“نجوم الاولى “: (الليلة سهرتنا ) .. والبقية تأتي ! الطاحونة والطحان !!

عبد العلي جدوبي : مرة أخرى ،نتساءل عن المقاييس أو الشروط التي تعتمدها إدارتا القناة الاولى والثانية في اختيارهما للمشاركين من مغنيين ومغنيات في البرامج الغنائية الاسبوعية ؟ (جميعهم من مقلدي أغاني الغير ! )

هل هناك شروطا معينة ومحددة لهذه الغاية ؟ام ان المسألة تدخل فيها العلاقات والوساطات واشياء أخرى لانعرفها ؟؟

أصوات النشاز ..

نسوق هذا الكلام بعدما “اجتهدت ” القناتان معا خلال الاونة الاخيرة في “مطرقة ” أسماع المشاهدين والمشاهدات بأصوات نشاز ،قد تصلح لاي شئ الا الغناء ! فهي أصوات تطل علينا من الشاشة الصغيرة وتقتحم بيوتنا وتهاجمنا بعويلها وبصياح قد يطول وقد يقصر ،بمصاحبة هدير من إيقاعات “النشاط هاهو شاط ” المرحب به في الحفلات الخاصة والاماكن العمومية !!

اختلط الحابل بالنابل

فعلا ،إننا نشعر باشمئزاز عندما نشاهد مثلا مغنيا قوي البنية ،وهو يطلق العنان لحنجرته تردد على مسامعنا وبصوت شبيه بصوت إمرأة (أنا خايفة من لبحر ليرحل )!! أو نشاهد شاب اخر وسيم يرتدي بدلة قد تكون من نوع (اصموكين ) في عز الصيف وهو “يشدو “..(مكوية بالنار ،،عطشانة ،،مكوية بالنار.. !!! )

وحينما تطل علينا سيدة وهي تقلد أغنية لوردة ، “وتضرب” في المقامات بعنف و إلى الحد الذي تكاد فيه تحدث شرخا في اللحن الاصلي لبليغ حمدي ،نضع ايدينا على رؤوسنا احتجاجا على هذه الفوضى التلفزيونية وعلى هذا التسيب !!

كفى من التقليد

وهكذا اصبحت البرامج الغنائية بالقناتين ،اما للتقليد ،تقليد أغاني الغير ،أو الارتماء على الاهازيج الشعبية القديمة التي افنى اصحابها عمرهم من اجل انتاجها وإخراجها الى الوجود قبل نصف قرن اومايزيد ،أصبحت مجلا مباحا للجميع الارتزاق دون رقيب او حسيب !!

ولهذا نرى أنه يجب أن تعطى أولوية المشاركة في البرامج الغنائية الاسبوعية -كما هو معمول في جميع القنوات التلفزيونية لأصحاب الانتاجات الجديدة والجيدة ،وكفى من فتح مجال المشاركة للذين يقتاتون من انتاجات الاخرين !!

نريد العيطة بنمطها الاصلي

وقد يقول قائل اننا بهذا الطرح ضد الموروث الشعبي الغنائي ،أو اننا نصطف وراء نمط معين من الغناء ،فهذا غير صحيح تماما ..

نحن نريد الاستمتاع بأغاني تراثنا الشعبي الاصيل من منبعها الاصلي لا ممن يحرفونها بحجة “التجديد” أو العصرنة !!

إننا نشتاق دوما لسماع فن العيطة لبوشعيب البيضاوي وفاطنة بنت الحسين والحمونية خديجة البيضاوية ومن طرف الرائدات الاخريات بانماطها المعروفة دون تغيير او تشويه لمعالمها ،ونقدر مجهودات اولاد البوعزاوي للحفاظ على هذا الموروث الفني الاصيل ،، وعندما يصدح صوت محمد رويشة ،نشعر وكأننا في أحضان جبال الاطلس الشامخ..

وهناك اغان قديمة عمرت حتى يومناهذا ،وخلدت أصحاب في قائمة المبدعين ،فأغاني الحسين السلاوي مثلا والتي “تؤرخ” لحقبة زمنية معينة من تاريخ المغرب ،تعتبر من الاعمال الفنية الناذرة في الغناء المغربي ،ولاننسى الاثر الفني الرائع التي تركته أغاني بوطبول وسامي المغربي وبنحاس واخرون ،في ذاكرة المغاربة كفن له خصوصيته وتميزه ،

اننا نعشق طرب الالة الاندلسية وطرب الملحون بأصوات رواده الكبار ،ومن جيل الشباب المحافظ على هذا التراث وفي مقدمتهم الفنان سعيد المفتاحي كنمودج يحتدى به ..

اين اختفت أعمال الكبار ؟

اعمال المبدعين الكبار لم يعد لها مكان في خارطة برامج التلفزيون المغربي!!

اين هي ابداعات الموسيقار اأحمد البيضاوي ، عبد الوها ب الدكالي ،،ابراهيم العلمي ،، المعطي البيضاوي ،،عبد الوهاب اكومي وفتح الله المغاري ،،محمد فويتح ،،محمد المزكلدي ،، محسن جمال،، عبد عبد الهادي بلخياط،،محمد الحياني عبد اللطيف بنشريف ،،نعمان الحلو ،،عبد الحي الصقلي ،، البشير عبده ،، والقائمة طويلة !!

ففي اية خزانة بأرشيف الاذاعة والتلفزة أقبرت الحان عبد القادر الراشدي وعبد السلام عامر وعبد القادر وهبي وحسن القدميري وعبد الله عصامي وعبد الرحيم السقاط وعبد الحق ليلاني وعبد العاطي امنا ومحمد بنعبدلسلام واحمد العلوي وشكيب العاصمي واخرون. !!

ماسبب “غياب” أغاني نعيمة سميح من القناتين ومعها ثلة من الاصوات العديدة ؟ بهيجة ادريس وسميرة سعيد وعائشة الوعد وسعاد محمد وحياة الادريسي وفاطمةالزهراء الحلو ونادية ايوب ولطيفة رأفت ورفيعة غيلان وعتيقة عمار امال عبد القادر ونزهة الشعباوي ومريم بلمير ولمياء الزايدي الخ

لماذا لاتعمل القناتين معا لبث اعمال العديد من المطربين والمطربات (وليس المغنيات )؟؟

وماالفائدة من الدعم السخي الذي دفعته وزارة الثقافة مؤخرا لعدد من المحسوبين على مجال الغناء ؟ فالدعم

المالي يجب ان يقدم للملحنين فقط والذين يشتغلون بجدية والتزام

الطاحونة والطحان

واخيرا نقول أنه إذا اراد التلفزيون المغربي،أن يجعل ما يقدمه من ميوعة في “الغناء” امرا مألوفا ،قد يتعود عليه المشاهد ،كما يحدث بين صوت الطاحونة والطحان ،عندما يصبح الضجيج لدى هذا الاخير امرا عاديا ،مألوفا لديه ، فإننا نرفض ما يفرض علينا و”يمطرق “أسماعنا تحت عناوين ومسميات الغناء الشعبي و(نجوم الاولى ) و (الليلة سهرتنا ) أو ما شابه ذلك !!