مدريد – عبد العلي جدوبي : أكد لنا اعلامي جزائري استنادا الى مصدر موثوق ،أن دعوة جلالة الملك محمد السادس لفتح صفحة جديدة مع الجزائر ،خلقت حوارا بين النخبة في الجزائر والتي تتطلع الى تجاوز الازمة القائمة بين البلدين الشقيقين ؛فالشعب الجزائري لم يعتبر في أي وقت من الاوقات خلافات حكومات بلاده مع المغرب قضية شعبية ،وهو لايمكن ان يدغن لأية سياسات تريد التفرقة بينه وبين الشعب المغربي ،فالازمات الجزائرية المغربية عمرت طويلا ويجب أن تنتهي -وأضاف المتحدث – أن الاوضاع السياسية في الجزائر تشهد حاليا احتقانا شعبيا ،وصراعا بين سلطة النخبة الحاكمة ،وتضارب المصالح من هم في مراكز القرار ،وبين مؤسسة الجيش والرئاسة ،حيث تسعى القيادة الجديدة للدولة لاستعادة السلطة كاملة ؛ وتعتبر المؤسسة العسكرية نفسها المدافع الاول عن الدولة الجزائرية ..”
والحقيقة المؤكدة أن بناء الوفاق المغربي الجزائري ،يعتبر قاطرة للتنمية وتعزيز الديمقراطية خصوصا على صعيد تكريس منهجية الاقتصاد الحدودي الذي ثبت جدواه من قبل ،لفائدة أوفاق حسن الجوار والالتزام بالمبادئ ،وابرام ميثاق شرف معنوي يضع القطيعة مع الماضي ،سواء تلك المتعلقة بالقضية الوطنية الاولى أو بسريان مفعول إغلاق الحدود البرية ،أو بتداعيات المواقف المتباينة لأكثر من قضية !
مسألة فتح الحدود بين المغرب والجزائر ،كانت وماتزال مطلب أساسي للشعبين الشقيقين ،لكن حكام الجزائر لهم مطالب وشروط تعجيزية لفتح الحدود المغلقة بين البلدين مند العام 1994 .
فالسياسة الجزائرية ماتزال حسب تصريح المسؤولين الجزائريين ،تضع قضية الصحراء المغربية في صلب العلاقات الثنائية كشرط لفتح الحدود ..
والمتنبع العلاقات المغربية الجزائرية يقف على حقيقة الفريق العسكري الحاكم الذي ما يزال يراهن على حساباته القديمة في الهيمنة ،وخلق مزيد من التوثر للاستفادة منها لمعاكسة الحق المغربي المشروع في صحرائه ..
فلو أن الجنرالات اعتمدوا منطق الوفاق الداخلي لبلادهم في توسيع المشاركات النخب الشعبية واستقطاب الكفاءات ،لتمكن الشعب الجزائري من العيش الكريم وتكريس الحرية والديمقراطية ،لكان انفع طالما أن استقرار البلاد يخدم المنطقة المغاربية برمتها على ايقاع الشراكة الاقتصادية والانفتاح السياسي .
ودعوة جلالة الملك محمد السادس لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين ،جاءت بعد دعوات مماثلة من جلالته مند اعتلائه العرش ، لتؤكد رغبة المغرب الصادقة في طي صفحة الماضي في هذا النزاع المفتعل ..
وعلى ما تبقى من عقلاء وحكماء الجزائر أن ينتبهوا الى الوضعية غير المستقرة لبلادهم ،ويمدوا أيديهم الى اليد التي امتدت إليهم ،وأن ينخرطوا في بناء علاقات حسن الجوار ،أساسها العمل المشترك من أجل حاضر ومستقبل الشعبين ؛ وهذا ليس توددا كما تدعي الصحافة الجزائرية الناطقة بإسم الفريق العسكري الحاكم ؛ولكنها مبادرة الشجعان ، وفضيلة الكبار .
التعليقات مغلقة.