“حدث” وان اشرنا في موضوع سابق الى انه قبل الزيارة المرتقبة والخاصة لجلالة الملك لاقليم الحسيمة، ومناسبة ذكرى 20 غشت التي تخلد ثورة الملك والشعب، ستتحرك آلة المحاسبة لبعض الوزراء، والمسؤولين السامين في مختلف القطاعات ، والتي وردت اسماؤهم في تقرير اللجنة التي عينها جلالته، للتحقيق في الاختلالات التي عرفها “مشروع الحسيمة منارة المتوسط”، طبقا لما ورد في خطاب العرش، الذي وجهه صاحب الجلالة للشعب المغربي يوم 29 يوليوز الماضي، حيث اشار فيه نصره الله ، الى تطبيق الفصل الثاني من الدستور الذي ينص على وجوب ربط المسؤولية بالمحاسبة حينما قال : إني ألح هنا، على ضرورة التفعيل الكامل والسليم للدستور. كما أؤكد أن الأمر يتعلق بمسؤولية جماعية تهم كل الفاعلين، حكومة وبرلمانا، وأحزابا، وكافة المؤسسات، كل في مجال اختصاصه”.
وفي ظل الترقب لما يجري ويدور في دواليب اصحاب القرار، نزل زعيم حزب “البام” من اعلى “جرار” الحزب الذي حصد الاخضر واليابس في السنتين الاخيرتين لـ”غلة” الانتخابات الجماعية والتشريعية، واصبح رقما صعبا في المعادلة الحزبية ، لا اقول السياسية، ليصرخ باعلى صوته “انا ماعمرْني كنت خماسْ، او مَخمٌاس دْيال حدْ! ، اومَكنتْلقاش التعليمات .. اوشوفُو شْكون غادي يسوق هاذ التاركتور؟”.
كلامه هذا جاء خلال ندوة صحفية عقدها امس الثلاثاء بمقر الحزب، بعد بلاغ للمكتب السياسي الذي صدره في اخر ساعة من يوم الاثنين، والذي دعا فيه وسائل الاعلام حضور الندوة، ليعلن الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة الياس العماري ، من خلالها للراي العام عن استقالته من الامانة العامة والبقاء في صفوف المناضلين !.
هذا الاعلان المفاجئ جعل الصحافيين يتسابقون لمساءلة “الزعيم” الياس العماري، الذي قاد “الجرار” لقترة قصيرة لا تتعدى سنة ونصف، عن الاسباب والمسببات؟، بل هناك بعض الزملاء من ذهب بعيدا في التساؤل (… !)، نال بدوره نصيبا من الانتقاد من طرف الزعيم ذاته، الذي بدت عليه ملامح الغضب من المسؤولين على الشأن التدبيري في البلاد، وخاصة منهم زعماء الاحزاب السياسية الذين كانوا في صلب الخطاب الملكي ، حينما قال فيهم حفظه الله : “ان الاحداث التي تعرفها بعض المناطق، مع الأسف، عن انعدام غير مسبوق لروح المسؤولية. فعوض أن يقوم كل طرف بواجبه الوطني والمهني، ويسود التعاون وتضافر الجهود، لحل مشاكل الساكنة ، انزلق الوضع بين مختلف الفاعلين، إلى تقاذف المسؤولية، وحضرت الحسابات السياسية الضيقة، وغاب الوطن، وضاعت مصالح المواطنين”.
وهذا الوضع الذي تحدث عنه جلالة الملك ، وما تلاه من “جلد” في “من لا يتق الله في هذا الوطن”، قال الياس العماري : “ان الخطابات الملكية منذ سبعة عشرة سنة، كانت كلها قوية وواضحة وتحمل عدة اشارات، وكل خطاب كان يتطرف من خلاله جلالة الملك ، الى عدة قطاعات ويشخص اختلالاتها ، لكن مع الاسف انا شخصيا لم المس أي تفاعل مع أي خطاب من طرف المعنيين !“.
والخطاب الاخير ـ يقول الياس ـ “تطرق جلالة الملك الى الادارة، لكن هل رأيتم مديرا او رئيس شركة عمومية، اوكاتب عام قدم استقالته لان جلالة الملك على حق؟ ! لا، وهل هناك من قال بانني تقلدت مسؤولية وانا لست أهلا بها؟ ، مرة اخرى لا.او سفيرا او قنصلا، قال انني ارتكبت خطأ ويجب علي ان اغادر؟ ! لا.. الخ. آخرها الزعماء السياسيين الذين اجمعوا على ان الخطاب الملكي في المستوى ، وكانهم ليسوا معنيون ! ، فما كان علي الا ان الزم صمتي وافكر في هذه اللحظة لاقول فيها الان، انا معني سياسيا ، ومعني ايضا بما صدر عن بعض المنتخبين ورؤساء الجماعات الذين لم يلتزموا بما وعدوا به الناخبين، والبرلمانيين ايضا ، الذين يتغيبون عن المجلس واللجن بدون مبرر، لانني انا الذي منحت لهم التزكيات بصفتني كنت رئيسا للجنة المعنية، ولهذا قررت الانسحاب من الزعامة والبقاء في الحزب، و “الكلام عن الجهة فيما بعد”.
والمتتبع لما جرى (…) ويجري الان، في كواليس الحكومة، والاحزاب السياسية ، والاستعدادات لذكرى ثورة الملك والشعب، والانصات مرة اخرى الى الخطاب الملكي السامي بالمناسبة، والذي لا محالة سيحمل اكثر من مفاجأة لمن يهمهم الامر في جميع المجالات، اضافة الى عدة قرارات ستفاجئ الراي العام الوطني، وفي انتظار ذلك بادر زعيم البام بما “حدث !“.
وما بين الفترتين، سيظل الانتظار سيد الموقف.
حدث كم
التعليقات مغلقة.