دعت جامعة الدول العربية إلى مضاعفة الجهود لحماية التراث الثقافي العربي المهدد جراء عمليات التدمير والنهب والسرقة، وبصفة خاصة إرث المخطوطات الذي ينبغي العمل على حمايته واسترداده سواء أصول هذه المخطوطات أو نسخها المصورة. وناشدت الجامعة ، في بيان لها بمناسبة الاحتفال بيوم المخطوط العربي، الدول العربية إلى الاستئناس بالقانون النموذجي لحماية المخطوطات في البلدان العربية الذي أقره وزراء الثقافة العرب عام 1987 باعتباره قانونا نموذجيا لحماية المخطوطات وصيانتها وترميمها والحيلولة دون تشويهها وتسربها، وذلك لوضع تشريعات قانونية للحفاظ على التراث المخطوط باعتباره ثروة قومية كان له دور فاعل في صنع الحضارة الإنسانية.
وأشادت بالاحتفال بيوم المخطوط العربي ، الذي نظمته الجامعة تحت عنوان “التراث في زمن المخاطر” والذي يأتي في ضوء النزاعات والصراعات الخطيرة التي تعتصر العديد من الدول العربية وتهدد الإرث الحضاري والثقافي الذي يعد أحد أهم عناصر الهوية العربية والذاكرة الحية للأمة. واعتبرت الجامعة أن التراث المخطوط الذي يقدره معهد المخطوطات العربية بحوالي ثلاثة ملايين مخطوط، يمثل جزءا لا يتجزأ من هذا الموروث الثقافي والحضاري حيث يمثل كنزا حضاريا وتاريخيا وثقافيا نظرا لما يمثله من قيمة علمية وتاريخية ويظل دائما شاهدا على مدى تقدم العرب في مختلف مجالات العلوم.
وذكرت بأن المنطقة العربية شهدت عبر التاريخ حروبا ضارية أثرت سلبا على تراثها المخطوط، إذ كان يتم تدمير المخطوطات إما إغراقا أو حرقا، كما تعرض هذا التراث للسرقة والترحيل إلى الخارج. وأضافت ، في هذا الصدد، أن نهايات القرن الحادي عشر الميلادي شهد أول وأكبر عملية إعدام للتراث المخطوط في الشام ومدنه، حيث دمرت الحملة الصليبية الأولى مائة ألف مخطوط من المخطوطات النفيسة في مجالات العلوم والأدب والفلسفة والفلك وفى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي اجتاح المغول بغداد، أكبر عاصمة للمخطوطات في العالم، وقاموا بإغراق تراثها المخطوط في نهر دجلة، مشيرة إلى أنه مع نهاية القرن الخامس عشر الميلادي شهدت الأندلس جريمة أخرى ا رتكبت في حق التراث المخطوط حيث تم إحراق مليون مخطوطة في كل من قرطبة وغرناطة.
وأعربت عن الأسف إزاء تواصل التدمير الممنهج لإرث المخطوطات في بدايات القرن الحادي والعشرين الميلادي مع الاحتلال الأمريكي للعراق واجتياح المتحف الوطني بالدبابات وتم تدمير المخطوطات وتهريبها إلى الخارج ، ثم جاء الدمار الذي حل بسوريا، حيث نال الإرهاب الغاشم من التراث، ودمر التراث المخطوط في مدينة حلب جراء القصف المستمر للمساجد والمكتبات الحاضنة لهذا التراث ، كذلك وقع تراث فلسطين المخطوط في براثن الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بتشويهه وطمسه وتزويره واستخدامه في دعم مزاعمه الباطلة.
حدث كم/ماب
التعليقات مغلقة.