يحتضن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بسلا ، يومه السبت 29 يناير 2022، مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى ال78 للانتفاضة الشعبية التي اندلعت تأييدا لحدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
ويعد هذا المهرجان جزء من برنامج سطرته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش جيش التحرير، يتضمن نشاطا مماثلا ، يوم الاثنين المقبل ، استحضارا لهذه الانتفاضة التي استمرت أيام 29 و30 و31 يناير 1944، استنكارا لحملات القمع والتنكيل والاعتقالات التي أقدمت عليها سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية لاستهداف زعماء وقادة الحركة الوطنية ومناضليها وعموم أبناء الشعب المغربي إثر تقديم هذه الوثيقة التاريخية.
وكانت حشود الجماهير الشعبية قد خرجت من قلب مدينة الرباط في مثل هذه الأيام من سنة 1944 منددة باعتقال زعماء الحركة الوطنية، حيث بلغ صدى هذه المظاهرات ولي العهد آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني وهو بداخل المعهد المولوي، فتخطى سوره والتحق بصفوف المتظاهرين، وفق وثيقة للمندوبية السامية.
وتميزت مدينة سلا بدور بارز في هذه الانتفاضة العارمة التي اندلعت في مواجهة الغطرسة الاستعمارية، وتأييدا لمبادرة تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، ودفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، حيث هب وطنيون أفذاذ من هذه المدينة في انتفاضة تاريخية عارمة، مخترقين شوارعها، متحدين قوات الاحتلال وهجومها الشرس عليهم والذي أدى إلى سقوط شهداء أبرار وهبوا أرواحهم فداء للوطن.
واتسعت دائرة هذه الانتفاضة الشعبية، وامتدت المظاهرات لتشمل سائر المدن المغربية، كفاس التي شهدت سقوط عشرات الشهداء والجرحى، ومكناس ومراكش وازرو وغيرها من المدن.
وتسارعت الأحداث لتحتدم المواجهات بين القصر الملكي وسلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية، قبل أن تقدم سلطات الحماية في 20 غشت 1953 على نفي بطل التحرير والاستقلال وأسرته الشريفة في محاولة يائسة لإخماد الروح الوطنية.
، وقد أجج ذلك شعلة الكفاح الوطني لتنطلق المقاومة المسلحة والمظاهرات العارمة وعمليات جيش التحرير إلى أن تحققت إرادة العرش والشعب، وعاد رمز المقاومة والتحرير جلالة المغفور له محمد الخامس مظفرا منصورا من المنفى إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955، رفقة شريكه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة، حاملين بشرى انتهاء عهد الحجر والحماية وإشراقة شمس الحرية والاستقلال
ح/م
التعليقات مغلقة.