مشاركون في ندوة بإيطاليا يبرزون النموذج المغربي في مجال التعايش والتسامح بين الأديان – حدث كم

مشاركون في ندوة بإيطاليا يبرزون النموذج المغربي في مجال التعايش والتسامح بين الأديان

أكد دبلوماسيون و إعلاميون مغاربة وأجانب ، مساء أمس الخميس، بأترانتو (جنوب إيطاليا)، أن المملكة المغربية نموذج يحتدى في مجال التعايش والتسامح بين مختلف الأديان.
وأضافوا، خلال ندوة نظمت في إطار فعاليات مهرجان صحافيي المتوسط حول موضوع “المتوسط .. فضاء لحوار الأديان ” أن المغرب يشكل “ملاذا آمنا تتعايش فيه ثقافات وأديان مختلفة في وئام تام “، مبرزين تاريخ المغرب المجيد كأرض للحوار منذ قرون.
وقال سفير المغرب بإيطاليا حسن أبو أيوب، في كلمة بالمناسبة، إن ضمان احترام الديانات السماوية من مهام مؤسسة إمارة المؤمنين الفريدة من نوعها والتي تعتبر مظلة للتعددية الثقافية والروحانية، مشيرا إلى ان الاحترام التام للديانتين المسيحية واليهودية يضمنه دستور المملكة، باعتبارهما “إحدى الروافد العريقة التي انصهرت ضمن هوية مغربية موحدة “. 
وشدد أبو أيوب على ضرورة احترام الآخر كمدخل لحوار جديد بين الثقافتين الإسلامية والغربية، مؤكدا على أهمية الحرص في منطقة البحر الأبيض المتوسط على جعل حوار الديانات هاجسا راسخا على الدوام. واعتبر أن الرموز الدينية تطغى على الفكر والتمثل الاجتماعي في العديد من الدول الأوروبية، داعيا إلى الانفتاح وخلق مشاريع مشتركة من أجل التغيير في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وأضاف ان تحقيق هذا الهدف يمكن ان ينطلق من المدرسة من خلال إعادة النظر في المناهج الدراسية للمؤسسات التعليمية المتوسطية وفتح المجال لتدريس حضارات أخرى لتلقين حقيقة القواسم المشتركة سواء القيم أو التاريخ وغيرها، وذلك بتوافق كل دول المتوسط.
وأكد على أن هذا اللقاء شكل فرصة لإبراز ” عدم المعرفة المتبادلة لواقع الحضارات المحيطة بنا” ويتجلى ذلك في عدم معرفة دول الضفة الشمالية لجقائق الإسلام والحضارة العربية والأمازيغية والإسلامية ، وعدم معرفتنا كذلك بالقيم والحضارة الأوروبية “. وأعرب عن أمله في أن تكون هناك طاقات وإرادات سواء في الشمال او الجنوب لفتح صفحة جديدة من التضامن والتعاون من أجل المصالح المشتركة ولرفع التحديات التي تواجهها دول المتوسط في جميع المجالات.
من جانبه، قال الإعلامي المغربي بتلفزيون (راي) الإيطالي السيد زوهير لواسيني ، في مدخلة له، ” إننا نعيش في عالم لايهم فيه الحقيقة أو الواقع، بل الانطباع الذي لدينا عن هذا الواقع ” ، مشيرا إلى أن ” الانطباع السائد في أوروبا هو أن العالم العربي والإسلامي مرادف للإرهاب لكون الإعلام يتطرق إليه من وجهة نظر سلبية تحجب كل الإيجابيات دون الوعي بأن هذا المجتمع مركب ويتعين فهمه “.
وأشار لواسيني وهو أستاذ بعدد من الجامعات الإيطالية ، إلى ان الإعلام يقوم بدور يتعارض مع المهام النبيلة المنوطة به، فعوض التقريب بين الثقافات يعمل على تعميق الهوة بين الثقافة الإسلامية ونظيرتها الغربية، ما يفضي إلى جهل الثقافتين بمفهومها العام.
واعتبر أن ” ما يجمع دول شمال وجنوب المتوسط هو أكثر بكثير مما يفرقها، وأن تجاهل الإعلاميين لذلك خطأ في حق الأجيال القادمة وفي حق حوار المتوسط “. أما جيثاتنو داماكو الأستاذ بجامعة الدراسات العبرية بإيطاليا، فقد اعتبر أن المغرب من الدول المتقدمة في مجال عصرنة المؤسسات وخطى خطوات كبيرة إلى الأمام من أجل التكيف مع التحديات الراهنة ، مضيفا أن المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس تتعامل مع التعددية بمفهومها الواسع.
وتمحورت المواضيع التي تمت مناقشتها ،خلال هذا اللقاء السنوي ، حول “معالجة الإعلام للقضايا القانونية بالمتوسط” و”المتوسط فضاء الحوار ” و “البحر والهجرة واروبا..الجانب الجيوسياسي” و ” الإعلام في ساحة الحروب ..نقل الحقيقة”. وستتوج فعاليات هذا الحدث ، الذي تلتئم فيه نخبة من المفكرين والإعلاميين المتوسطيين لمناقشة القضايا الراهنة بهذا الفضاء والواقع المتوسطي على المستوى الثقافي والاجتماعي والديني، بتوزيع جوائز على صحافيين من مختلف المنابر الإعلامية بدول منطقة البحر الأبيض المتوسط تقديرا لأعمالهم التي تتناول قضايا التنوع والتسامح وحرية التعبير ومحاربة التطرف والإرهاب في المجتمعات المتوسطية.

حدث كم/ و م ع

التعليقات مغلقة.