لا.. لمن “يأكل الغلة ويسب الملة !” .. و “للبيت رب يحميه” – حدث كم

لا.. لمن “يأكل الغلة ويسب الملة !” .. و “للبيت رب يحميه”

حدث وان ذكًر صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء سنة 2014،  بقواعد الوطنية والوطنيين وما يتميز به الشعب المغربي عن باقي الدول،  في التلاحم للدفاع عن وحدته الترابية ، حيث قال “ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة،  فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما ان يكون خائنا”.

صحيح أن الوطن غفور رحيم، وسيظل كذلك، ولكن مرة واحدة، لمن تاب ورجع إلى الصواب, أما من يتمادى في خيانة الوطن، فإن جميع القوانين الوطنية والدولية، تعتبر التآمر مع العدو خيانة عظمى. اننا نعرف أن الإنسان يمكن أن يخطئ، ولكن الخيانة لا تغتفر. والمغرب لن يكون أبدا، مصنعا لشهداء الخيانة” انتهى كلام جلالة الملك.

ومرد هذا التذكير، هو الانتصار الملكي على اعداء الوحدة الترابية للمملكة من خلال اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بالسيادة المغربية على كافة اقاليمه الجنوبية، والمصادقة على الخريطة الكاملة للمغرب من طنجة الى الكويرة، حيث عبر صاحب الجلالة الملك محمد السادس في اتصال هاتفي مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، “باسمه وباسم الشعب المغربي عن اصدق عبارات الامتنان للولايات المتحدة الامريكية على الموقف التاريخي باعترافها بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية،ومن خلال اصدار مرسوم رئاسيا بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة وباثره الفوري”.

وجاء هذا القرار البناء للولايات المتحدة الأمريكية، “لتعزيز دينامية ترسيخ مغربية الصحراء، التي أكدتها المواقف الداعمة لمجموعة من الدول الصديقة، وكذا قرارات العديد من الدول بفتح قنصليات بأقاليمنا الجنوبية”، اضافة الى فتح قنصلية الولايات المتحدة الامريكية في مدينة الداخلة، وخلق عدة مشاريع استثمارية، موازية مع الميناء الاطلسي الذي هو في طور الانجاز، اضافة الى الدعم المالي المقدر بـ 3 ملايير دولار.

وهذه المكاسب التي حققها المغرب بقيادة جلالة الملك، اتجاه الاقاليم الجنوبية المغربية، لطي ملف النزاع المفتعل الذي صنعه جنرالات الجزائر ، وبدعم من القذافي في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، من خلال خلق ودعم “كمشة ” من المغرر بهم الصحراويون في اطار جبهة “البوليساريو”، الذي استغرق حوالي نصف قرن، وفتح صفحة جديدة تكمن في الحكم الذاتي، الذي يتماشى وقرارات الامم المتحدة ، وما تتبناه الولايات المتحدة الامريكية،  وباقي دول العالم التي تسعى الى الامن والسلم للشعوب في القرن الواحد والعشرين، لفتح المجال امام “المغرر بهم” للرجوع الى سواء السبيل، و قول الراحل الملك الحسن الثاني “ان الوطن غفور رحيم”، للاندماج داخل التراب المغربي في الاقاليم الجنوبية ، للعيش في امن وامان ورفاهية وازدهار التي تعيشها باقي جهات المملكة.

لكن ، والشعب المغربي يعيش اجواء  هذا الانتصار، وشخصيا اصفه بـ”المسيرة الثانية” والاخيرة لطي مآسي الماضي، مؤيدين حكمة وتبصر وعبقرية جلالة الملك، في معالجة هذا الملف الذي ظل حجرة عثرة في تقدم الشعوب العربية الخمس، وخاصة منها الشقيقة الجزائر، اضافة الى معاناة المحتجزين في تيندوف، حاولت بعض الجهات المنتمية للمجتمع المدني “مُكرها” و”المعادية” للتعايش والسلم والامان ، والتي اختارت العيش في “الظلام” لتُشحث الدولارات”سرا” من بعض الدول الحاقدة على استقرار المغرب، ان تعكر جو هذه الفرحة، بالتشكيك في موقف المغرب وعلى رأسه جلالة الملك امير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، اتجاه القضية الفلسطينية، رغم ان جلالته بادر الى اطلاع الرئيس الفلسطيني الشرعي محمود عباس ، من خلال الاتصال الهاتفي بعد انهاء مكالمته مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، والذي ذكره جلالته “بالمواقف الثابتة والمتوازنة للمملكة المغربية من القضية الفلسطينية”، والدعم المغربي القائم على  “حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تبقى هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع”.

وانطلاقا من دور جلالته بصفته رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، “فقد شدد جلالته على ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص للقدس، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي لمدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى، تماشيا مع نداء القدس، الذي وقعه جلالة الملك أمير المؤمنين، وقداسة البابا ، خلال الزيارة التاريخية التي قام بها قداسته للرباط في 30 مارس 2019”.

وكل هذا الوضوح والصراحة التي يتحلى به جلالة الملك، ما زال اعداء المغرب سواء في “الداخل” او في الخارج ، يُناورون ويلعبون على حبلين متهالكين” سيتمزقا” لا محالة على مشارف الهاوية، ولن ينالوا من قوة المغرب والشعب المغربي الذي يختلف عن باقي الشعوب، حيث انه “من لا يعرف الشعب المغربي لا يعرف المغرب”، وهذا القول موجه للمناوئين من خارج الوطن، اما من “يأكل الغلة ويسب الملة ” في الداخل، فان فالمغاربة قادرون على فضح “المنافقين” والذين ينتحلون صفة النيابة عن الشعب، رغم انهم لا يمثلون الا انفسهم والشعب منهم براء .

وهذا ما حدث، وفي انتظار ما يحدث، اقول مقولة اكررها دائما  الا وهي “لو لم يكن الملك.. ما عسانا ان نكون !”.

 

التعليقات مغلقة.