسها، لاسيما في ما يتعلق بالإطار القانوني والتنظيمي، والسيولة المالية والتأمين على الخدمات والأنظمة الجبائية. 
وخلص هؤلاء المتدخلون إلى أنه مع اختلاف التجارب المحلية لكل بلد، فإنه من المؤكد أن تنمية أنشطة التمويلات البديلة، وتعزيز تنافسية الأبناك التشاركية يتطلب العمل، من خلال التسريع بتوفير الإطار القانوني والجبائي الملائم لخصوصيات اشتغال هذه المؤسسات، على كسب رهان الوقت والاستفادة من التجارب العالمية المتوفرة، للتأسيس لتجربة مغاربية رائدة على المستويين القاري والدولي. 
ويتضمن جدول أعمال هذا المؤتمر عقد ورشات عمل تهم “الأبناك التشاركية والشريعة”، و”تدبير المخاطر”، و”تنمية المنتجات والخدمات التجارية” و”بنية شركات التكافل” و”الرأسمال البشري ورهانات التأسيس”، و”حكامة المؤسسات المالية التشاركية”. 
كما سيتم خلال هذا المؤتمر، الذي اختار بنك الزيتونة التونسي ليكون ضيف شرف هذه الدورة، منح جوائز لأفضل المبادرات في مجال المالية التشاركية. 
حدث كم/ماب

التعليقات مغلقة.